مخاوف الركود تفوق قلق التوتر في الشرق الأوسط

أسعار النفط تحوم حول أدنى مستوى لها في سبعة أشهر.
الثلاثاء 2024/08/06
أوبك+ مستعدة لدعم السوق

رغم المخاوف بشأن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وتمسك أوبك+ بخطتها للتخلص التدريجي من تخفيضات الإنتاج الطوعية هبطت عقود برنت وخام غرب تكساس الوسيط لتغلق عند أدنى مستوياتها منذ يناير بسبب مخاوف ركود في الولايات المتحدة.

سنغافورة - حومت أسعار النفط عند أدنى مستوى لها في سبعة أشهر الاثنين، إذ تفوق تأثير مخاوف من الركود في الولايات المتحدة على القلق من أن يؤثر تصاعد التوتر في الشرق الأوسط على الإمدادات من أكبر منطقة لإنتاج النفط في العالم.

كما تراجعت أسواق آسيا مع تخلي المستثمرين عن الأصول التي تنطوي على مخاطر بسبب القلق من ركود في الولايات المتحدة واعتقادهم بأن خفض أسعار الفائدة سريعا سيكون ضروريا لإنقاذ النمو.

وبحلول الساعة 06:52 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 78 سنتا، أي واحدا في المئة، إلى 76.03 دولارا للبرميل. ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 87 سنتا، أي 1.2 في المئة، إلى 72.65 دولارا للبرميل.

وهبط الخامان بأكثر من ثلاثة في المئة الجمعة وسجلا خسائر للأسبوع الرابع على التوالي في أكبر سلسلة تراجعات منذ نوفمبر الماضي.

وقال محللون لدى آي.أن.جي في مذكرة إن المخاوف من ركود في الولايات المتحدة والتي أثارها تقرير ضعيف عن الوظائف في يوليو صدر يوم الجمعة تُفاقم القلق الذي يسيطر على سوق النفط منذ فترة بشأن الطلب الصيني.

5.86

مليون برميل حجم تخفيض أوبك+ يوميا في الإنتاج وهو ما يعادل 5.7 في المئة من الطلب العالمي

ويؤثر انخفاض استهلاك الديزل في الصين، أكبر مساهم في نمو الطلب على النفط في العالم، على أسعار النفط.

وتلقت الأسعار دعما من استمرار القتال في غزة، إذ قال مسؤولون فلسطينيون إن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت مدرستين وقتلت ما لا يقل عن 30 الأحد، بعد يوم على انتهاء مفاوضات في القاهرة دون نتيجة.

وتترقب إسرائيل والولايات المتحدة تصعيدا خطيرا في المنطقة بعد أن تعهدت إيران وحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المتحالفان معها بالرد على اغتيال

 إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس وفؤاد شكر القائد العسكري البارز في حزب الله في الأسبوع الماضي.

وكتبت إي.أن.زد (مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية) في مذكرة “إذا تكثف القتال، فقد تتأثر صادرات الخام”.

وعلى الرغم من المخاوف بشأن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، هبطت عقود برنت وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من ثلاثة في المئة لتغلق عند أدنى مستوياتها منذ يناير يوم الجمعة في أسبوع شهد معاملات متقلبة. وفي الأسبوع الماضي، سجلت العقود الأسبوع الرابع على التوالي من الخسائر، وهي أكبر سلسلة خسائر منذ نوفمبر الماضي.

وانخفضت أسعار النفط بسبب مخاوف من الركود في الولايات المتحدة وبعد أن تمسكت أوبك+، وهو تحالف بين منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجين آخرين مثل روسيا، بخطتها للتخلص التدريجي من تخفيضات الإنتاج الطوعية اعتبارا من أكتوبر.

87

سنتا انخفاض العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط أي ما يعادل 1.2 في المئة للبرميل الواحد

وأظهر مسح لرويترز يوم الجمعة أن إنتاج أوبك النفطي ارتفع في يوليو رغم تخفيضات الإنتاج التي تنفذها المجموعة.

من جانبها رفعت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، سعر نفطها الخام الرئيسي إلى آسيا للمرة الأولى منذ ثلاثة شهور، في إشارة إلى أن المملكة لا تزال واثقة من الطلب في أكبر مستورد للنفط في العالم.

ورفعت شركة أرامكو السعودية المملوكة للدولة سعر التصدير الرسمي لشهر سبتمبر للخام العربي الخفيف للزبائن في آسيا بمقدار 20 سنتا ليصل إلى 2 دولار للبرميل بأعلى من سعر الأساس لمؤشر عمان – دبي الإقليمي، وفقا لقائمة أسعار اطلعت عليها وكالة بلومبيرغ للأنباء.

ومع ذلك، كانت هذه أقل من الزيادة البالغة 50 سنتا التي كانت متوقعة في استطلاع للرأي أجرته وكالة بلومبيرغ لخمسة من التجار والمصافي.

كما رفعت السعودية أسعار بيع الخامات الخفيفة الأخرى المبيعة إلى آسيا، لكنها أبقت على أسعار الخام العربي المتوسط وكذلك الثقيل دون تغيير.

ووفقا لاستطلاع أجرته رويترز، توقعت مصادر في قطاع التكرير في آسيا أن ترفع أرامكو سعر بيع كافة درجات الخام في سبتمبر مقارنة بأغسطس، لتحقيق مكاسب على نهج خام دبي في الشهر الماضي.

لكن أحد التجار الذي يتخذ من سنغافورة مقرا قال إن زيادة الأسعار الأقل من المتوقع ترجع على الأرجح إلى هوامش التكرير الضعيفة في آسيا ومع اقتراب مفاوضات الإمدادات السنوية.

وأبقى اجتماع كبار وزراء مجموعة أوبك+ الخميس على سياسة الإنتاج دون تغيير، بما في ذلك خطة للبدء في التراجع عن شريحة من تخفيضات الإنتاج بداية من أكتوبر، وكرروا أن هذه الزيادة يمكن إيقافها مؤقتا أو التراجع عنها إذا لزم الأمر.

وتخفض أوبك+ في الوقت الراهن الإنتاج بإجمالي 5.86 مليون برميل يوميا، أو نحو 5.7 في المئة من الطلب العالمي، في سلسلة خطوات تم الاتفاق عليها منذ عام 2022 لدعم السوق وسط حالة من عدم اليقين بشأن الطلب العالمي وارتفاع المعروض خارج المجموعة.

وتحدد شركة أرامكو الحكومية أسعار النفط الخام بناء على توصيات العملاء وبعد حساب التغير في قيمة نفطها خلال الشهر الماضي، استنادا إلى العائدات وأسعار المنتجات.

10