المنطقة الشرقية تستثمر في الثقافة تحقيقا لرؤية السعودية 2030

تطورات ثقافية مهمة تشهدها المنطقة الشرقية تعكس التزام المملكة بتعزيز الهوية الثقافية وتحقيق التنمية المستدامة.
الاثنين 2024/07/22
حركية ثقافية لبناء المستقبل

الدمام (السعودية)- تزخر المنطقة الشرقية السعودية بتحولات ثقافية ملموسة، تتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية والبرامج التعليمية وتحقيق التنمية المستدامة، ما جعلها إحدى أبرز المناطق من حيث التنوع الثقافي والتطور الاجتماعي.

وشهدت المنطقة تطورات ملحوظة تعكس التغييرات الاجتماعية والاقتصادية، التي أولتها السعودية اهتماما كبيرا لتطوير البنية التحتية الثقافية في المنطقة الشرقية، من خلال إنشاء العديد من المراكز الثقافية والمتاحف، أبرزها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) الذي افتتح في الظهران عام 2017، والذي يعد منارة ثقافية تجمع بين الفنون والعلوم والأدب، ما يسهم في نشر الثقافة والمعرفة بين سكان المنطقة.

وتشتمل البنية التحتية الثقافية في المنطقة الشرقية أيضا على العديد من المتاحف التي تسهم في حفظ التراث ونقله إلى الأجيال القادمة، من بينها متحف الدمام الإقليمي الذي يعرض تاريخ المنطقة وتطورها من خلال مجموعات أثرية وفنية متنوعة.

وتشهد المنطقة الشرقية العديد من الفعاليات الثقافية المتنوعة في جميع المناسبات، كالمهرجانات والعروض المسرحية والحفلات الموسيقية والمعارض الفنية، ويعد مهرجان “الشرقية الثقافي” مثالا بارزا على هذه الفعاليات، حيث يضم عروضا ثقافية وفنية تمثل التراث المحلي والحديث، كما تستضيف المنطقة العديد من المهرجانات السينمائية والمعارض الفنية التي تعزز الحضور الثقافي والفني في المنطقة، على سبيل المثال معرض الفنون البصرية الذي ضم أعمال فنانين محليين ودوليين، عرضت لوحاتهم الفنية ومنحوتاتهم وتصويرهم الفوتوغرافي، ما وفر منصة للفنانين للتعبير عن مواهبهم وإبداعاتهم.

وأدى الإعلام دورا مهما في نشر الثقافة وتعزيز الوعي الثقافي من خلال إنتاج برامج وثائقية وثقافية، وتسليط الضوء على الفعاليات الثقافية والفنية في وسائل الإعلام المختلفة، وساعد هذا في جذب المزيد من الجمهور ودعم المبادرات الثقافية؛ إذ توسعت برامج التبادل الثقافي مع دول أخرى ما أسهم في تعزيز الفهم المتبادل ونشر الثقافة السعودية عالميا، إضافة إلى تنظيم معارض مشتركة وعقد اتفاقيات تعاون مع مؤسسات ثقافية دولية لاستضافة فعاليات ثقافية متنوعة.

وأسهمت وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة في نشر الثقافة وتبادل الأفكار في المنطقة من خلال استخدام المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع للترويج للفعاليات الثقافية وتسهيل الوصول إلى المعلومات الثقافية، كما أسهمت التكنولوجيا في دعم الفنون من خلال تقديم عروض افتراضية ومعارض رقمية، ما يتيح للجمهور المشاركة والاطلاع على الأنشطة الثقافية بسهولة.

واضطلعت المؤسسات الثقافية والتعليمية بدور محوري في تعزيز الثقافة في المنطقة الشرقية إلى جانب الجامعات والكليات المحلية التي تعمل على دعم الأبحاث والدراسات الثقافية من خلال برامج دراسية متخصصة ومراكز بحثية.

وتعد النوادي الأدبية من المؤسسات الفعّالة في تعزيز الثقافة الأدبية والنقدية في المنطقة، والتي تأسست بهدف رعاية الأدب والأدباء وتشجيع الشباب على القراءة والكتابة، من بين هذه النوادي نادي المنطقة الشرقية الأدبي، الذي يقوم بدور بارز في تنظيم الأمسيات الشعرية والمحاضرات الأدبية وورش العمل التي تهدف إلى تنمية المواهب الأدبية بين الشباب، كما تقوم هذه النوادي بنشر الكتب والمجلات الأدبية التي تسهم في إثراء الحركة الأدبية في المنطقة، إلى جانب الجمعيات الأدبية مثل جمعية الثقافة والفنون بالدمام التي هي من الأعمدة الأساسية في دعم وتطوير المشهد الثقافي بالمنطقة الشرقية.

ومثلت المبادرات الحكومية مساعي الجذب لدعم الثقافة في المنطقة الشرقية من خلال إنشاء برامج تدريبية وتطويرية للفنانين والمثقفين، وتقديم الدعم المالي للمشاريع الثقافية، ومن بين هذه المبادرات برنامج “القدرات الثقافية” الذي يهدف إلى تطوير القدرات الإبداعية لدى الشباب، فيما تقوم الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة بدور مهم في دعم الثقافة من خلال رعاية الفعاليات الثقافية والفنية، وتقديم منح للفنانين والمبدعين في المنطقة، ما أسهم في تعزيز الحراك الثقافي.

وللمجتمع المحلي دور كبير في تعزيز الثقافة والمحافظة عليها في المنطقة الشرقية، وفي تنظيم الفعاليات والمشاركة فيها، ما يعزز الشعور بالهوية الثقافية والانتماء. وتقوم الجمعيات الأهلية والمبادرات الشبابية بدور مهم في نشر الوعي الثقافي وتنظيم البرامج التعليمية والترفيهية، ما يعزز من أهمية زيادة الدعم المادي والمعنوي للمشاريع الثقافية والفنية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وجذب المستثمرين لتمويل الفعاليات والمعارض الثقافية.

وتشهد المنطقة الشرقية تطورات ثقافية مهمة تعكس الالتزام بتعزيز الهوية الثقافية وتحقيق التنمية المستدامة من خلال الفعاليات الثقافية والمشاريع السياحية والبرامج التعليمية التي تسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 وفي تعزيز الثقافة والفنون كمكون أساسي في بناء المجتمع.

وضمن مساعي الفعاليات الثقافية قامت إدارة التعليم بتطوير برامج تعليمية مبتكرة تركز على الثقافة والفنون، وتسهم برامجها في تنمية الجيل الجديد من الفنانين والمثقفين من خلال إدراج مواد تعليمية تشمل التراث الثقافي والفنون في المناهج الدراسية، وتوفير برامج تدريبية وورش عمل للشباب، كما سعت أيضا إلى تشجيع المشاركة المجتمعية في الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تعزز الوعي الثقافي ونشر الثقافة بشكل أوسع، من خلال تنظيم فعاليات مجتمعية وتوفير فرص تطوعية للأفراد للمشاركة في تنظيم ودعم الفعاليات الثقافية.

وتعد التطورات الثقافية في المنطقة الشرقية انعكاسا للتغيرات الإيجابية التي تشهدها السعودية، حيث أصبحت المنطقة مركزا ثقافيا يزخر بالأنشطة والفعاليات التي تعزز الهوية الوطنية وتسهم في نشر المعرفة والثقافة، من خلال مواجهة التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة، ويمكن للمنطقة الشرقية أن تستمر في تحقيق المزيد من التطورات الثقافية في المستقبل.

 

13