الاستخبارات التركية تشن حملة اعتقالات ضد نشطاء سوريين في ريف حلب

تركيا تتخذ من الفصائل السورية المعارضة أداة لملاحقة وقمع أي أصوات مناهضة للوجود التركي في شمال سوريا.
الاثنين 2024/07/08
مراقبة لصيقة

حلب (سوريا) - تشن الاستخبارات التركية في شمالي سوريا حملة اعتقالات في صفوف نشطاء سوريين كانوا احتجوا على الاعتداءات التي تعرض لها مواطنو بلدهم في تركيا ضمن أحداث قيصري.

وتفرض الاستخبارات التركية قبضتها الأمنية على مناطق ما يسمى بدرع الفرات في شمال سوريا، وتتخذ من الفصائل السورية المعارضة أداة لملاحقة أو قمع أي أصوات مناهضة للوجود التركي في المنطقة.

ويرى نشطاء حقوقيون أن اعتقال سوريين وعلى أراضٍ سورية، فقط لكونهم احتجوا على ممارسات تركية، هو انتهاك فاضح لحقوق الإنسان.

ويشير النشطاء إلى أن ما تقوم به الاستخبارات التركية بالتعاون مع فصائل مسلحة تنتمي لما يسمى بالجيش الوطني السوري من شأنه أن يفاقم من التوترات في المنطقة، ويضاعف من حدة الغضب الشعبي في الشمال السوري على أنقرة، خصوصا أن هناك قناعة بين السوريين بأن تركيا باتت تتخذ من منطقتهم ورقة للمساومة خدمة لمصالحها، وهو ما اتضح في مواقفها الأخيرة لاسيما لناحية التطبيع مع حكومة الرئيس بشار الأسد.

ونقلت وكالة أناضول الرسمية عن مصادر أمنية تركية السبت قولها إنه تم إلقاء القبض على شخص آخر متورط في الاعتداءات على علم تركيا شمالي سوريا.

وأفادت المصادر للوكالة التركية أنه تم القبض على المدعو علي المحمد الحاج حسن حمادة، الذي اعتدى على العلم لتركي في مدينة أعزاز شمالي سوريا.

ما تقوم به الاستخبارات التركية بالتعاون مع فصائل مسلحة من شأنه أن يزيد التوترات في ريف حلب

وبحسب الرواية التركية فقد أقدم حمادة، على تمزيق العلم التركي خلال احتجاجات في أعزاز، عقب الأحداث التي وقعت ضد لاجئين سوريين في ولاية قيصري، وبعض الولايات التركية الأخرى، في 30 يونيو الماضي.

ولفتت المصادر إلى أن حمادة، كان ضمن مجموعة من الأشخاص قاموا بإنزال العلم التركي وتمزيقه في المدينة.

وأوضحت أن عملية القبض عليه تمت من قبل عناصر الجيش الوطني السوري نتيجة جهود جهاز الاستخبارات التركية، مشيرة إلى أن حمادة قدم بعد اعتقاله اعتذارا للشعب التركي.

ومساء الأحد، شهد أحد أحياء قيصري في وسط تركيا أحداث تحريض واستفزاز ضد سوريين وممتلكاتهم عقب ادعاءات بتحرش سوري بطفلة.

وتلت أحداث قيصري، احتجاجات صاخبة في الشمال السوري شملت استهداف مبان إدارية وشاحنات بضائع تركية وتمزيق للعلم التركي.

وردا على تلك الاحتجاجات اتخذت السلطات التركية جملة من الإجراءات العقابية لاسيما بحق سكان ريف حلب الشرقي من قبيل قطع الاتصالات والإنترنت، وأيضا غلق المعابر الحدودية مع جعل تلك المناطق تعاني عزلة لأيام.

ويقول مراقبون إن هناك اليوم حالة تخوف شديدة بعد الأنباء الواردة عن اعتقالات في صفوف نشطاء سوريين في ريف حلب، وقد أثر الوضع في عملية نقل ما يجري على مواقع إعلامية سورية تتخذ من ريف حلب الشرقي مقرا لها، خوفا من إجراءات انتقامية قد تطالها.

2