والد رهينة إسرائيلية يلاحق نتنياهو أينما حل

يهودا كوهين لم يترك وسيلة ضغط إلا ولجأ إليها: شارك في مسيرات، ألقى خطابات، والتقى وفودا ومسؤولين دوليين.
الأربعاء 2024/07/24
عائلات الرهائن تطارد نتنياهو إلى واشنطن

واشنطن - بذل الإسرائيلي يهودا كوهين جهوداً مضنية لتأمين الإفراج عن ابنه الجندي الذي خطف أثناء هجوم حماس في أكتوبر، فشارك في مسيرة من تل أبيب إلى القدس، وخاطب عشرات الآلاف، واتُهِم بالخيانة، وصولاً إلى السفر إلى واشنطن للاحتجاج تزامناً مع زيارة رئيس وزراء بلاده بنيامين نتنياهو.

يبدو كوهين مصمّماً على أن يلاحق نتنياهو أينما حلّ، إذ يحمّله مسؤولية الفشل في تأمين إطلاق سراح ابنه نمرود المحتجز منذ أكثر من تسعة أشهر بعد خطفه أثناء الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر.

وسيكون كوهين ضمن وفد من عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في القطاع الفلسطيني المحاصر. ويعتزم تنظيم احتجاجات علنية في كل محطات زيارة نتنياهو هذا الأسبوع الى العاصمة الأميركية، حيث يلقي خطاباً أمام الكونغرس الأربعاء.

ويأمل أعضاء الوفد في أن يقنعوا الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل خلال هذه الحرب، بأن نتنياهو يعرقل التوصل الى اتفاق مع حماس يتيح الإفراج عن الرهائن لقاء وقف القتال.

كوهين يحمّل نتنياهو مسؤولية الفشل في تأمين إطلاق سراح ابنه نمرود المحتجز منذ أكثر من تسعة أشهر في قطاع غزة

وقال كوهين الذي يمثّل عدداً متزايداً من عائلات فقدت الأمل بعودة أبنائها إن “نتنياهو لا يكترث سوى لاستمراريته السياسية… ائتلافه المتطرف لا يريد لهذه الحرب أن تنتهي”.

وفي مواجهة تهديد وزراء من اليمين المتطرف بإسقاط الحكومة في حال التوصل الى هدنة مع حماس، لجأ نتنياهو إلى تكثيف العمليات العسكرية في غزة وتأكيد رفض وضع حد للحرب ما لم تحقق إسرائيل كل أهدافها المعلنة فيها، وأبرزها “القضاء” على الحركة الفلسطينية وإعادة الرهائن.

وأثار رئيس الوزراء الإسرائيلي شرخاً في صفوف عائلات الرهائن، بدعوته بعضها لمرافقته إلى الكونغرس الأميركي. وبينما رفضت بعض العائلات الدعوة، تواجه تلك التي لبّتها، انتقادات.

وكتب داني الغراط الذي خطف شقيقه إسحق أثناء هجوم حماس، عبر منصات التواصل الاجتماعي متوجها إلى الرهينة السابقة نوعا أرغماني، إن رئيس الوزراء “يستغلكم… إذا شاركتم في وفد نتنياهو، سنجد أنفسنا في وضع عبثي (يتمثّل) بالاحتجاج ضدكم”.

وأكد كوهين أنه يسعى من خلال اللحاق بنتنياهو إلى الولايات المتحدة، للتحدث إلى “أعضاء مجلس الشيوخ، ووسائل الإعلام، واليهود لإفهامهم بأن إسرائيل ليست حصراً هذه الحكومة البغيضة التي تعمل ضد شعبها”. ويشدد كوهين على أنه لم يكن يوماً من مؤيدي نتنياهو، لكنه لا يخفي غضبه المتزايد حياله وهو يرى غرفة ابنه فارغة منذ نحو 300 يوم.

251

شخصاً خطفوا خلال الهجوم ولا يزال 116 منهم محتجزين في غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 44 من هؤلاء قتلوا

وأتاحت أشرطة فيديو نشرتها حماس لعملية “طوفان الأقصى”، لكوهين رؤية فلسطينيين يسحبون ابنه من دبابة كان على متنها، وتعطلت أثناء مواجهة هجوم السابع من أكتوبر. واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على جنوب إسرائيل، أدى إلى مقتل 1197 شخصاً غالبيتهم من المدنيين.

وتوعدت الدولة العبرية بـ”القضاء” على الحركة الفلسطينية، وتشنّ منذ ذلك الحين حملة عسكرية أدت الى مقتل أكثر من 39 ألف شخص غالبيتهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

وخطف خلال الهجوم 251 شخصاً لا يزال 116 منهم محتجزين في غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 44 من هؤلاء قتلوا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من استعادة سبعة من الأسرى، بينما أتاح اتفاق بين إسرائيل وحماس بوساطة أميركية – قطرية – مصرية في أواخر نوفمبر، الإفراج عن أكثر من 100 رهينة لقاء هدنة مؤقتة وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين.

ويبقى اتفاق مماثل الأمل الوحيد بالنسبة إلى العديد من عائلات الرهائن، لرؤية أبنائها مجدداً. وعلى مدى الأشهر الماضية، لم يترك كوهين وسيلة ضغط الا ولجأ إليها: شارك في مسيرات، ألقى خطابات، والتقى وفوداً ومسؤولين دوليين. كما شارك في مسيرة راجلة لأربعة أيام من تل أبيب إلى القدس، ما جعله عرضة للسخرية والبصق وإلقاء البيض على العائلات التي تطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

ولا تلقى كل خطوات كوهين قبولاً لدى عائلات الرهائن، وترفض بعضها استعداده للانضمام إلى المحتجين المناهضين للحكومة. لكن بالنسبة إليه، الموقف واضح “سأقوم بكل ما يمكنني القيام به للحصول على اتفاق يتيح إنقاذ ابني”.

 

اقرأ أيضا:

        • أكاذيب وتحريفات من المتوقع أن يطلقها نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس

2