أول قانون رئيسي منذ سنوات لحماية الأطفال على الإنترنت

القانون يفرض على المنصات اتخاذ تدابير لحماية القاصرين من المحتوى الإشكالي، مثل الاستغلال الجنسي.
الخميس 2024/08/01
كيف نحمي أطفالنا

واشنطن – وافق مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء على سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى حماية الأطفال على الإنترنت، وهو أول نص رئيسي يستهدف شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة منذ سنوات.

وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر “إنه يوم استثنائي”، مؤكدا أن “مجلس الشيوخ وفى بوعده لجميع الآباء الذين فقدوا أطفالهم بسبب مخاطر الشبكات الاجتماعية”. وبات يتعين حصول هذا النص على موافقة مجلس النواب، حيث يبدو إقراره أصعب، مع استمرار العطلة البرلمانية حتى سبتمبر القادم.

وشكر الرئيس الأميركي جو بايدن أعضاء مجلس الشيوخ على هذا التصويت، داعيا مجلس النواب إلى محاسبة “شركات التكنولوجيا الكبرى على التجربة التي تجريها على أطفالنا من أجل الربح”.

وقال بايدن في بيان “لا يمكن إنكار أن المنصات الرقمية تساهم في أزمة الصحة العقلية بين الشباب”، مضيفا “أطفالنا يواجهون عالما جامحا عبر الإنترنت (…) لقد حان وقت العمل”.

30

ولاية أميركية رفعت دعاوى قضائية ضد شركة ميتا، متهمة منصتيها فيسبوك وإنستغرام بالإضرار بـ”الصحة العقلية والجسدية للشباب"

ويفرض النص، الذي يدعمه أعضاء جمهوريون وديمقراطيون في مجلس الشيوخ، على المنصات اتخاذ تدابير لحماية القاصرين من المحتوى الإشكالي، بما في ذلك الاستغلال الجنسي والتحرش عبر الإنترنت والترويج للانتحار واضطرابات الصحة العقلية. كما يلحظ ضرورة أن تُترك للقُصّر إمكانية الوصول إلى الموارد العلمية حول هذه المخاطر.

ومن شأن هذا التشريع، الذي يطلق عليه اسم “قانون سلامة الأطفال عبر الإنترنت”، أن يحدّ أيضا من قدرة المستخدمين على التواصل مع الأطفال من خلال الرسائل عبر الإنترنت، ويفرض ضوابط أكبر مرتبطة بإشراف الوالدين على نشاط أطفالهم عبر المنصات الإلكترونية.

وأعربت شركات مايكروسوفت وإكس وسناب عن دعمها للنص، بينما لم تُظهر ميتا (المالكة خصوصا لفيسبوك وإنستغرام) وتيك توك دعما واضحا. ويعزز جزء آخر من النص معايير السرية للقاصرين، ويحظر الإعلانات المستهدفة للأطفال حتى سن السابعة عشرة (سن الثالثة عشرة سابقا).

لكن النص الذي اعتمده مجلس الشيوخ الثلاثاء يواجه معارضة من جمعيات تخشى أن تؤدي هذه القوانين إلى تعزيز عزلة بعض المراهقين، خصوصا أولئك الذين ينتمون إلى الأقليات، من خلال حرمانهم من المعلومات المتعلقة بالصحة (الجنسية والإنجابية)، أو تاريخ البلاد، أو العدالة الاجتماعية أو قضايا مجتمع المثليين.

واعتبر “الاتحاد الأميركي للحريات المدنية” أن القانون الجديد “ينتهك” حرية التعبير. وقالت الخبيرة في الاتحاد جينا ليفينتوف “بينما تفرض ولايات حظراً على الكتب مع قوانين للرقابة على الفصول الدراسية، فإن آخر ما يحتاجه الطلاب وأولياء الأمور هو إجراء آخر من أشكال الرقابة الحكومية لتحديد الموارد التعليمية المناسبة”.

واعتبرت مديرة منظمة “فايت فور ذي فيوتشر” إيفان غرير خلال مؤتمر صحفي أن النص يشكل “شيكا على بياض للرقابة على أي محتوى يمكن أن تدّعي الإدارة أنه ضار”.

وأضافت أن ذلك سيسمح للسلطات، في ظل إدارة دونالد ترامب المحتملة، بـ”إملاء أنواع المحتوى التي يمكن أن توصي بها الشبكات الاجتماعية أو حتى تعرضها للمستخدمين الشباب”. وظلت المنصات الرقمية حتى الآن محمية إلى حد كبير من المسؤولية القانونية عن المحتوى الذي تتم مشاركته على مواقعها.

حقوقيون يرون أن النص القانوني يشكل شيكا على بياض للرقابة على أي محتوى يمكن أن تدّعي الإدارة أنه ضار

ويطالب الكثير من المسؤولين المنتخبين بالإشراف على هذه المنصات بشكل أفضل، وهم يؤيدون إلى حد كبير توفير حماية أفضل للأطفال، ولكن بين الخلافات الحاصلة بين الأحزاب والضغوط المكثفة التي تمارسها شركات التكنولوجيا الكبرى ظل الكونغرس يكافح لسنوات من أجل اعتماد تدابير ملموسة.

وقد رفعت نحو ثلاثين ولاية أميركية في نهاية أكتوبر الماضي دعاوى قضائية ضد شركة ميتا، متهمة منصتيها فيسبوك وإنستغرام بالإضرار بـ”الصحة العقلية والجسدية للشباب”.

وفي منتصف يونيو الماضي دعا كبير المسؤولين الطبيين في الولايات المتحدة مواقع التواصل الاجتماعي إلى عرض تحذيرات حول المخاطر التي يواجهها الشباب الذين يمضون وقتهم في متابعة مواقع التواصل، بما يشبه رسائل التحذير الإلزامية على علب السجائر.

وتحظى مواقع التواصل الاجتماعي أيضا باهتمام متزايد خارج الولايات المتحدة. وفتحت المفوضية الأوروبية تحقيقا في منتصف مايو الماضي يستهدف ميتا، للاشتباه في تطوير منصاتها سلوكا إدمانيا لدى الأطفال.

وقدّم رئيسها مارك زوكربيرغ، الذي استمع إليه الكونغرس في نهاية يناير الماضي، اعتذارا نادرا لأهالي ضحايا انتهاكات الشبكة. وقال “لا ينبغي لأحد أن يمر بالأشياء التي مرت بها عائلاتكم”.

15