السوداني يفتتح خط ربط كهربائي بين العراق وتركيا

بغداد - أعلنت السلطات العراقية الأحد افتتاح خط الربط الكهربائي بين العراق وتركيا لتغذية المنطقة الشمالية، وذلك في إطار سعي بغداد لتنويع مصادر الطاقة بغية الحد من الانقطاع المزمن للتغذية بالتيار الكهربائي.
ويعد قطاع الكهرباء من أكثر القضايا الشائكة في العراق، حيث تشتدّ الانقطاعات اليومية للتيار الكهربائي خصوصاً في الصيف عندما تقترب الحرارة من 50 درجة مئوية، ممّا يؤدي إلى تفاقم السخط الشعبي في بلد ذي بنية تحتية متهالكة ويقوّضه الفساد.
وسيسمح الخط البالغ طوله 115 كيلومتراً، "بنقل 300 ميغاواط من تركيا إلى العراق لتزويد محافظات نينوى، صلاح الدين، وكركوك عبر محطّة الكسك غرب الموصل.
واعتبر رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني ، وفق بيان لمكتبه الربط مع الشبكة التركية "خياراً استراتيجياً للطاقة مستقبلياً، ويأتي ضمن رؤية البرنامج الحكومي للربط مع دول الجوار".
وأفاد السوداني في كلمة له خلال افتتاحه مشروع خط الربط الكهربائي (العراقي– التركي)، إن "قيمة هذا المشروع وأهميته تتمثل بأنه لأول مرة يكون لدينا ربط دولي مع الجارة تركيا ثمّ الى الاتحاد الأوروبي، وهذا عامل مهم واستراتيجي للطاقة على المستوى المستقبلي".
وأضاف أن "المشروع كان متوقفا منذ العام 2004، وهو مخطط له منذ التسعينيات من القرن الماضي، واليوم تم إنجازه بالتنسيق مع وزارة الطاقة التركية".
وتابع إنه "بعدما تمكنا من الربط مع الجانب الأردني واليوم مع تركيا، ومن المؤمل في نهاية هذا العام مع الكويت وهيئة الربط الخليجية، ثم نتوجه لإكمال مشروعنا المهم مع السعودية ليستكمل العراق تواصله مع منظومة الطاقة الإقليمية بما يسمح بالتنوّع والتبادل في مختلف ظروف ذروة الأحمال الكهربائية".
وستستخدم الكهرباء المستوردة عبر خط الربط لتغذية المنطقة الشمالية وتوفير الإمدادات لثلاث محافظات نينوى، صلاح الدين، وكركوك.
وأكد السوداني الأحد، أن حكومته تعتزم ربط كهرباء العراق مع الكويت ومع هيئة الربط الخليجية في نهاية العام 2024، ومن بعدها التوجه الى الربط مع السعودية في إطار سعي بغداد لتنويع مصادر الطاقة بغية الحد من الانقطاع المزمن للتغذية بالتيار الكهربائي.
ويعد قطاع الكهرباء من أكثر القضايا الشائكة في العراق، حيث تشتدّ الانقطاعات اليومية للتيار الكهربائي خصوصاً في الصيف عندما تقترب الحرارة من 50 درجة مئوية، ممّا يؤدي إلى تفاقم السخط الشعبي في بلد ذي بنية تحتية متهالكة ويقوّضه الفساد.
وبعدما تضرّرت قدرته الإنتاجية بشكل كبير بسبب عقود من النزاعات ونقص في الاستثمارات، يعتمد العراق برغم كونه دولة نفطية على استيراد الغاز والكهرباء خصوصاً من إيران المجاورة.
ويستورد العراق حاليا ما بين ثلث و40 بالمئة من الإمدادات من الكهرباء والغاز من إيران، لكنه لا يزال يعاني من انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، خاصة في أشهر الصيف الحارة عندما يرتفع الطلب على الكهرباء لأغراض التبريد.
وتقطع إيران إمداداتها بشكل متكرر عندما تحتاج إلى المزيد من الكهرباء في الداخل وأيضا لأن العراق يواجه صعوبة في سداد تكلفة الواردات بسبب العقوبات الأميركية على إيران.
وتضغط الولايات المتحدة على العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لخفض الاعتماد على الغاز الإيراني.
وبدأ خط ربط كهربائي بين الأردن والعراق في توصيل الإمدادات في مارس، ليزود الشبكة في غرب العراق بقدرة 40 ميجاوات.
وقالت وزارة الكهرباء العراقية إن العراق سيكمل أيضا خط ربط بشبكة الكهرباء الكويتية بحلول نهاية عام 2024.
وطالما شدد السوداني على ضرورة تنويع العراق لمصادر الطاقة لديه، بهدف زيادة إنتاجه من الكهرباء ووضع حدّ لانقطاع التيار الكهربائي.
وقال في تصريحات سابقة إن حكومته وضعت مشكلة الكهرباء ضمن الأولويات، وأن التعامل مع هذه المشكلة المزمنة يتطلب عملاً واستعداداً عاليين، لأن المواطن ينتظر الحلول التي تنهي أزمة الكهرباء المستمرة.
وبيّن أن الحكومة ماضية بخططها في استثمار الغاز المصاحب والغاز الطبيعي في مجال الطاقة، من أجل تقليل الاعتماد على الغاز المستورد، بالإضافة إلى منع الآثار الضارة التي يتسبب بها حرق الغاز المصاحب.
وفي مارس، أعلن العراق بدء العمل بخط ربط كهربائي مع الأردن لتغذية منطقة الرطبة في جنوب غرب البلاد، كما يأمل تشغيل خطوط كهرباء أخرى مع دول الخليج.