مساع كورية لتوسيع أسس التعاون الاقتصادي مع السعودية

سيول - تقوم كوريا الجنوبية بمساع حثيثة من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي مع السعودية في المرحلة المقبلة، بما يدعم أسس الشراكة بين البلدين في كافة المجالات، والبناء على ما تحقق من اتفاقات سابقة.
واقترح الكوريون على وزارة التجارة السعودية إنشاء الهيئة الاستشارية للسياسات من “أجل الحفاظ على زخم التبادل وتوسيع التعاون بين البلدين في قطاع الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم والناشئة” في ظل جهود وزيارات رسمية لتعزيز التعاون.
جاء ذلك خلال لقاء عقدته وزيرة الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم والناشئة الكورية الجنوبية ويونغ-جو في سيول مع وفد من وزارة التجارة السعودية بقيادة وزير التجارة ماجد القصبي، وفق ما أوردته وكالة يونهاب الكورية الرسمية الاثنين.
واتفقت الوزارتان على مواصلة المناقشات لإنشاء الهيئة الاستشارية، دون أن تذكر المزيد من التفاصيل.
وطلب الجانب الكوري من نظيره السعودي “الاهتمام والتعاون لتوسيع مشاركة الشركات الكورية في مهرجان الشركات الناشئة السعودي ‘بيبان 24’ المقرر انعقاده في السعودية خلال نوفمبر المقبل”.
كما دعا الكوريون نظراءهم السعوديين إلى المشاركة في مهرجان الشركات الناشئة (كومأب) المقرر عقده خلال ديسمبر المقبل في كوريا.
ودخلت العلاقات بين البلدين قبل عامين عهدا جديدا بإبرام حزمة واسعة من الاتفاقيات، التي يعول عليها الطرفان لتمتين خطوات الشراكات الإستراتيجية الاقتصادية في مختلف المجالات لتقوية المشاريع الاستثمارية والتبادل التجاري.
وكان ذلك خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا في نوفمبر 2022 على رأس وفد يضم وزراء الطاقة والداخلية والدفاع والخارجية والتجارة والاستثمار والاقتصاد، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة.
وجرى في أول أيام الزيارة توقيع اتفاقيات استثمارية تصل قيمتها الإجمالية إلى نحو 30 مليار دولار، مع شركات من كوريا، وتتضمن مجالات جديدة ومتنوعة منها الطاقة النظيفة والتكنولوجيا الطبية وبناء السفن.
ووقع الجانبان في أكتوبر الماضي عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في الرياض، بحضور الأمير محمد بن سلمان والرئيس الكوري يون سوك يول، أثناء زيارته إلى السعودية حينذاك.
وشملت الاتفاقيات إنشاء مجلس الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، ومبادرة واحة الهيدروجين للتعاون في مجال الهيدروجين الأخضر والنظيف واتفاقية بشأن الإعفاء المتبادل من متطلبات تأشيرة الإقامة القصيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة والرسمية.
وقد شهدت العلاقات السعودية – الكورية تطورا مطردا على مدى أكثر من خمسة عقود، تُوج بإطلاق الرؤية السعودية – الكورية 2030 في عام 2017.
وتضمنت الرؤية 40 مشروعا ومبادرة لتأسيس الشراكة بين البلدين في خمس مجالات هي الطاقة والتصنيع، والبنية التحتية الذكية والتحول الرقمي، وبناء القدرات، والرعاية الصحية وعلوم الحياة، والاستثمار.
ويعتبر البلد الخليجي المورّد الأكبر للنفط إلى كوريا الجنوبية، في حين بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2021 نحو 26.5 مليون دولار، وسجّل الميزان التجاري فائضا لصالح السعودية بقيمة 19.6 مليون دولار.
كما جذبت السعودية 132 استثمارا كوريا بإجمالي رأسمال يتجاوز ثلاثة مليارات دولار في قطاعات التعدين والمحاجر والكهرباء والغاز والبخار وتكييف الهواء والنقل والتخزين والصناعة التحويلية والتشييد.
في المقابل تملك ثلاث من أبرز الشركات السعودية، هي أرامكو وسابك وأكوا باور، استثمارات في السوق الكورية برأسمال يبلغ نحو 6.35 مليار دولار.