القصة القصيرة قادرة على العيش حتى لو كانت الحضارة دهماء

بغداد - يقدم كتاب “قصة القصة” للناقدة والأكاديمية العراقية نادية هناوي مسحا شاملا لتاريخ القصة العراقية في تطورها وخصائصها عبر مسيرتها التي قاربت على القرن من الزمان. ويأتي ذلك في إطار ما تملكه هذه القصة من غنى ووفرة في الإنتاج الكمي وتنوع في العطاء الإبداعي.
وتذهب المؤلفة إلى أن الأرشفة غير كافية للإبقاء على الإرث القصصي حيا متصلا ومتواصلا مع ما سبقه أو ما لحقه. الأمر الذي يوجب وقفات متأنية وقراءات متجددة تثبت محصلاته الفكرية والفنية.
وتؤكد هناوي أن منطلق كتابها، الصادر حديثا في طبعته الثانية بجزأين عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر التوزيع، هو رصد تجارب القصة العراقية وما أفرزته من تقاليد جعلتها متميزة عطاء وريادة، وهذا ما يجعلها جديرة بالرصد والنقد بوصفها نصوصا أسست قاعدة الحداثة في العراق.
وبعض منها متوار عن عين النقد أو أن النقد أهملها أو قصرت أدواته عن فك شفرات بنياتها الفنية وقت صدورها أو نالها من النقد تقصير وتشويه ليس بالقليل أو ظلت في العتمة وغياهب النسيان فلم تمر عليها أقلام النقاد البتة. وهو ما يحتاج إزالة الغبار الذي تراكم عليها فأخفى ما فيها من إبداع وأصالة كي توضع في موضعها الذي يناسبها بلا حيف ولا إهمال.
ويخلص الكتاب إلى أنه “إذا كان فرانك اكونور قد أعلن أنه أكثر استعدادا لقبول موت الشعر والمسرح من موت الرواية والقصة القصيرة في ظل حضارة ليست دهماء؛ فإننا نقول إن حظوظ القصة القصيرة ـ بما فيها القصة النسوية ـ في أن تتجدد هي أكثر من حظوظ غيرها من الأجناس السردية. لأن الحضارة حتى لو كانت دهماء؛ فإن القصة القصيرة ستكون قادرة على العيش والتكيف، قابضة على السرد الذي كان قد قبض بدوره على التاريخ والحقيقة واللغة والإنسان فطوبى لهذا الفن ومجدا لكتابه”.
هذا ويقع الكتاب في جزئه الأول في أربع مئة صفحة وفي جزئه الثاني في ثلاث مئة وأربعين صفحة من القطع المتوسط.