سفير الجزائر المسحوب من فرنسا ترند ساخر على مواقع التواصل

أثار سحب السفير الجزائري من فرنسا سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء؛ إذ أنه السفير نفسه الذي تم سحبه مرتين من فرنسا في السابق كما تم سحبه حين كان سفيرا للجزائر في إسبانيا بعد اعترافها بمغربية الصحراء وسط تكهنات بمكان تعيينه القادم والدولة التي ستعترف بمغربية الصحراء بعد فرنسا.
الجزائر - ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر سحب السفير الجزائري سعيد موسي من فرنسا بعد اعتراف الأخيرة بمغربية الصحراء، حيث كشف ناشطون أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها موسي لهذا الإجراء؛ إذ سبقتها عدة سحوبات من باريس، إضافة إلى سحبه من مدريد بعد اعترافها هي أيضا بسيادة المغرب على صحرائه.
وأثار الأمر سخرية وتهكما واسعا في ردود الأفعال على التطورات الأخيرة التي أثارت غضب الجزائر ودفعتها إلى سحب سفيرها مرة أخرى من باريس، فيما تساءل ناشطون عن الوجهة القادمة للدبلوماسي والتي سيتم سحبه منها بعد اعترافها بمغربية الصحراء. وعلق الصحافي الجزائري المعارض وليد اكبير قائلا:
وكتبت ناشطة:
وتفاعلت الصفحات الجزائرية بمختلف توجهاتها مع الخبر:
هذا السفير كان في السابق في مدريد، وتم سحبه كاحتجاج على اعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء. سفير، يستأهل لقب السفير المسحوب.
وطالب مغردون بوضع السفير على قائمة موسوعة غينيس للأرقام القياسية باعتباره أكثر دبلوماسي تم سحبه وإعادته إلى منصبه في أكثر من بلد وللسبب نفسه:
@MouhamedSi36641
هذا السفير كان في السابق في مدريد، وتم سحبه كاحتجاج على اعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء. فعلا، هذا السفير يستأهل لقب السفير المسحوب، وبالتالي يدخل في قائمة غينيس للسفراء المسحوبين. أي مكان يذهب إليه يسحب منه.
وسخر آخر:
وجاء في تعليق:
وأعلن وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف الأربعاء أنّ بلاده ستتّخذ إجراءات إضافية ضدّ فرنسا ردّاً على موقف باريس الداعم لخطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وقال عطاف خلال مؤتمر صحفي في الجزائر “سنقوم بالخطوات اللازمة التي سنعبّر من خلالها عن رفضنا لإقدام فرنسا على خطوة خطيرة على المنطقة والجهود التي تبذل خصيصاً في هذا الظرف لإيجاد حلّ سلمي وسياسي لقضية الصحراء”.
وأضاف أنّ قرار الجزائر استدعاء سفيرها من باريس للتشاور ليس سوى خطوة أولى ستليها خطوات احتجاجية أخرى. وقال “هذا ليس مجرد استدعاء سفير للتشاور، هذا تخفيض لمستوى التمثيل الدبلوماسي. إنّها خطوة مهمّة للتعبير عن إدانتنا واستنكارنا” لموقف باريس.
وبحسب الوزير الجزائري فإنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد أبلغ نظيره الجزائري عبدالمجيد تبّون، على هامش قمة مجموعة السبع خلال يونيو الماضي في إيطاليا، بالقرار الذي تعتزم باريس اتّخاذه.
وأكّد عطّاف أنّ ردّ الرئيس الجزائري على نظيره الفرنسي كان “صارما وحازما ودقيقا”، محذّرا من أنّ هذه الخطوة “لن تسهم في إحياء المسار السياسي وإنما ستغذّي الانسداد الذي أدخلت فيه خطة الحكم الذاتي القضية الصحراوية منذ أكثر من 17 سنة”.
وبحسب الوزير الجزائري فإنّ “هذه الخطوة التي تدّعي باريس أنّها ترمي إلى إحياء المسار السياسي لتسوية النزاع في الصحراء، تسهم على النقيض من ذلك في تكريس حالة الجمود التي تعاني منها العملية السياسية منذ ما يقارب العقدين من الزمن”.
وأضاف أنّ الخطوة الفرنسية “يمكن وصفها بعبارة بسيطة تلخّص في مضمونها القيمة القانونية لهذا الاعتراف وهي عبارة ‘هبة من لا يملك لمن لا يستحقّ'”.
ويأتي موقف عطاف بعدما أكّد ماكرون أنّ المقترح المغربي “يشكّل، من الآن فصاعداً، الأساس الوحيد للتوصّل إلى حلّ سياسي، عادل، مستدام، ومتفاوض بشأنه، طبقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي”.
ورحب ناشطون عرب بالخطوة الفرنسية على نطاق واسع معتبرين أنها انتصار للدبلوماسية المغربية وحق المملكة في سيادتها على أراضيها:
وعلق ناشط ساخرا على مقطع فيديو يظهر الرئيس الفرنسي ونظيره الجزائري يتبادلان الابتسامات وهما على ما يبدو يوقعان إحدى الاتفاقيات:
وعلق آخر:
وكتب مغرد:
ورأى ناشط أن سبب غضب الجزائر هو إمكانية أن يجر الاعتراف الفرنسي دولا أخرى تدعم الحق المغربي:
وتتوالى اعترافات الدول بسيادة المغرب على الصحراء، ودعم مقترح الحكم الذاتي، الذي تعرضه المملكة كـ“حلّ وحيد” للملف العالق منذ عقود، بينما تروج جبهة بوليساريو الانفصالية، ومن ورائها الجزائر، فكرة أن تلك الاعترافات “صفقات لا قيمة قانونية لها ولا سياسية”.
وكانت على رأس تلك الدول الولايات المتحدة، التي أعلن رئيسها السابق دونالد ترامب أنه يدعم سيادة المغرب على الصحراء.
، بينما أكد في تغريدة على حسابه في تويتر أن قراره يتناسب مع موقف المغرب التاريخي من استقلال الولايات المتحدة، باعتباره أول دولة تعترف بالولايات المتحدة كدولة مستقلة.
كما أعلنت إسرائيل لاحقا اعترافها بسيادة المغرب على كامل أراضيه بما فيها الأقاليم الجنوبية.
وتعزّز الموقف المغربي بإعلان إسبانيا تأييد مقترح الحكم الذاتي، وهي الخطوة التي فتحت الباب أمام تطبيع علاقات البلدين، بعد أزمة دبلوماسية حادة دامت نحو عام.
وبعد أن التزمت الحياد على مدى عقود، باتت مدريد تعتبر أن خطة الحكم الذاتي هي “الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” حول الصحراء المغربية.