حزب الله قلق من اتفاق هدنة لا يشمله

حركة حماس تتبنى شعار وحدة الساحات في الهدنة كما في الحرب.
السبت 2024/07/06
من ينقذ الآخر: حماس أم حزب الله

بيروت – مع تزايد مؤشرات التوصل إلى اتفاق هدنة بين حركة حماس وإسرائيل يشعر حزب الله بالقلق من أن تقود التسوية التي تتم برعاية إقليمية وأميركية إلى تهميشه، وتركه في مواجهة مباشرة بينه وبين إسرائيل مع أن الحزب ربط توقف عملياته بمجرد توقف الحرب في غزة.

وتعمل حماس على إظهار امتنانها للحزب وإشراكه في مسار التفاوض ولو بشكل غير مباشر، وذلك بتعمد تمديد التفاوض وتأجيل الرد على المقترحات التي تصل إلى الحركة من الوسطاء المصريين والقطريين، ما عرّضها لاتهامات من دوائر فلسطينية بأنها تفكر في مصلحة حزب الله على حساب أرواح الفلسطينيين ومعاناتهم، في ظل التساؤل عما يجعل الحركة تقبل بمبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن بعد مرور شهر على طرحها بالرغم من أنه لم يتم تعديل أي بند من بنودها.

والتقى وفد من حماس الجمعة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وبحث معه “مستجدات المفاوضات” الهادفة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق ما أعلنه الحزب ومصدر من حماس.

ما الهدف من وجود طقوش في الدوحة؛ هل هو قناة وساطة مع قطر ومع من تتعامل معهم في مسار الهدنة؟

ومباشرة بعد لقاء حزب الله وحماس في بيروت التقى رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في الدوحة الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان محمد طقوش، حليف حزب الله وربما مبعوثه إلى قطر، التي تستقبل زيارات شخصيات مختلفة في الوقت الراهن من بينها رئيس الموساد ديفيد برنيع.

وغادر رئيس الموساد الدوحة الجمعة بعد محادثات مع الوسطاء القطريين تناولت خطة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة، وفق ما أفاد به مصدر قريب من المفاوضات.

وقال المصدر الذي لم يشأ كشف هويته إن “وفدا إسرائيليا برئاسة ديفيد برنيع غادر الدوحة إلى إسرائيل إثر اجتماعات مع الوسطاء القطريين حول رد حماس بشأن وقف إطلاق النار في غزة”.

ويعرف حزب الله أن هنية ليس هو صاحب القرار في حماس، وأن الحزب أقرب من هنية نفسه إلى أصحاب القرار في غزة، ما يثير التساؤل عن الهدف من وجود طقوش في الدوحة، وعما إذا كان مكلفا بإبلاغ موقف الحزب من أجل التوصل إلى هدنة شاملة، وعما إذا كان الأمين العام للجماعة الإسلامية في وارد أن يصبح قناة الوساطة مع قطر ومع من تتعامل معهم في مسار الهدنة بمن فيهم الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويقول مراقبون إن حزب الله لا يتصرف بشكل مستقل تجاه ما يجري في الدوحة، ومن المؤكد أنه تلقى ضوءا أخضر من إيران للسعي إلى الهدنة لمنع الانفراد به في حرب مباشرة مع إسرائيل، في توقيت غير ملائم له ولإيران التي اهتزت صورتها بعد الهجوم المحدود والمرتبك ضد مواقع إسرائيلية ردا على استهداف قنصليتها في دمشق.

بانتظار الهدنة على أحرّ من الجمر
بانتظار الهدنة على أحرّ من الجمر

ومثلما حرصت حماس على ترديد شعار وحدة الساحات في الحرب، تحرص على وحدة الساحات في الاستفادة من الهدنة لإنقاذ حزب الله بالرغم من أن الحزب تخلى عن الشعار الأول وسعى إلى الفصل بين المسارين والتفكير في وقف الحرب مع إسرائيل بقطع النظر عما يجري في غزة.

وصار الحزب حريصا على تأكيد أن هجماته هي انتقام لتصفية إسرائيل كبار قادته العسكريين ولا أثر يذكر للرد على هجمات الإسرائيليين على غزة وقتلهم المزيد من الأبرياء، وهي رسالة إلى إسرائيل والوسطاء الإقليميين والدوليين الذين يتحركون لإنهاء التصعيد على الجبهة اللبنانية يفيد مضمونها بأن الحزب يريد التهدئة ومستعد لها.

ولم يعد أحد من قادة حزب الله يتكلم عن وحدة الساحات وربط التهدئة مع إسرائيل بوقف التصعيد ضد حماس، والربط الوحيد الذي رشح هو إعلان الشيخ نعيم قاسم، نائب أمين عام حزب الله، أن الهدنة في غزة ستعني هدنة في جنوب لبنان أيضا.

حزب الله لا يتصرف بشكل مستقل تجاه ما يجري في الدوحة، ومن المؤكد أنه تلقى ضوءا أخضر من إيران للسعي إلى الهدنة

وفشلت مبكّرا خطة حزب الله في الوفاء لشعار وحدة الساحات، وهو يحتاج إلى أن يخرج من مغامرة الحرب بأيّ طريقة ممكنة، وليس من المستبعد أن تضغط إيران على حماس للقبول بالهدنة التي تتوسط فيها قطر ومصر لوقف استهداف الحزب والتشجيع على تسوية شاملة.

وأعلن حزب الله في بيان أن نصرالله التقى “وفدا قياديّا من حركة حماس” وبحث معه “آخر مستجدات المفاوضات القائمة هذه الأيام وأجواءها والاقتراحات المطروحة للتوصل إلى وقف العدوان الغادر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.

وأكد قيادي في حماس أنه جرت خلال اللقاء أيضا “مناقشة تنسيق واستمرار المقاومة من كافة الساحات خصوصا جبهة المقاومة في لبنان طالما استمر العدوان، وتنسيق المواقف ميدانيا وسياسيا في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة”.

وقال قيادي في حزب الله إن الحزب سيوقف إطلاق النار بمجرد سريان أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مكررا تصريحات سابقة لقيادات في الحزب. وأضاف “إذا صار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة فحتما سيكون في لبنان وقف إطلاق نار من الساعة صفر نفسها”.

وذكر مسؤول كبير في الإدارة الأميركية الخميس أن حماس عدّلت إلى حد كبير موقفها من صفقة محتملة مع إسرائيل لتحرير الرهائن، معبرا عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى اتفاق يكون بمثابة خطوة نحو وقف دائم لإطلاق النار. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للرئيس الأميركي الخميس إنه سيرسل وفدا لاستئناف المفاوضات.

1