الدبيبة يتعهد بمساعدة مصر.. ماذا عن أزمة الكهرباء في شرق ليبيا

بنغازي (ليبيا) - لفت بيان لوزارة الكهرباء بالحكومة الليبية الموازية في بنغازي الانتباه لوجود أزمة كهرباء في المنطقة الشرقية، وهو ما يحرج حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة التي تعهدت الخميس بمساعدة مصر في حل أزمة الكهرباء، بينما تواجه مدن ليبية نقصا مع ارتفاع درجات الحرارة.

ووعدت وزارة الكهرباء والطاقات المتجددة بالحكومة المكلفة من مجلس النواب باستعادة 80 في المئة من القدرة الكهربائية في أحياء شرق مدينة بنغازي الثلاثاء المقبل، وذلك بعد انقطاع التغذية عنها منذ السبت الماضي. وجاء ذلك في مؤتمر صحفي لمسؤولين بالوزارة الخميس، وفق مقطع مصور منشور على صفحة الحكومة بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

وقال مساعد مدير إدارة نقل الطاقة في المنطقة الشرقية علاء المتجول إن فصلا حدث لدوائر مسار محطة شمال بنغازي – محطة حديقة الشعب، وتبين وجود عطل بعد انقطاع التغذية نتيجة قطع في الكابل الواصل إلى المحطة، والذي يمتد بطول 13.5 كيلومترا.

وأضاف أن وزارة الكهرباء تواصلت مع شركة "برزمن" الإيطالية، التي تعمل في المنطقة الغربية، لتوفير ست وصلات مطلوبة لأعمال الصيانة، وتتطلب الأمر وجود خبير معتمد من الشركة لتركيب الوصلات، وتمّ التواصل مع مجموعة من الشركات التي رشحتها "برزمن"، وحضر الخبير الاثنين الماضي إلى بنغازي عبر تركيا، وباشر العمل الثلاثاء، إذ زار مكان العطل، وجرت أعمال الكشف على الوصلات ومدى ملاءمتها.

ولفت المتجول إلى أنه نظرا لاختلاف الشركتين المصنعتين للكوابل والوصلات، هناك بعض قطع الغيار الضرورية التي يجب توفيرها لإتمام الصيانة، وجرى استيرادها من هونغ كونغ، وفي هذه الأثناء جرى تجهيز جميع الأعمال المدنية من حفر وكشط وتكسير الخرسانات وتهيئة مكان العمل، مشيرا إلى أن الأعمال ستنطلق من الخبير ومساعدين له تم استجلابهما أيضا، متوقعا الانتهاء من صيانة الدائرة الأولى للمحطة بحلول الثلاثاء المقبل، واسترجاع 80 في المئة من أحمال التيار الكهربائي بالمحطة، وبالتزامن سيبدأ عمل الوصلات في الكابل الثاني، وكان من المتوقع الانتهاء من الأعمال الأحد إلا أن صعوبات فنية حالت دون ذلك.

من جهتها، أعلنت الشركة العامة للكهرباء توفير كابل جهد فائق "220 ك.ف" لاستخدامه في معالجة الكابل المعطوب الموصل بين محطة شمال بنغازي ومحطة حديقة الشعب. وجرى توفير الكابل عبر شركة "جي باور سيستم" اليابانية وشركة "نيكسانس" الفرنسية، وذلك بعد التأكد من سلامته واختباره.

وفي الوقت الذي تعاني فيه المنطقة الشرقية من اضطرابات ونقص واضح في خدمات الكهرباء، نسقت حكومة طرابلس التي يقودها عبدالحميد الدبيبة مع حكومة مصر لإمكانية تفعيل الربط الكهربائي بين طرابلس والقاهرة. وبحث الدبيبة الخميس مع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي سبل تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين. وجاء ذلك خلال لقائهما في القاهرة، التي وصلها الدبيبة الخميس، في إطار زيارة غير معلنة المدة، وفق بيان حكومة الوحدة الوطنية.

وقال البيان إن الدبيبة ومدبولي بحثا "أوجه التعاون، وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين". كما ناقش الطرفان "دعم القطاع الخاص في البلدين، وعقد المعارض والمؤتمرات للصناعات المصرية والليبية، وتشكيل مجلس رجال الأعمال المصريين – الليبيين تحت إشراف الحكومتين، وتقديم الدعم اللازم لهم".

وتم الاتفاق على "تقديم الدعم اللازم لمصر في مجال الكهرباء بهدف استقرار الشبكة العامة وتفعيل الربط الكهربائي بين البلدين". كما تم الاتفاق على "التعاون في تنفيذ المشروع الوطني للصرف الصحي، الذي أطلقته حكومة الوحدة الوطنية، والاستفادة من التجربة المصرية في هذا الملف الهام”. واستعرض مدبولي والدبيبة “نتائج اجتماعات اللجنة العليا المصرية الليبية، التي انعقدت منتصف سبتمبر 2021 بالقاهرة، والتنسيق لعقد الاجتماع القادم لزيادة التعاون وتعزيز الاستثمار”.

وكان وزير الكهرباء المصري السابق محمد شاكر قال قبل التعديل الحكومي الأخير بفترة قصيرة إن الوزارة تجري دراسات لبحث إمكانية رفع قدرة خط الربط مع ليبيا من 150 إلى 2000 ميغاواط. وأشار في تصريحات إعلامية إلى أن الشركة المصرية لنقل الكهرباء تقوم بعمل الدراسات الخاصة برفع جهد خط الربط بين مصر وليبيا من 220 إلى 500 كيلو فولت، لافتا إلى أنه تمت زيادة القدرات في يناير الماضي من 100 إلى 150 ميغاواط بناء على طلب الجانب الليبي.

وعقدت الاجتماعات التحضيرية للجنة العليا في دورتها الـ11، بعد 12 عاما من التوقف إلى غاية 2021، إلا أن أعمال اللجنة لم تستكمل حتى اليوم، جراء انقسام ليبيا إلى حكومتين، إحداها في شرق البلاد برئاسة أسامة حماد، وكلفها مجلس النواب، والثانية حكومة الدبيبة التي تدير غرب البلاد. وجاء استئناف عمل اللجنة عقب زيارة مدبولي لليبيا في العشرين من أبريل 2021، وتوقيع 11 وثيقة تعاون في أكثر من مجال، لاسيما الاقتصاد. وقبل آخر انعقاد لها في القاهرة، عقدت أعمال اللجنة العليا المصرية – الليبية 10 دورات، آخرها في ديسمبر 2009.