إغلاق معبر باب الهوى بعد أعمال عنف ضد سوريين في تركيا

المرصد السوري يؤكد مقتل أربعة سوريين في اعتداءات عنصرية ويعتبر إغلاق تركيا للمعابر محاولة لتركيع اللاجئين للقبول بتقاربها مع دمشق.
الثلاثاء 2024/07/02
احتجاجات غاضبة تنديدا بحملات العنف والعنصرية ضد السوريين في تركيا

دمشق /أنقرة - أعلنت إدارة معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، إغلاقه أمام المسافرين والمرضى والشاحنات التجارية والمساعدات الإنسانية، بدءا من اليوم الثلاثاء حتى إشعار آخر، دون تحديد موعد لإعادة افتتاحه، بعد تصاعد أعمال العنف التي تستهدف لاجئين سوريين في مدينة قيصري وسط الأناضول التركية.

ونشر المعبر عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، بيانا مقتضبا جاء فيه "نحيطكم علما أن معبر باب الهوى سيكون مغلقا أمام حركة المسافرين والمرضى والشاحنات الثلاثاء"، مضيفًا "سنبلغكم باستئناف العمل في تنويه لاحق".

ويعد معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا والشمال السوري "الشريان الوحيد لدخول شاحنات المساعدات الأممية وحركة التجارة وعبور المرضى" إلى تركيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأضاف المرصد أن تركيا أغلقت من جانبها معابر باب السلامة والراعي وجرابلس، وذلك تزامنا مع الأحداث المتصاعدة في الشمال السوري والمظاهرات الغاضبة في إدلب وريفها ومناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، تنديدا بالاعتداءات العنصرية بحق اللاجئين السوريين في تركيا.

وقال رامي عبدالرحمان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان في تصريحات تلفزيونية اليوم الثلاثاء، إن الهجمات شبه متوقفة والتوتر ما زال قائماً وننتظر ما سيحصل خلال تشييع جثمان السوريين قتلوا بالرصاص التركي الاثنين.

وقتل أربعة أشخاص، الاثنين، خلال الاحتجاجات التي شارك فيها مئات الأشخاص، وبحسب المرصد السوري، فقد عبّر المتظاهرون عن غضبهم غداة أعمال عنف اندلعت إثر اتهام سوري بالتحرش بطفلة، واستهدفت أعمالا تجارية وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري التركية، وأوقفت الشرطة التركية على خلفيتها 67 شخصا.

وأفاد مدير المرصد السوري تأكد مقتل أربعة سوريين من المهجرين من الغوطة الشرقية وفق اتفاقيات روسية تركية، مضيفا أن هناك جرحى من الجنود الأتراك بعضهم بحالة حرجة.

وأوضح أن "ما جرى من اعتداءات عنصرية في تركيا فجرت الموقف لكن قبل الاعتداءات كان هناك تصريحات رافضة للتقارب التركي مع النظام وهناك خشية من السوريين أن يباعوا من قبل أردوغان ويجبروا على الدخول بحوارات مع النظام السوري".

وأضاف "شاهدنا انتفاضة كبيرة الاثنين، هناك آلاف الجنود الأتراك متواجدين على الحدود وفي الداخل السوري وتركيا أغلقت المعابر الآن وتركيا تريد إركاع السوريين عبر إغلاق المعابر، الحكومة التركية يجب أن تقوم بوقف الهجمات العنصرية ضد اللاجئين السوريين".

وحاول محتجون اقتحام نقاط تركية وقاموا بإنزال أعلام تركية، وفق المرصد، وردّ عليهم حرس النقاط "بإطلاق النار لتفريقهم" في مدينة الأتارب وبلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي.

وأشار المرصد إلى أن التظاهرات شملت أيضا مناطق في إدلب المجاورة تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها.

وسيطرت تركيا في العام 2016 مع فصائل سورية موالية لها على مراحل إثر عمليات عسكرية عدة، على مناطق حدودية في شمال سوريا.

واتسم الموقف الحكومي الرسمي بالارتباك، وبدا أقرب إلى التغطية على الهجمات بدل أن يكون تدخلا حازما لحماية ممتلكات السوريين.

ودان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، موجة العنف الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في تركيا.

وقال "بغض النظر عن هوياتهم، فإن إضرام النيران في الشوارع وفي المنازل هو أمر غير مقبول"، مشددا على وجوب عدم استخدام خطاب الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية.

وأظهرت تسجيلات مصوّرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إضرام النيران في متجر للبقالة في قيصري.

وأشار وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، إلى أن مواطنين أتراكاً ألقوا القبض على المشتبه به السوري وسلموه إلى الشرطة، وكتب على منصة "إكس" بأنه يشتبه بأن السوري تحرّش بقريبته السورية.

وشهدت تركيا التي تستضيف حوالي 3.2 ملايين لاجئ سوري أعمال عنف مرتبطة برهاب الأجانب عدة مرات في السنوات الأخيرة، أثارتها في أكثر الأحيان شائعات تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل النصية.

وخلال الحملات الانتخابية، تعهد أردوغان بإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم بعد إنجاز مشاريع بناء تقوم شركات تركية بتنفيذها داخل الأراضي السورية، بينما رفع زعيم المعارضة كمال قليجدار أوغلو عيار التصعيد متعهدا بطرد 10 ملايين لاجئ، قال إن حكومة أردوغان سمحت بدخولهم إلى تركيا.

وتسود البلاد موجات كراهية ضد السوريين على وجه الخصوص، حيث استغلت الأحزاب الرئيسية في البلاد، بعض الحوادث الفردية لإثارة مشاعر معادية ضدهم، تؤدي بدورها إلى زيادة توتر الأتراك ومجاميع اللاجئين الذين يقطنون، في الغالب، في أحياء فقيرة، ويقومون بأعمال رثة من أجل العيش.

ففي أغسطس 2021، دمرت عصابة قوميين أتراك محلات سورية في أنقرة، بزعم أن أصحابها لا يدفعون الضرائب ويعيشون على المساعدات الحكومية. وفي يناير 2022 قتلت مجموعة مقنعة لاجئا سوريا يبلغ من العمر 19 عاما في إسطنبول أثناء نومه في شقته.

وفي يونيو 2022، أطلقت القوات الأمنية التركية النار على 35 لاجئا في مدينة عصمانية، لأنهم حاولوا الهرب من ملجأ اللاجئين. وبالرغم من أن الآلاف من اللاجئين كانوا ضحية للدمار الذي نجم عن زلزال العام الماضي، وأدى إلى تشرد من بقي حيا، فإن هؤلاء المشردين تعرضوا لاعتداءات من جانب الأتراك.

وبحسب استطلاعات الرأي، فإن أغلبية تصل إلى 70 في المئة من اللاجئين السوريين ترغب بمغادرة تركيا. إلا أنهم بين فكي الرحى، لا يجدون مكانا يؤويهم في بلادهم، كما لا يجدون سبيلا للرحيل إلى بلد آخر.