معدلات الرضاعة الطبيعية في تونس لا تزال منخفضة جدا

تونس - لا يزال معدل الرضاعة الطبيعية في تونس منخفضا للغاية على الرغم من التحسن بنسبة 4 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية (13.5 في المئة سنة 2018 مقابل 17.8 في المئة سنة 2023)، وفق ما أكده المسح الوطني العنقودي متعدد المؤشرات في تونس 2023.
وبين المسح العنقودي أن نسبة المواليد في تونس الذين لا يتم إرضاعهم من الثدي خلال الساعة الأولى بعد الولادة تبلغ 65.7 في المئة، أي أكثر من 6 من كل 10 مواليد، وفق المسح العنقودي ذاته، و82 في المئة من المواليد لا يتم إرضاعهم رضاعة طبيعية حصرية خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة، أي أكثر من 8 من كل 10 مواليد.
وأكد المدير العام للمعهد الوطني للإحصاء عدنان لسود في تصريح لإذاعة محلية خاصة أن المسح الذي أنجز في الجزء المتعلق بتغذية الرضع والأطفال الصغار أظهر أن أكثر من 6 من كل 10 مواليد لا يتم إرضاعهم من الثدي خلال الساعة الأولى بعد الولادة، وذلك بنسبة 65.7 في المئة.
65.7
في المئة نسبة المواليد في تونس الذين لا يتم إرضاعهم من الثدي خلال الساعة الأولى بعد الولادة
وبين المسح أن 34.3 في المائة فقط من المواليد تم إرضاعهم خلال الساعة الأولى بعد الولادة رغم ما توفره الرضاعة الطبيعية للمولود من حماية من الأمراض المعدية وتعزيز لمناعته من خلال ما توفره من عناصر غذائية أساسية يحتاجها للنمو والتطور بشكل كامل.
وأنجز المعهد الوطني للإحصاء بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط وصندوق الأمم المتحدة للطفولة المسح الوطني العنقودي الخامس متعدد المؤشرات حول وضع الأم والطفل في تونس، وشمل كامل تراب البلاد و11 ألف أسرة، منها 7236 أسرة في الوسط الحضري و3674 أسرة في الوسط الريفي، وبلغت نسبة الاستجابة 90 في المئة.
وتوفر الرضاعة الطبيعية للطفل والأم فوائد صحية؛ فحليب الثدي يلبي الاحتياجات الصحية للطفل في مرحلة النمو، وهو الغذاء المثالي للرضع، كما أنه يعزز جهاز المناعة لديهم ويحميهم من العديد من أمراض الطفولة الشائعة. كما يوفر حليب الأم كل الطاقة والمغذيات التي يحتاجها الرضيع في الأشهر الأولى من حياته، ويستمر في توفير ما يصل إلى أكثر من نصف احتياجات الطفل الغذائية بين عمر 6 أشهر و12 شهرا وثلث احتياجات الطاقة بين 12 و24 شهرا. ويجب أن تبدأ الرضاعة الطبيعية في غضون الساعات القليلة الأولى من الولادة.
وبين المسح أنه على الرغم من التحسن في معدل الرضاعة الطبيعية الحصرية في تونس بنسبة 4 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية، والتي كانت في حدود 13.5 في المئة سنة 2018 مقابل 17.8 في المئة سنة 2023، فإن المعدل لا يزال منخفضا للغاية حيث بين المسح أن أكثر من 8 رضع من كل 10 لا يتم إرضاعهم رضاعة طبيعية حصرية.
وتعتبر هذه النسبة من بين أدنى النسب في العالم ومازالت دون المعدل العالمي بنسبة 48 في المئة والهدف المحدد من قبل المنظمة العالمية للصحة لعام 2025 والبالغ 50 في المئة.
وتجدر الإشارة إلى أن 54 في المئة من الأطفال استفادوا من الرضاعة الطبيعة المستمرة حتى بلوغهم سنة من العمر و26 في المئة حتى بلوغهم السنتين فيما 66.5 في المئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و23 شهرا يتغذون بزجاجة الرضاعة ومن بينهم 52 في المئة يبلغون من العمر ما بين 0 و5 أشهر، وهي الفترة التي يفترض أن تتم خلالها الرضاعة الطبيعية الحصرية باعتبارها أفضل غذاء يتلقاه الرضيع.
التسويق غير الملائم لبدائل حليب الأم يستمر في تقويض الجهود المبذولة لتحسين معدلات الرضاعة الطبيعية ومدة الرضاعة الطبيعية في كافة أنحاء العالم
وتحتفل الدول بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية في الأسبوع الأول من أغسطس من كل عام، بدعم من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) والعديد من وزارات الصحة والشركاء من المجتمع المدني. وقد خُصّص لعام 2024 موضوع “سد الفجوة: دعم الرضاعة الطبيعية من أجل الجميع”.
وتحتفل الحملة بالأمهات المرضعات على اختلاف تجاربهن في الرضاعة الطبيعية، مع إبراز السبل التي يمكن بها للأسر والمجتمعات المحلية والعاملين الصحيين دعم كل أم مرضعة.
وتعد الرضاعة الطبيعية إحدى أفضل الطرق فاعلية لضمان صحة الطفل وبقائه على قيد الحياة. ومع ذلك، وعلى عكس توصيات منظمة الصحة العالمية، فإن أقل من نصف الرضّع دون سن الـ6 أشهر يرضعون رضاعة طبيعية حصرية.
وحليب الأم هو الغذاء المثالي للرضع. فهو مأمون ونظيف ويحتوي على الأجسام المضادة التي تساعد على الوقاية من العديد من أمراض الطفولة الشائعة. ويمدّ حليب الأم الرضيع بكل ما يحتاجه من طاقة وعناصر مغذية في الأشهر الأولى من عمره، ويستمر في توفير ما يقارب نصف الاحتياجات الغذائية للطفل أو أكثر من ذلك خلال النصف الثاني من السنة الأولى من عمره، وما يصل إلى الثلث خلال السنة الثانية من عمره.
ويلاحظ أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يحققون نتائج أفضل في اختبارات الذكاء، ويكونون أقل عرضة لفرط الوزن أو السمنة وأقل عرضة للإصابة بالسكري في وقت متقدم من العمر. كما تنخفض الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض لدى النساء اللواتي يرضعن رضاعة طبيعية.
ويستمر التسويق غير الملائم لبدائل حليب الأم في تقويض الجهود المبذولة لتحسين معدلات الرضاعة الطبيعية ومدة الرضاعة الطبيعية في كافة أنحاء العالم.