منظمة فاو ترصد خفوتا في تضخم أسعار الغذاء

العالم تراجع 15 عاما إلى الوراء، إذ بلغت مستويات سوء التغذية معدّلات قريبة مما كانت عليه خلال الفترة 2008 – 2009.
السبت 2024/08/03
انخفاض بسبب الوفرة الموسمية

روما - انخفض مؤشر الأمم المتحدة لأسعار الغذاء العالمية قليلا في الشهر الماضي، وفقا لبيانات صدرت الجمعة، إذ عوضت الزيادات في أسعار اللحوم والزيوت النباتية والسكر بشكل جزئي، هبوط مؤشر الحبوب.

وسجل مؤشر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) للأسعار، الذي يتابع السلع الغذائية الأولية الأكثر تداولا على مستوى العالم، 120.8 نقطة في يوليو، انخفاضا من 121 نقطة في يونيو. وتم تعديل قراءة يونيو بعد أن كانت 120.6 نقطة في البداية.

وتراجع مؤشر أسعار الحبوب لدى المنظمة 3.8 في المئة، وهو أدنى مستوى منذ ما يقرب من أربع سنوات، مع انخفاض أسعار التصدير العالمية لجميع الحبوب الرئيسية للشهر الثاني على التوالي.

وقالت المنظمة إن “أسعار القمح انخفضت بسبب الوفرة الموسمية من حصاد القمح الشتوي الجاري في نصف الكرة الأرضية الشمالي والظروف المواتية لمحاصيل القمح الربيعي في كندا والولايات المتحدة”.

انخفاض أسعار القمح عوض الزيادات في أسعار اللحوم والزيوت النباتية والسكر جزئيا
انخفاض أسعار القمح عوض الزيادات في أسعار اللحوم والزيوت النباتية والسكر جزئيا

وذكر تقرير فاو “انخفضت أسعار تصدير الذرة أيضا مع تقدم الحصاد في الأرجنتين والبرازيل عن وتيرة العام الماضي وظلت حالة المحاصيل في الولايات المتحدة قوية”.

وقبل يوليو، ارتفع مؤشر المنظمة لأربعة أشهر متتالية بعد أن سجل أدنى مستوى في ثلاث سنوات في فبراير مع تراجع أسعار المواد الغذائية من ذروة قياسية سجلتها في مارس 2022، عقب غزو روسيا لأوكرانيا، وكلاهما من الدول الرائدة في تصدير المحاصيل.

وانخفض المؤشر في الشهر الماضي، بواقع 3.1 في المئة عن مستواه قبل عام، ونزل 24.7 في المئة عن ذروة عام 2022.

ولا تزال ضغوط التضخم تؤثر على ملايين الناس حول العالم وخاصة في الدول الفقيرة ومحدودة الدخل، حيث تكافح الحكومات للسيطرة على هذه المحنة المتولدة على الأزمات والحروب.

ووفقا لأحدث التقييمات عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم الذي أصدرته وكالات أممية متخصصة، عانى قرابة 733 مليون شخص من الجوع في 2023، وهو ما يعادل واحدا من بين 11 شخصًا في العالم وواحدا من بين 5 أشخاص في أفريقيا.

وحذر التقرير السنوي، الذي أُطلق لهذا العام في سياق الاجتماع الوزاري لفريق المهام التابع للتحالف العالمي لمجموعة العشرين لمكافحة الجوع والفقر الذي احتضنته البرازيل الشهر الماضي، من أنّ العالم لا يزال بعيدا جدا عن تحقيق أهدافه بحلول 2030.

ويُظهر التقرير أن العالم قد تراجع 15 عاما إلى الوراء، إذ بلغت مستويات سوء التغذية معدّلات قريبة مما كانت عليه خلال الفترة 2008 – 2009.

ورغم إحراز بعض التقدم في مجالات محددة مثل الحدّ من التقزّم وزيادة معدلات الرضاعة الطبيعية الحصرية، لا يزال عدد هائل من الأشخاص يعاني انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية مع ثبات مستويات الجوع العالمية للعام الثالث على التوالي.

3.8

في المئة نسبة تراجع مؤشر أسعار الحبوب وهو أدنى مستوى منذ ما يقرب من أربع سنوات

وعانى ما بين 713 و757 مليون شخص من النقص التغذوي في عام 2023 بزيادة تقارب 152 مليونا عن عام 2019 عند اعتبار النطاق المتوسط في حدود 733 مليونا.

وشهدت الاتجاهات الإقليمية تباينا كبيرا. ففي أفريقيا، واصلت نسبة السكان الذين يواجهون الجوع ارتفاعها لتبلغ 20.4 في المئة، بينما ظلت ثابتة في آسيا عند 8.1 في المئة، وفي أميركا اللاتينية ارتفعت إلى 6.2 في المئة.

ومع ذلك ظل هذا الوضع يمثل تحديا كبيرا إذ يضم الإقليم أكثر من نصف من يواجهون الجوع على مستوى العالم. وفي الفترة من 2022 إلى 2023، ارتفعت معدلات الجوع في إقليمي آسيا الغربية والبحر الكاريبي وغالبية الأقاليم الفرعية في أفريقيا.

وكانت فاو والصندوق الدولي للتنمية الزراعية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية قد حذّرت من أنّه في حال استمرار الاتجاهات، فإنّ نحو 582 مليون شخص، نصفهم في أفريقيا، سيعانون نقصا تغذويا مزمنا في عام 2030.

وتُشبه هذه المستويات المتوَّقعة تلك التي سُجّلت في عام 2015 عندما اعتُمدت أهداف التنمية المستدامة، مما يشير إلى ركود مقلق في التقدم المُحرز.

10