الضاحية تعيش على وقع متى تنطلق الضربات وليس هل ستحدث أم لا

بيروت- شرع سكان الضواحي الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله على مشارف العاصمة، في الرحيل عن منازلهم والبحث عن أماكن أخرى يقيمون فيها، هربا من الحرب بين الحزب وإسرائيل بعد مقتل القيادي العسكري في الحزب فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وكانت أنظار اللبنانيين تتابع جنازة هنية وقبلها جنازة شكر، ليس فقط لأنهم يهتمون بالقتيلين، وإنما أيضا لأنهم يتوقعون ألا تنطلق الهجمات المتبادلة مع إسرائيل قبل أن تنتهي الجنازتان وهو ما يمنحهم ساعات من العيش بقلق أقل أمام ضربات تبدو في عداد المحسومة.
ويعيش لبنان والمنطقة كلها على وقع متى تنطلق الضربات المتبادلة وليس هل ستحدث أم لا، في ظل استعداد حزب الله وإيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة ثانية. ويجد اللبنانيون أنفسهم في ظرف صعب خشية تدمير شبيه بما يجري في غزة.
◄ اللبنانيون تابعوا جنازتي هنية وشكر لتوقعهم ألا تنطلق الهجمات قبل أن تنتهي الجنازتان، ما يمنحهم ساعات من الهدوء القلق
وقال أحد المقيمين بمنطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت “لست خائفا على نفسي ولكنني أخشى على أطفالي”. وقال ساكن آخر إنه يبحث عن شقة مفروشة خارج العاصمة ليضمن سلامته وسلامة أطفاله. وصرح مصدر أمني لبناني بأن “الوضع مقلق للغاية”.
وتوحي التحركات والتصريحات الصادرة عن الدول والجهات المعنية بأن الجميع يتأهب للمواجهة أيا كان شكلها، خاطفا أو محدودا أو متسعا في المكان والزمان، وهو ما لا يريده أي طرف.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة إن الوزير لويد أوستن أطلع إسرائيل على التغييرات الجارية والمستقبلية في القوات الأميركية بمنطقة الشرق الأوسط.
وذكرت المتحدثة باسم الوزارة سابرينا سينغ للصحافيين بعد مكالمة هاتفية بين أوستن ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت “أبلغ أوستن الوزير بإجراءات إضافية تشمل تغييرات في وضع القوة الدفاعية الحالية والمستقبلية والتي ستتخذها الوزارة لدعم دفاع إسرائيل”.
وأضافت سينغ أن هذه الخطوة قد تشمل نشر قوات إضافية في المنطقة، لكن أوستن لم يتخذ قرارا بعد.
وحذر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي، في مقابلة أجريت معه الجمعة، من أن إسرائيل لن “تقف مكتوفة الأيدي” إذا شنت إيران هجوما ردا على اغتيال هنية.
وشبه هنجبي التوترات الحالية بالوضع خلال شهر أبريل الماضي، عندما أطلقت إيران 330 طائرة مسيرة وصواريخ كروز تحلق على
ارتفاع منخفض وصواريخ بالستية على إسرائيل.
وقال هنجبي في المقابلة التي أجرتها معه وسائل إعلام تابعة لمجموعة أكسل شبرينجر، ومنها صحيفة بيلد الألمانية، “إن إسرائيل كبحت ردها، في ذلك الوقت، بناء على طلب الولايات المتحدة وحلفاء آخرين”.
وأضاف أن “هذا وضع جديد الآن، فيمكنك التراجع مرة، لكن ليس مرتين”.
وقال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن البحرية الإسرائيلية استكملت في الأيام القليلة الماضية بنجاح اختبارا لنظام اعتراض إل.آر.إيه.دي بعيد المدى المصمم لصد عدد من التهديدات بما يشمل صواريخ كروز.
ودعت فرنسا مواطنيها الموجودين في إيران إلى مغادرتها في “أقرب وقت” بسبب احتمال تصاعد التوتر العسكري في المنطقة.
وحثت وزارة الخارجية في بيان، الجمعة، الفرنسيين الموجودين في إيران على المغادرة في أقرب وقت بسبب “الخطر الكبير” المتمثل في حدوث توتر عسكري بين إسرائيل وإيران بعد اغتيال هنية.
وذكر البيان أن الأراضي الإيرانية كلها وصلت إلى المستوى “الأحمر” لتحذير السفر.
وفي لبنان قال نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون إن “جميع المستشفيات الخاصة جاهزة”. وأضاف “دربنا الطواقم الطبية وأجرينا مناورات في المستشفيات استعدادا للحرب”.
وتعهد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إثر اغتيال هنية بإنزال “أشدّ العقاب” على إسرائيل، معتبرا أن “من واجبنا الثأر لدماء” هنية.
◄ التحركات والتصريحات الصادرة عن الدول والجهات المعنية توحي بأن الجميع يتأهب للمواجهة أيا كان شكلها
وتوعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الخميس إسرائيل بأنّ عليها انتظار “الردّ الآتي حتما”. وأعلن حزب الله الجمعة أن عناصره استهدفوا التجهيزات التجسسية في موقع “الراهب” الإسرائيلي بالأسلحة “المناسبة”.
وليل الجمعة أعلن الحزب أنه أطلق “عشرات” الصواريخ على شمال إسرائيل ردا على مقتل أربعة نازحين سوريين بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان، في أول هجوم للحزب منذ مقتل شكر مساء الثلاثاء.
وقال الجيش الإسرائيلي بعد ذلك إن طائراته أغارت على “الموقع الذي أطلقت منه المقذوفات في منطقة ياطر” في جنوب لبنان، كما قصفت مدفعيته أهدافا في قريتي رميش ورامية.
ودعت حماس إلى “يوم غضب” شعبي عقب صلاة الجمعة، تزامنا مع تشييع هنية.
ودفن هنية الجمعة في قطر. واحتشد الآلاف من المشيعين في مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب في الدوحة، أكبر مسجد حكومي في قطر، لتوديعه.
وبعد الصلاة رافق المشيعون موكب نعش هنية، الذي لف بالعلم الفلسطيني، إلى مثواه الأخير في مقبرة بمدينة لوسيل، شمال الدوحة.
اقرأ أيضا:
• صراع أجنحة داخل حماس حول خلافة هنية يغذيه التنافس بين قوى إقليمية