مصايف قرى وبلدات جنوب لبنان تخلو من روادها

بيروت - خلت المصايف في القرى والبلدات الحدودية جنوب لبنان من روادها المحليين والسياح الأجانب؛ نتيجة المواجهات الجارية منذ عشرة أشهر بين حزب الله وإسرائيل، ما انعكس سلبا على قطاع السياحة في هذه المناطق.
وتُعرف قرى الحدود الجنوبية في لبنان بمناظرها الطبيعية الخلابة ومصايفها السياحية، لكنها تعاني هذا العام من كساد موسمها؛ جراء المواجهات.
ويتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي قصفا يوميا أسفر عن المئات بين قتيل وجريح معظمهم في الجانب اللبناني، بالإضافة إلى تهجير قرابة 97 ألف لبناني.
ويرهن حزب الله وقف القصف بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، والتي خلفت أكثر من 127 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.
وبسبب الظروف الأمنية، اضطرت العديد من المنتجعات بمناطق الناقورة ومرجعيون وحاصبيا، وحوالي 150 مطعما و50 فندقا وبيوت ضيافة، إلى الإغلاق على أمل وقف إطلاق النار لتعويض البعض من الخسائر التشغيلية.
وتم إخلاء عدد كبير من المصايف في المناطق اللبنانية المتاخمة للحدود؛ جراء تصاعد المواجهات العسكرية؛ مما يهدد عائلات عديدة تعيش وتعتمد على مواسم السياحة الصيفية.
ووصف أصحاب مؤسسات سياحية الوضع بالكارثي، إذ توقف العمل كليا بعدما استعاد بعض الزخم في الصيف الماضي، عقب سنوات من الركود نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان.
ويقول موسى صعب صاحب منتزه ومطعم القلعة في عين الجوز بمنطقة شبعا الحدودية “أتّكل في مدخولي السنوي الوحيد من عائدات مشروعي السياحي في الربيع والصيف”.
ويضيف صعب “حتى اليوم لم يأت زائر واحد إلى المنطقة، (الزوار) خائفون من حدوث قصف مفاجئ وطيران (حربي إسرائيلي)، وخاصة (الذي يخرق) جدار الصوت”.
ويمضي قائلا، “في السنوات الماضية قبل الحرب كان يأتي إليَّ أهالي البلدة وسواح من كافة المناطق، لدرجة أنه لا يوجد حجز واحد (متاح) خاصة في عطلة نهاية الأسبوع”.
وأعرب عن أمله “في الأيام الباقية من الموسم، خاصة أن هناك مفاوضات يمكن أن تنهي الحرب ويعود العمل، ولذلك جهزت المنتزه لاستقبال الزوار”.
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحركة حماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وتتهم حماس إسرائيل والولايات المتحدة بعدم الرغبة في إنهاء الحرب حاليا ومحاولة كسب وقت عبر التفاوض، على أمل أن تحقق تل أبيب مكاسب.
90
في المئة من المؤسسات السياحية أقفلت في الجنوب، ومن فتح يأمل أن يتحرك العمل رغم خسارته في ظل عدم وجود حركة عمل
“مشروعي افتتحته منذ سبع سنوات وكان العمل فيه ممتازا في السنوات الماضية، أما هذا الموسم الأمور ليست جيدة”، بهذه العبارات بدأ صاحب منتجع بمنطقة راشيا الفخار الحدودية مازن عبدالحي حديثه.
وتابع عبدالحي “تراجع العمل لدينا هذا الموسم 90 في المئة مقارنة بالأعوام الماضية، ونحن بالصيف نتكل على الموسم والشغل، ولكن الموسم أصبح في نهايته ولم نسترزق بعد”.
وشدد على أن “الناس في الجنوب، وخاصة هنا منطقة العرقوب، اعتادت على الحرب، والقصف يومي وقريب على الجبال”.
وردا على سؤال بشأن سبب فتح منتجعه في هذه الأجواء، أجاب عبدالحي “لنستمر، نحن لا نستطيع أن نقفل وهذه السنة أكيد أدفع المصاريف من جيبتي؛ لأن الموسم ضُرب حتى لو صار اتفاق وقف إطلاق النار لأن الصيفية أصبحت نصفها”.
من جهته قال هادي أبونجم وهو صاحب منشأة سياحية على ضفاف نهر الحاصباني “لم أفتح يوما واحدا هذه السنة؛ لأن الوضع الأمني لا يسمح بعد أن شهد مشروعي إقبالا ممتازا في السنوات الماضية قبل الحرب”.
وأردف “لم نتطلع كثيرا على الخسائر المادية بل نطلع على الخسائر المعنوية، وخاصة أننا وضعنا كل ما نملكه في مشروعنا لنستطيع العيش ونخلق فرص عمل”.
وبخصوص احتمال حدوث وقف لإطلاق النار، قال أبونجم إن “الشعب اللبناني شعب جبار بأيّ لحظة يرى الهدوء الأمني يرجع ويعيش بشكل طبيعي”.
وأفاد بأن “90 في المئة من المؤسسات السياحية أقفلت في الجنوب، ومن فتح يأمل أن يتحرك العمل رغم خسارته في ظل عدم وجود حركة عمل”.
واستطرد “حتى أولاد المنطقة، أي حاصبيا ومرجعيون، لا يخرجون إلى خارج منازلهم، إضافة الى الوضع الاقتصادي الصعب في كل لبنان”.