راغبون في الترشح للانتخابات الرئاسية بالجزائر يسقطون في اختبار التزكيات

تتخوف أغلب الوجوه السياسية الراغبة في خوض غمار تجربة الانتخابات الرئاسية في الجزائر من الفشل في الاستحقاق المرتقب، وسط تكتم متواصل بشأن جمع التزكيات الممكنة، معتبرة أن هناك عدة نقائص تقنية وبيروقراطية لا تخدم سير العملية الانتخابية في أفضل الظروف.
الجزائر - يتكتم الراغبون في خوض الانتخابات الرئاسية بالجزائر، عن وتيرة حملتهم الأولية، لجمع تزكيات المواطنين والمنتخبين، والتي تعتبر الاختبار الأول لقبول ملفات ترشحهم، ففيما تسرب أن اثنين من 34 راغبا في الترشح تمكنا من جمع العدد المطلوب، فإن وجوها ذات خبرة في الاستحقاق الرئاسي أبدت مخاوفها من السقوط في الاختبار الأول، في ظل ما أسمته بالنقائص التقنية والبيروقراطية التي تعيق العملية.
ويتواجد الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون، في رواق مفتوح لاستيفاء شروط الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة مطلع شهر سبتمبر القادم، قياسا بحجم الدعم والتأييد الذي يحظى به لدى حلفائه في الطبقة الحزبية والمجتمع المدني والمؤسسات المنتخبة، مما يؤهله لجمع التزكيات المطلوبة في ظرف قياسي، بينما يعاني آخرون من صعوبات كثيرة بسبب غياب الوعاء الشعبي والسياسي، فضلا عن مشاكل تقنية وبيروقراطية.
ووجه راغبون في الترشح على غرار سفيان صخري وجمال عباس، نداءات للشعب الجزائري من أجل تزكيتهم لخوض غمار الانتخابات الرئاسية، بينما يواصل أغلبية الراغبين التكتم عن مسار العملية تفاديا للسقوط المبكر من السباق، في حين وجهت لويزة حنون وبلقاسم ساحلي وزبيدة عسول، انتقادات للسلطة المستقلة للانتخابات، بسبب ما أسموه بنقص الإمكانيات التقنية والبيروقراطية الإدارية.
وباستثناء الشخصيات التي تقدمت على أحزاب سياسية، كيوسف أوشيش الذي ترشح باسم جبهة القوى الاشتراكية، وعبدالعالي حساني شريف المرشح باسم حركة مجتمع السلم، ولويزة حنون، والرئيس الحالي عبدالمجيد تبون، الذين بإمكانهم تجاوز حاجز التزكيات، فان غالبية الراغبين الذين فاق عددهم 30 راغبا، سيسقطون في أول اختبار.
اقرأ أيضا:
ويكون مرشح السلطة عبدالمجيد تبون، آخر من أعلن عن رغبته في خوض السباق الرئاسي، بعدما أنهى مساء الثلاثاء حالة الترقب والانتظار، بإيفاده ممثلين عنه لسحب استمارات التزكية، وسط تكتم غير مفهوم، على الخطوة وعلى الفريق الانتخابي الذي يدير له الحملة الدعائية، ولم يعرف من هوية الفريق المكلف إلا الضابط السامي المتقاعد محمد طاهر يعلى.
وأكد أمس الخميس، الرئيس تبون، في تصريح تلفزيوني، قرار الترشح رسميا للانتخابات الرئاسية، وقال: “نزولا عند رغبة الكثير من الأحزاب والمنظمات والشباب آن الأوان لأعلن الترشح لعهدة ثانية.. إذا قرر الشعب تزكيتي أهلا وسهلا وإلا سأكون أديت واجباتي ومن أتى أهلا وسهلا ليكمل المسيرة”. وتنتهي في 17 من شهر يوليو الجاري، مهلة الإعلان عن الرغبة وسحب استمارات التزكية، على أن تدخل بعدها السلطة المستقلة للانتخابات في عملية دراسة وفرز الملفات للإعلان في غضون 10 أيام عن المرشحين الرسميين للانتخابات، بعد استيفاء مهلة الطعن لدى المحكمة الدستورية.
ويلزم قانون الانتخابات الجزائري، الراغبين في خوض الانتخابات الرئاسية، جمع 50 ألف تزكية من 29 محافظة بمعدل لا يقل عن 1200 تزكية في المحافظة الواحدة، أو جمع 600 تزكية لمنتخبين في المجالس المنتخبة المحلية أو الوطنية، إلى جانب شروط أخرى، وهو ما يعتبره البعض حاجزا مفتعلا يتنافى مع أدوات الممارسة السياسية والديمقراطية، خاصة بالنسبة لمزدوجي الجنسية الذين يحظر عليهم خوض السباق.
وقامت رئيسة حزب العمال لويزة حنون، بمراسلة السلطة المستقلة للانتخابات، لرفع انشغالات سجلتها في عملية جمع التوقيعات، على غرار نقص الإمكانيات التقنية، والكوادر البشرية وديمومة المصالح المختصة، مما ألزم الهيئة بفتح نحو 10 ألاف نقطة تصديق في ربوع الجمهورية وفتحها خلال الاجازة الأسبوعية.
◙ قانون الانتخابات الجزائري يلزم الراغبين في خوض الانتخابات الرئاسية، جمع 50 ألف تزكية من 29 محافظة في البلاد
كما شابت صعوبات عملية المرشح بلقاسم ساحلي، في بعض المحافظات والبلديات، بسبب الضغط السياسي على منتخبين أرادوا تزكيته، مما دفعه لرفع الانشغال إلى السلطة المختصة، التي تتعهد في كل مرة بتنظيم استحقاق شفاف ونزيه غير مسبوق في تاريخ الانتخابات الرئاسية الجزائرية.
وصرح الأمين العام الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، بأن “العملية لم تكن بتلك السهولة كما صرحت به من قبل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، وأن جمع التزكيات كانت صعبة من الجانب التقني، حيث وجدنا بعض الصعوبات على غرار غياب بعض الموظفين المُسخرين من قبل سلطة الانتخابات وعدم تواجدهم في بعض المكاتب، كما أن شبكة الإنترنت كانت ضعيفة خاصة خلال أيام اجتياز التلاميذ لامتحان شهادة البكالوريا”.
ولفت المتحدث، إلى أنه “سيقدم ملف الترشح مرفقا باستمارات توقيعات للمنتخبين، وذلك قبل الآجال المحددة قانونيا”، الأمر الذي يرجح فرضية عدم قدرة الحزب على جمع العدد اللازم من تزكيات المواطنين، وهو ما سيكون بمثابة أول رسوب للحزب في اختبار الشعبية. وفي نفس السياق، نشرت المرشحة عن حزب الاتحاد من أجل الرقي زبيدة عسول، بيانا قالت فيه، لقد لاحظت ثلاث عقبات تحول دون التنافس الحر والمساواة بين المرشحين، وأن هذه العقبات بإمكان أي مواطن تأكيدها بزيارته المكاتب المحلية للسلطة المستقلة للانتخابات”.
وطالبت أول المعلنين عن رغبتهم في خوض سباق المرادية بـ”تمديد فترة مراجعة القوائم الانتخابية لمدة أسبوع، وكذلك فترة جمع التوقيعات وإيداع ملف الترشح لمدة 10 أيام، لاسيما وأن سلطة الانتخابات مسؤولة، بموجب الدستور، عن توفير الظروف والشروط القانونية الفعلية لانتخابات رئاسية مفتوحة وشفافة ونزيهة”.