تنسيق تونسي - بوركيني لإرساء آلية مشتركة للحد من تداعيات الهجرة

ملف الهجرة ساهم في زيادة الضغوط الداخلية والخارجية على تونس التي تسعى الأطراف الأوروبية لجعلها حارسا لحدودها البحرية.
الخميس 2024/07/04
ترتيب ثنائي مثمر

تونس - تطرّق وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار في لقائه برئيس المجلس التشريعي الانتقالي البوركيني عصمان بوغوما، إلى أهمية التفكير في إرساء آلية عمل مشتركة من أجل الحد من التداعيات الاجتماعية والأمنية والاقتصادية لظاهرة الهجرة غير النظامية.

واندرج اللقاء في إطار زيارة العمل التي يؤديها وزير الخارجية إلى واقادوقو يومي الأول والثاني من يوليو الجاري على رأس الوفد التونسي المشارك في أشغال الدورة الثامنة للجنة المشتركة التونسية - البوركينية.

وأعرب الوزير التونسي عن استعداد بلاده للتشاور والتعاون والتنسيق مع كل الأطراف المعنية بمسألة الهجرة غير النظامية، في إطار مقاربة تشاركية وشاملة، تهدف إلى معالجة الأسباب العميقة لهذه الظاهرة بشكل عاجل، مع مراعاة القوانين والتشريعات الوطنية والدولية. وأكد أن المواطنين البوركينيين المقيمين بتونس في إطار مزاولة التعليم الجامعي أو التكوين المهني، يحظون بسمعة طيبة وهم محل تقدير السلطات التونسية، وفق بلاغ صادر عن وزارة الخارجية.

ومثّل اللقاء فرصة للتذكير بموقف تونس الثابت والداعي إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، حيث أعرب الوزير عن تضامن تونس ومساندتها المطلقة لبوركينا فاسو، حكومة وشعبا، في حربها ضد الإرهاب. كما أكد حرص تونس على المزيد من تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، حتى ترتقي إلى مستوى الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين منذ عقود، معربا عن استعداد تونس لإرساء تعاون برلماني مع بوركينا فاسو، ومقترحا في هذا الإطار إنشاء مجموعة صداقة برلمانية بين البلدين.

وتفاقمت في السنتين الماضيتين ظاهرة الهجرة غير النظامية التي تعاني منها تونس ودول المنطقة وتسببت في الخلاف والتوتر بين تونس ودول الجوار بسبب الاختراقات الحاصلة على الحدود التي تسهل مرور المهاجرين.

◙ اللقاء فرصة للتذكير بموقف تونس الثابت والداعي إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وحرص تونس على المزيد من تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات

وساهم الملف في زيادة الضغوط الداخلية والخارجية على تونس التي تسعى الأطراف الأوروبية لجعلها حارسا لحدودها البحرية. لكن في الفترة الأخيرة، تقلّص نسبيا عدد المهاجرين في البلاد، حيث تفيد أرقام وزارة الداخلية في تونس بتراجع عدد المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء، واختيارهم الرجوع الطوعي إلى بلدانهم، إضافة إلى ترحيل البعض منهم وإيداع آخرين السجن.

وقدر عدد الأفارقة جنوب الصحراء المتواجدين في تونس بحوالي 23 ألف شخص، من 27 جنسية مختلفة، إضافة إلى أنه تم صد وإرجاع حوالي 130 ألفا على الحدود التونسية. كما تم ضبط على مستوى الحدود البحرية التونسية، خلال سنة 2023، محاولة دخول 76 ألف مهاجر إلى الفضاء الأوروبي، “وهو ما يؤكد أنّ تونس منطقة عبور”.

من جهة أخرى، أكدت تونس حرصها مع الفاعلين الاقتصاديين في بوركينا فاسو على استكشاف فرص التعاون بين البلدين في مجالات حيوية عدة. وانطلقت أشغال اللجنة بالاشتراك مع سارج بودا، وزير التنمية الصناعية والتجارة والصناعات التقليدية والمؤسسات الصغرى والمتوسطة في بوركينا فاسو.

وقال عمّار إن “تنظيم هذا المنتدى يعكس حرص الفاعلين الاقتصاديين في البلدين على استكشاف فرص تعاون جديدة في مجالات حيوية على غرار الطاقة، وتكنولوجيات الاتصال، والسياحة، فضلا عن الاستفادة من المزايا التي يتيحها انضمام البلدين إلى اتفاقية التبادل الحر القارية الأفريقية”.

وأشار إلى أن تنظيم هذا المنتدى بمثابة “إضفاء حراك جديد على نسق التّعاون يهدف إلى إرساء شراكة مربحة للجانبين”. وأضاف خلال كلمته أن تونس “تسعى إلى الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية مع بوركينا فاسو إلى أفضل المستويات على أساس المنفعة المتبادلة، إيمانا منها بأهمية هذا التعاون لرفع تحديات السلم والأمن والتنمية”.

وأكد عمار حرص الحكومة التونسية على “تشجيع وتسهيل” المبادلات التجارية بين البلدين، وإيجاد مناخ ملائم للاستثمار من خلال تيسير الإجراءات الإدارية، داعيا رجال الأعمال في البلدين إلى اغتنام هذا الحدث لربط شراكات متينة والاستثمار في مشاريع مبتكرة تسهم في ازدهار البلدين.

وشارك 10 رجال أعمال تونسيين، بينهم سمير ماجول، رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ( نقابة أرباب العمل) في المنتدى، إلى جانب 90 من رجال الأعمال في بوركينا فاسو.

 

4