اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحزب الله عن مجزرة مجدل شمس

حزب الله ينفي استهداف مدنيين في ملعب لكرة القدم في ما إسرائيل تتهمه بتعمد تنفيذ الهجوم وتلوّح برد قوي قد يقود إلى حرب شاملة مع لبنان.
القدس/بيروت – ذكرت قناة إن 12 الإخبارية الإسرائيلية أن 10 أشخاص، بينهم أطفال، قتلوا في هجوم صاروخي على ملعب لكرة القدم في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل السبت، في أسوأ واقعة حتى الآن خلال أعمال العنف المستمرة منذ أشهر بين إسرائيل والجماعات المسلحة في لبنان.
وتبادل حزب الله وإسرائيل الاتهامات بشأن المسؤول عن هجوم بلدة مجدل شمس. واتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بإطلاق الصاروخ. لكن الحزب المتحالف مع إيران نفى ضلوعه في الهجوم، الذي سيثير على الأرجح رد فعل عنيفا من إسرائيل.
وفي ما قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق بيان لمكتبه تبكير عودته من واشنطن بعد حادث مجدل شمس، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس “نقترب من لحظة حرب شاملة ضد حزب الله ولبنان”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري السبت إن الجيش يجهز ردا على حزب الله بعد أن أدى صاروخ أطلق من لبنان إلى مقتل 10، من بينهم أطفال، في ملعب لكرة القدم في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وأضاف “معلوماتنا الاستخباراتية واضحة. حزب الله مسؤول عن قتل أطفال وفتيان أبرياء” واتهم حزب الله بالكذب بعد نفي الجماعة اللبنانية المسؤولية عن الواقعة.
وكانت خدمة الطوارئ الإسرائيلية قد قالت في وقت سابق إن تسعة أشخاص أصيبوا بجروح خطيرة جراء صاروخ أطلق من لبنان وسقط على ملعب كرة قدم في قرية مجدل شمس الدرزية. وقال أحد المسعفين إن حريقا اندلع ودمارا هائلا لحق بالموقع.
وقال عيدان أفشالوم المسعف في جمعية نجمة داود الحمراء الطبية “شهدنا دمارا كبيرا عندما وصلنا إلى ملعب كرة القدم، بالإضافة إلى أشياء اشتعلت فيها النيران. كان هناك قتلى ومصابون على العشب وكان المشهد مروعا”.
وقالت شاهدة لرويترز طلبت عدم ذكر اسمها “سقط الصاروخ في ملعب كرة القدم، كلهم أطفال… لا يزال هناك الكثير من الجثث والأشلاء في الملعب ولا نعرف من هم”.
وجاء الهجوم على ملعب كرة القدم في أعقاب ضربة إسرائيلية على لبنان أدت إلى مقتل أربعة مسلحين السبت.
وقال مصدران أمنيان في لبنان إن المقاتلين الأربعة الذين سقطوا قتلى في الهجوم الإسرائيلي على بلدة كفركلا بجنوب البلاد أعضاء في جماعات مسلحة مختلفة وإن واحدا منهم على الأقل ينتمي إلى حزب الله.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته استهدفت مبنى عسكريا تابعا لحزب الله بعد رصد خلية مسلحة تدخل المبنى. وأضاف الجيش أن ما لا يقل عن 30 صاروخا أطلقت بعد ذلك من لبنان عبر الحدود. وتابع قائلا “بحسب تقييم الوضع الذي أجراء الحيش الإسرائيلي والمعلومات المخابراتية التي لدينا، فإن إطلاق الصاروخ باتجاه مجدل شمس نفذته منظمة حزب الله الإرهابية”.
وأعلن حزب الله مسؤوليته عن شن أربع هجمات على الأقل، بعضها بصواريخ كاتيوشا، ردا على الهجوم على بلدة كفركلا. لكن مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف نفى المسؤولية عن الهجوم على بلدة مجدل شمس.
وقالت الجماعة في بيان مكتوب “تنفي المقاومة الإسلامية في لبنان نفيا قاطعا الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل إعلام العدو ومنصات إعلامية مختلفة عن استهداف مجدل شمس، وتؤكد أن لا علاقة للمقاومة الإسلامية بالحادث على الإطلاق، وتنفي نفيا قاطعا كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص”.
بدورها أدانت الحكومة اللبنانية في بيان الهجمات ضد المدنيين وتدعو إلى وقف الأعمال العدائية على كل الجبهات. ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار منذ أكتوبر بعد أن أدى هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل إلى اندلاع الحرب في غزة في أسوأ تصعيد بينهما منذ عام 2006.
وأعلن الحزب السبت مقتل 4 من عناصره في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي. وفي بيان، نعى الحزب “محمد علي مصطفى مريش، مواليد عام 1993 من منطقة الباشورة وسكان منطقة الأجنحة الخمسة في بيروت، ونعيم علي فرحات، مواليد عام 1991 من بلدة بيت شاما في البقاع”.
ونعى الحزب، في بيان آخر، “حسن هلال السعيدي، مواليد عام 1993 من بلدة تول في جنوب لبنان، وأحمد حكمت موسى، مواليد عام 1999 من مدينة طرابلس وسكان بلدة علي النهري في البقاع”.
وأوضح الحزب أن قتلاه “ارتقوا شهداء على طريق القدس”، دون ذكر تفاصيل أكثر. وبذلك ترتفع حصيلة قتلى حزب الله جراء المواجهات مع الجيش الإسرائيلي إلى 384 شخصا، منذ 8 أكتوبر 2023. كما أعلن الحزب أن عناصره استهدفوا منظومة فنية تجسسية في موقع المنارة الإسرائيلي وانتشارا لجنود إسرائيليين في محيطها بالمسيرات الانقضاضية.
وقال في بيان “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية يوم السبت منظومة فنية تجسسية في موقع المنارة وانتشارا لجنود العدو في محيطها بالمسيرات الانقضاضية وحققوا إصابات مباشرة وأوقعوهم بين قتيل وجريح”.
وألقت طائرة مسيرة إسرائيلية قنبلة حارقة بعد ظهر السبت في بلدة العديسة في جنوب لبنان، مما تسبب باندلاع حريق في المكان. وأعلن حزب الله في بيان السبت أن عناصره استهدفوا قوة مدرعات إسرائيلية تمركزت مؤخرا شمال ثكنة “يفتاح” الإسرائيلية بالمسيّرات الانقضاضية. كما أعلن في بيانات منفصلة سابقة أن عناصره استهدفوا التجهيزات التجسسية في موقع “مسكفعام” الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة، ونقطة “الجرداح” الإسرائيلية بالأسلحة الصاروخية.
ونفذت الطائرات الإسرائيلية السبت غارات وهمية فوق مدينة صور وقراها وخرقت جدار الصوت على دفعتين، مصدرة انفجارات قوية في الأجواء، بحسب ما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية.