الخشية من تجدد أزمة الكهرباء تقود رئيس الوزراء اللبناني إلى بغداد

بيروت - شكل ملف المستحقات المالية المتأخرة للعراق من توريد الوقود إلى لبنان أحد الدوافع الرئيسية لزيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الأحد إلى بغداد.
وجدد تأخُّر تفريغ شحنات من الغاز أويل المستَبدَل من الفيول العراقي، أزمة الكهرباء في لبنان خلال الفترة الماضية، بسبب تأخر الحكومة اللبنانية في سداد مستحقات لشركة تسويق النفط العراقية سومو.
ورغم حفاوة الاستقبال التي لقيها الضيف اللبناني من قبل نظيره العراقي محمد شياع السوداني، لكن لم ترشح أيّ معلومات بشأن ما إذا كان الطرفان توصلا إلى اتفاق بشأن المستحقات المالية للعراق، وسط حديث عن امتعاض عراقي بسبب المماطلة اللبنانية في الإيفاء بالتزاماتها.
وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي إن المباحثات الثنائية تناولت العلاقات بين البلدين، وسبل تطويرها ومسارات تعزيز الشراكة الاقتصادية، والاتفاق الثنائي بشأن توريد النفط العراقي إلى لبنان، بالإضافة إلى بحث الأوضاع في المنطقة وآخر التطورات السياسية والأمنية فيها.
وأضاف البيان، أنه جرى التأكيد على استمرار مساعي الجهات الحكومية في البلدين لحلّ مشكلة التأخير في إنجاز معادلات الشهادات للطلاب العراقيين، التي تعود إلى فترات الأزمات الصحية والاقتصادية التي أعاقت عمل الإدارات العامة في لبنان.
وأشار السوداني إلى أنّ مواقف العراق من لبنان تنبع من الالتزام والأخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين، ومن الدور الإقليمي والدولي المسؤول الذي يتخذه العراق إزاء تطورات المنطقة، وبذل الجهود للحيلولة دون اتساع الصراع إقليمياً وسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء اللبناني عن تقديره لجهود السوداني وخطوات الحكومة العراقية في دعم العلاقات الاقتصادية مع لبنان، مجدداً الدعوة لرئيس مجلس الوزراء إلى زيارة لبنان، كما ثمّن الجهود العراقية الداعمة للتقارب والاستقرار إقليمياً ودولياً.
وأكد على استمرار العمل باتفاقيات التبادل الاقتصادي والتجاري، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في البلدين، ودراسة إمكانية الدخول في مشاريع تتضمن إنشاء مدن صناعية عراقية في لبنان، وتنويع مجالات الفرص الاستثمارية المتبادلة.
وأوضح رئيس الوزراء اللبناني سعي حكومته نحو رفع مستوى التعاون والتنسيق الأمني مع العراق في مجال مكافحة الإرهاب وملاحقة تجارة المخدرات، وأهمية استكمال التحضيرات الثنائية لانعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين نهاية سبتمبر المقبل.
ويريد رئيس الوزراء اللبناني من زيارة بغداد الاتفاق على كيفية حل أزمة الوقود بما يحول دون تجدد أزمة الكهرباء والتي كادت تغرق لبنان في الظلمة قبل نحو أسابيع قليلة.
ووافقت الحكومة العراقية في شهر يوليو الجاري على تفريغ شحنة الفيول، بعد اتصال أجراه الرئيس ميقاتي مع نظيره السوداني، وبعد أن كان وليد فياض وزير الطاقة والمياه قد أجرى اتصالات عدة مع نظيره وزير النفط العراقي حيان عبدالغني ورئاسة الحكومة العراقية والسفارة العراقية في لبنان، لمعالجة أزمة مستحقات الفيول ولتجنيب لبنان العتمة الشاملة.
وكان فياض أعلن في وقت سابق، أن شركة تسويق النفط العراقية سومو أوقفت تفريغ بواخر الفيول المصدرة إلى لبنان لعدم تسديد الأموال المستحقة للسنة الثانية على التوالي.
وقال فياض إنه “للشهر الخامس على التوالي لم يحوّل مصرف لبنان ثمن شحنات الفيول إلى حساب الحكومة العراقية، وبذلك يصبح لبنان مكشوفاً مالياً أمام العراق، إذ أن الأموال المستحقة لم تحوّل للسنة الثانية على التوالي”، بحسب صحيفة “الأخبار” اللبنانية.