ازدهار الذكاء الاصطناعي يزيد قيم الشركات المدرجة

شتوتغارت (ألمانيا) – كشف تحليل أجرته شركة الاستشارات الاقتصادية إرنست أند يونغ أن ازدهار الذكاء الاصطناعي أدى إلى زيادة قيمة أكبر 100 شركة مدرجة في البورصة على مستوى العالم.
وباتت هذه التقنية المتقدمة تحظى باهتمام من قبل قطاع الأعمال بشكل عام وبرزت معه منافسة قوية من شركات التكنولوجيا لتطويرها بما يتيح للمستخدمين استخدامها والاستثمار فيها.
وبحسب تقييم إرنست أند يونغ، والذي أوردته وكالة الأنباء الألمانية الثلاثاء، فقد ارتفعت قيمة الشركات المدرجة بنسبة 17 في المئة إلى رقم قياسي يبلغ 42.3 تريليون دولار في الأشهر الستة الأولى من هذا العام.
ووفقا للتحليل، حلت في المرتبة الأولى مايكروسوفت بقيمة 3.23 تريليون دولار. وللمقارنة تزيد قيمة شركة البرمجيات الأميركية عن جميع الشركات المسجلة في مؤشر بورصة داكس الألماني مجتمعة بنسبة 77 في المئة. وحتى نهاية يونيو الماضي بلغ إجمالي القيمة لأكبر 40 شركة مساهمة في ألمانيا حوالي 1.87 تريليون دولار.
وحلت في المرتبة الثانية شركة أبل للصناعات التكنولوجية والحاسوبية، تليها شركة إنفيديا لصناعة أشباه الموصلات، والتي زادت قيمتها بنحو 150 في المئة خلال أول ستة أشهر من هذا العام من 1.22 تريليون دولار في نهاية 2023 إلى 3.04 تريليون دولار.
كما حقق منتجون آخرون لأشباه الموصلات مثل شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (تي.أس.أم.سي) المركز العاشر وبرودكوم المركز الحادي عشر مكاسب قوية.
وإلى غاية نهاية الشهر الماضي ضمت قائمة أعلى 100 شركة في البورصة على مستوى العالم إجمالا 26 شركة في مجال تكنولوجيا.
وقال رئيس المجلس التنفيذي لإرنست أند يونغ هنريك آلرز إن “موضوع الذكاء الاصطناعي هو اتجاه كبير يؤدي إلى إعادة تنظيم عالم الاقتصاد بوتيرة مذهلة، وبالتالي يثير خيال المستثمرين وأسعار الأسهم”.
وأوضح أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى تغييرات جذرية في جميع القطاعات وكذلك في الحياة الخاصة في المستقبل، و”سيؤدي هذا إلى قيمة مضافة هائلة”. ووفقا للتحليل، استفادت الشركات الأميركية على وجه الخصوص من حماس العديد من المستثمرين للذكاء الاصطناعي.
ولا يلعب حاليا سوى عدد قليل من الشركات الأوروبية دورا مهما في ذلك، من بينها مورّد أشباه الموصلات الهولندية (أي.أس.أم.أل)، وشركة البرمجيات الألمانية ساب، ومصمم أشباه الموصلات البريطاني آرم.
وتمكنت تلك الشركات من تحقيق مراكز في القائمة، وبلغت قيمتها مجتمعة 812 مليار دولار، ولكنها تواجه 18 عملاق تكنولوجيا من أميركا الشمالية تبلغ إجمالي قيمتهم مجتمعة 16.5 تريليون دولار.
60
من بين أكبر 100 شركة في البورصة من الولايات المتحدة، وضمت القائمة 19 شركة من أوروبا
وقال آلرز إن “أوروبا حاليا إلى حد كبير في الدوري من الدرجة الثانية عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، وأمامها الكثير لتفعله للحاق بالركب”، مشيرا إلى أن التطور يحدث بسرعة كبيرة لدرجة أن هناك خطر التخلف عن الركب.
وأشار إلى أنه على الرغم من وجود بعض الشركات الناشئة الواعدة في مجال الذكاء الاصطناعي في أوروبا، فإنها غير مدرجة في البورصة وهي متخلفة كثيرا عن الشركات الكبرى في الولايات المتحدة من حيث المبيعات.
وبحسب التحليل، من الممكن أن تؤدي طفرة الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز هيمنة الشركات الأميركية على أسواق الأسهم العالمية.
وخلال النصف الأول من هذا العام كانت هناك 60 من بين أكبر 100 شركة في البورصة من الولايات المتحدة، وضمت القائمة 19 شركة من أوروبا. وللمقارنة في عام 2007 كانت تضم القائمة 46 شركة من أوروبا و32 من الولايات المتحدة.
وقال آلرز “على مدار العقدين الماضيين شهدنا تراجعا مستمرا في أهمية أوروبا”، مشيرا إلى أن غالبية الشركات الكبرى في القارة لا تنشط في قطاع التكنولوجيا، وبالتالي تستفيد بالكاد من طفرة الذكاء الاصطناعي. وذكر أن هذا يعني أنه ليس هناك ما يشير إلى أن أوروبا سوف تكون قادرة على عكس هذا الاتجاه في السنوات المقبلة.