تحديات تضعف آمال مزارعي شرق سوريا ببيع محصول القمح

الحسكة (سوريا) - يواجه مزارعو القمح في محافظة الحسكة الواقعة شمال شرقي سوريا والمشهورة بإنتاج الحبوب والقطن تحديات وصعوبات كثيرة في بيع محصولهم لهذا الموسم.
وعلى الرغم من أن الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال فترة الشتاء على المنطقة والتي كانت تبشر بحصاد وفير، إلا أن وجود القوات الأميركية ونقص الوقود اللازم للزراعة أضعفا الآمال في بيع منتجاتهم بشكل جيد.
وتحدث طارق العلي، وهو مزارع من ريف عامودا بريف الحسكة، لوكالة شينخوا الصينية، عن التحديات اللوجستية التي واجهها، حيث عبّر عن خيبة أمله الممزوجة بالإحباط إزاء انخفاض الأسعار التي يحصل عليها مقابل محصول القمح الخاص به.
وعزا انخفاض أسعار القمح إلى النقص الحاصل في وقود الديزل المقدم من قبل قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على المنطقة، من أجل تشغيل المعدات والآلات الزراعية اللازمة لموسم الحصاد.
وقد أدى هذا النقص في الدعم إلى عدم القدرة على إجراء عملية حصاد ناجحة بالإضافة إلى انخفاض الأسعار التي تقدمها قوات سوريا الديمقراطية. وقال العلي إن “معظم الناس يتمسكون بمحصولهم من القمح على أمل أن يرتفع السعر لاحقا”.
وكانت الإدارة الذاتية الكردية بقيادة قوات سوريا الديمقراطية والتي تسيطر على المنطقة بدعم من الجيش الأميركي، قد صدمت المزارعين في شهر مايو الماضي، بإقرارها تسعيرة لشراء أطنان القمح والتي كانت أقل من الموسم الماضي.
◙ 310 دولارات للطن حددته الإدارة الذاتية الكردية بينما دمشق حددت الطن بـ360 دولارا
وحددت هيئة الزراعة والري لشمال وشرق سوريا، التابعة للإدارة الذاتية، تسعيرة شراء الطن الواحد بنحو 310 دولارات للموسم 2023 – 2024 وهو أقل من السعر الذي حددته الحكومة في دمشق عند 360 دولارا للطن. وتتنافس الإدارة الذاتية والحكومة السورية على شراء محاصيل القمح من المزارعين، لتوفير الحد الأدنى من احتياجات المناطق تحت سيطرتهما.
وتحدث إبراهيم جوهر، وهو مزارع آخر من نفس المنطقة، عن تفضيل المزارعين بيع محصولهم للحكومة في دمشق بسبب الأسعار الجيدة والتسهيلات التي تقدمها رغم المخاطر والقيود التي يفرضها الأكراد على المزارعين الذين يريدون بيع محاصيلهم للحكومة.
وقال جوهر لشينخوا إن “السعر الحكومي جيد… (وبالنسبة) إلى المزارعين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة تكون الإجراءات جيدة، ولا يتعين علينا الانتظار كثيرًا ولا توجد مشاكل”.
وتتمتع الحسكة بأهمية إستراتيجية بسبب احتياطياتها من النفط والغاز الطبيعي. وتعد المحافظة أيضا مركزا زراعيا رئيسيا، وتشتهر بإنتاج القمح والقطن. وتسيطر الحكومة السورية على منطقة أمنية في الحسكة، في ما تسيطر الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة أيضا على مناطق واسعة.
ويؤكد محمد المحمد، عضو اتحاد المزارعين السوريين في الحسكة، على التحديات التي يواجهها المزارعون في نقل محاصيلهم من القمح إلى مراكز الحبوب الحكومية. وأشار إلى أن هذه العملية محفوفة بالمخاطر والتعقيد بسبب وجود القوات الأميركية والميليشيات الكردية.
وقال إن “موسم هذا العام يتميز بغزارة الإنتاج لكن هناك صعوبة أمام المزارعين في نقل الحبوب والقمح من أماكن العمل إلى مراكز الحبوب في الدولة بسبب الاحتلال الأميركي الذي يشكل العائق الأكبر في هذه المنطقة والمحافظة”. وقبل الوجود الأميركي في شمال شرق سوريا، كانت الحسكة تنتج وحدها ما بين 900 ألف إلى 1.4 مليون طن من القمح سنويا.