جعجع: تصعيد حزب الله في جنوب لبنان.. خطيئة كبرى

رئيس حزب القوات اللبنانية يرفض ترحيل انتخاب الرئيس إلى ما بعد الانتخابات النيابيّة المقبلة معتبرا أن الحل للخروج من الأزمة السياسية بيد الوسطيين.
السبت 2024/07/13
جعجع يدعو الحكومة لتطبيق القرار 1701

بيروت – هاجم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تصعيد حزب الله في الجنوب مؤكدا أن "الوضع في لبنان لا يمكنه انتظار تسوية الوضع في غزة".

ويعد جعجع أحد أبرز الزعماء السياسيين المعارضين في لبنان لسياسات حزب الله ومحور الممانعة الذي يقوده، وسبق أن انتقد رئيس حزب القوات زج الحزب للبنان في الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل في غزة، لما لها من تداعيات خطيرة على استقرار بلد منهك جراء التجاذبات السياسية والأزمة المالية.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اليوم السبت عن جعجع قوله، خلال حفل تسليم بطاقات لدفعة جديدة من المنتسبين في منطقة البقاع الشمالي، إن "فتح جبهة الجنوب خطيئة كبرى وليس خطأ"، داعيا إلى "ضرورة اتخاذ الحكومة تدابير حاسمة وفورية بشأن جبهة الجنوب، لناحية تطبيق القرار 1701".

ويتبادل حزب الله وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر الماضي إطلاق النار، وذلك بعد يوم من هجوم حركة حماس الفلسطينية على المستوطنات المحيطة بغزة، والذي نتجت عنه حرب إسرائيلية مدمرة على القطاع الفلسطيني المحاصر منذ سنوات.

واتخذت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منحى خطيرا في الأسابيع الأخيرة بعد خسارة الحزب الموالي لإيران اثنين من أبرز القادة الميدانيين، وسط دعوات في الداخل اللبناني إلى ضرورة إنهاء التصعيد، لكن لا يبدو أن الحزب مبال بتلك الأصوات.

ويرى مراقبون أن تصعيد حزب الله رهين موقف إيران، التي تأمل في أن تحقق مكاسب من خلال الحرب الدائرة في غزة، دون أن تهتم بتداعيات الوضع على لبنان أو المنطقة بشكل عام.

وتطرّق جعجع إلى الملف الرئاسي، مشدّداً على رفضه الكامل لما يشاع عن أن انتخاب الرئيس العتيد سيكون عبر مجلس نواب 2026، ومؤكداً أنّ "القوات اللبنانية" تعمل بكل قواها لضمان عدم ترحيل معركة انتخاب الرئيس إلى ما بعد الانتخابات النيابيّة المقبلة.

وفي هذا الإطار، دعا النواب الوسطيين إلى تحمل مسؤولياتهم والمساهمة في انتخاب رئيس للجمهورية بشكل فوري، معتبراً أن هذه الخطوة هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية.

ويعاني لبنان منذ نحو ثلاث سنوات من فراغ في سدة الرئاسة نتيجة انقسام البيت المسيحي. وهو ما استغله الثنائي الشيعي، المتمثل في حزب الله وحركة أمل، لتكريس الفراغ عله يظفر بلحظة تمكنه من فرض من يريد.

أما بالنسبة إلى الدور الذي يلعبه "حزب الله" في الداخل اللبناني، فقد أكّد جعجع أنّ "لا دولة يمكن أن تقوم بوجود حزب مسلح خارج إطار الدولة"، موضحاً أنّه "لضمان استقرار لبنان وأمان اللبنانيين، يجب على الحكومة أن تبادر فورا إلى تطبيق القرار 1701 من طرف واحد، مشددًا على ضرورة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب بدلاً من "حزب الله"، لتحقيق السيادة الوطنية وحماية الحدود".

والقرار 1701 تبناه مجلس الأمن الدولي في 11 أغسطس 2006، وطالب بوقف العمليات القتالية، بعد حرب مدمرة استمرت 33 يوميا بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي.

كما طالب بإيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل).

وعن المساعي الدولية لحل الأزمة اللبنانية، أشار جعجع إلى أن "الحل يجب أن يكون محليا بامتياز"، مؤكدا أن "المجتمع الدولي يمكنه المساعدة لكن الحل النهائي يكمن في أيدي القوى المحلية، وبخاصة النواب الوسطيين الذين يمكنهم كسر الجمود القائم والذهاب نحو انتخاب رئيس جديد".

وأكد جعجع على "ضرورة عدم الاستسلام للأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان"، قائلا إن "لبنان في زنزانة تحت سابع أرض، ولا نعلم متى سيأتي اليوم الذي سيخرج منها، لكن يجب علينا ألا نغرق باللحظة السوداوية التي نمر بها، اللحظة التي نعيشها صعبة جدا ودقيقة وخطرة، ولكن لا يجب أن نغرق فيها".