أهداف أيرباص عالقة في متاهة التكاليف واضطراب سلاسل الإمداد

باريس - خففت أيرباص أهدافها الصناعية والمالية الرئيسية وتحملت رسوما باهظة قدرها 900 مليون يورو مقابل أنشطتها الفضائية المضطربة بينما سعت أكبر مجموعة طيران في أوروبا إلى اتباع نهج صفحة نظيفة في مواجهة تعطل الإمدادات والمخاطر التجارية.
وفي ظل الشكوك المتزايدة بين المورّدين بشأن خططها لإنتاج الطائرات، خفضت أيرباص توقعاتها للتسليم هذا العام إلى نحو 770 طائرة من نحو 800 طائرة.
كما خفضت خططها لزيادة إنتاج باقة أي 320 نيو الأكثر مبيعًا لديها، من خلال تأخير التاريخ الذي تتوقع فيه الوصول إلى سرعة إنتاج قياسية تبلغ 75 طائرة شهريًا إلى 2027 بدلا من 2026، وذلك مقارنة بما يقدر بنحو 50 طائرة شهريًا الآن.
ونتيجة لتوقعات التسليم الضعيفة، التي تشير ضمنا إلى نمو سنوي بنسبة 5 في المئة بدلا من 9 المئة، خفضت أيرباص أهدافها المالية الرئيسية لعام 2024.
وجاء في بيان للشركة أنه “بالنسبة إلى الطائرات التجارية، تواجه أيرباص باستمرار صعوبات في سلاسل الإمداد خصوصا في المحركات وهياكل الطائرات ومعدات المقصورة”.
وتتوقع أيرباص الآن أن يبلغ دخل التشغيل الأساسي حوالي 5.5 مليار يورو، بدلا من نطاق 6.5 مليار إلى 7 مليارات، وتدفق نقدي حر يبلغ 3.5 مليار بدلا من 4 مليارات.
وقال غيوم فوري الرئيس التنفيذي للشركة للمحللين “إننا نواجه رياحًا معاكسة في الوقت الحالي، وعلينا أن نتحلى بالصبر”.
ويأتي التعديل النزولي في التوقعات الصناعية بعد أسابيع من إعلان رويترز لأول مرة أن أيرباص تواجه مجموعة جديدة من تأخيرات الإنتاج في الوقت الذي تواجه فيه نقصًا متزايدًا في قطع الغيار.
وأكدت مصادر بالصناعة أن أيرباص خلصت إلى أنها استنفدت هامشها الفائض للتسليمات بعد فشلها في الأشهر الخمسة الأولى من 2024 ثم بدأت في يونيو بوتيرة ضعيفة مع تسليم بالكاد نصف الإجمالي المتوقع للشهر حتى الآن.
وتكافح صناعة الطيران لإعادة توظيف العمال وتحقيق الاستقرار في الإمدادات بعد أن ترك الوباء العديد من الموردين بميزانيات عمومية ضعيفة.
وباعتبارها الشركة الأولى في إنتاج الطائرات، تحملت أيرباص العبء الأكبر من المشكلة حيث تواجه منافستها بوينغ قيودا تنظيمية وأزمة داخلية، لكن بعض الخبراء والموردين، بما في ذلك صانعي المحركات، شككوا منذ فترة طويلة بشأن خططها، قائلين إنها “طموحة للغاية”.
وتساءل أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في سلسلة التوريد الاثنين الماضي عمّا إذا كانت التخفيضات الأخيرة ذهبت إلى حد كاف.
ومع ذلك، بدا أن فوري يقلب الطاولة، قائلا إن إمدادات المحركات لعائلتها الأكثر مبيعًا من طائرات أي 320 ذات الجسم الضيق قد تدهورت “بشكل كبير” في الأشهر الأخيرة.
وأوضح أن النقص يؤثر على صانعي المحركات لعائلة أي 320 نيو ذات الجسم الضيق، والتي تتنافس مع بيونغ 737 ماكس، وتمثل معظم أموال وأرباح شركة أيرباص.
وأكد فوري أن صانعي المحركات سيتعين عليهم “مواجهة عواقب” أيّ تأخير، في إشارة على ما يبدو إلى العقوبات.
صناعة الطيران تكافح لإعادة توظيف العمال وتحقيق الاستقرار في الإمدادات بعد أن ترك الوباء العديد من الموردين بميزانيات عمومية ضعيفة
وبينما لم تعلق شركة برات آند ويتني التابعة لشركة آر.تي.إكس، ذكر مشروع سي.أف.أم إنترناشيونال المملوك من جي.إي آيروسبيس الأميركية وسافران الفرنسية “لا تزال بيئة سلسلة التوريد صعبة، ونعمل على تسريع تسليمات لتلبية الطلب من أيرباص”.
وفي ما يتعلق بالطائرات الأكبر حجما، قال فوري إن “محركات رولز رويس للطائرة أي 320 نيو كانت متأخرة عن الجدول الزمني ولكن ليست تلك الخاصة بالطائرة أي 350”.
وأشار أيضا إلى أن التوقعات غير المؤكدة للالتزامات الصناعية لشركة سبيريت إيروسيستمز لصناعة هياكل الطائرات ساهمت في المراجعة النزولية.
وامتنع فوري عن التعليق على توقيت صفقة متوقعة على نطاق واسع للاستحواذ على أصول سبيريت المرتبطة ببرامج الطائرات أي 350 وأي 220 في إطار عملية تقسيم المورد مع بوينغ، والتي قالت مصادر إنها تتوقعها خلال أيام أو أسابيع.
وذكرت رويترز الأسبوع الماضي أن بوينغ تقترب من التوصل إلى اتفاق لإعادة شراء سبيريت بعد أن حققت شركتها الفرعية السابقة تقدمًا كبيرًا في محادثات منفصلة مع أيرباص بشأن تفكيك المورد المتعثر عبر المحيط الأطلسي.
وتطرقت صحيفة وول ستريت جورنال الاثنين الماضي إلى اقتراح بوينغ تمويل استحواذها على المورد بالأسهم بدلا من النقد بعد أن كانت الشركات على وشك الانتهاء من صفقة نقدية بالكامل في نهاية هذا الأسبوع عندما قامت بوينغ بتحويل العرض.
وفي حين قالت سبيريت إنها تظل “تركز على تقديم أفضل المنتجات عالية الجودة لزبائننا”، قال فوري إن النقص في المقاعد وأجزاء المقصورة يعد “وضعا آخر صعبا للغاية”.
واعتبر كريستيان شيرير الذي تولى منصب رئيس قسم صناعة الطائرات في أيرباص خلال يناير الماضي لصحيفة هامبرغر أبيندبلات الألمانية في مقابلة نشرت السبت الماضي أن المحركات ومعدات الهبوط ومكونات المقصورة هي مجالات المشاكل الرئيسية.
وفي كندا، بدأ العمال الذين ينتجون مكونات بعض معدات الهبوط من طراز أيرباص وبوينغ في مصنع سافران بالقرب من مونتريال إضرابًا منذ ما يقرب من أربعة أسابيع، لكن الشركة أكدت أنها تواصل توريد معدات الهبوط كما هو مخطط لها.