معركة لبنانية على مواقع التواصل: تقرير تلغراف صحيح أم ملفق

الموالون لحزب الله يطلقون اتهامات العمالة والتخوين على كل من يقتنع بتقرير الصحيفة.
الثلاثاء 2024/06/25
طريق المطار يخبر بكل شيء

انقسم اللبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي حول تقرير نشرته صحيفة تلغراف عن تخزين حزب الله لأسلحة في مطار بيروت، وكما جرت العادة نشطت الجيوش الإلكترونية لدحض الاتهامات عن الحزب ومهاجمة منتقديه.

بيروت - ضجت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بتقرير صحيفة تلغراف البريطانية الذي قالت فيه إن حزب الله يخزن أسلحة وصواريخ في مطار بيروت، وهو ما نفته الدولة اللبنانية، بينما اشتعلت معركة على الشبكات الاجتماعية بين الناشطين اللبنانيين وصلت حد التخوين والتجييش نظرا إلى خطورة التقرير ونتائجه على المطار الوحيد في البلاد.

وأعاد تقرير الصحيفة البريطانية مرة جديدة أزمة مطار رفيق الحريري وسيطرة حزب الله عليه، والانقسام بين اللبنانيين حول ما يعتبرونه مصلحة وطنية، خصوصا أن أيّ استهداف للمطار يؤثر على الجميع ويتسبب بأزمة كبيرة.

وبدا الخوف مسيطرا على الكثير من الناشطين ما دفعهم إلى مهاجمة بعضهم البعض، في ما شن الموالون لحزب الله الهجمات في كل اتجاه دفاعا عنه مطلقين اتهامات العمالة والتخوين كما جرت العادة عندما يتم الحديث عن ممارسات الحزب، وجاء في تعليق:

EnassKarimeh@

لااا بقا حدا يقلّي حاج تخوّني، #لبنان بحالة حرب! اللي بيعطي ذريعة للإسرائيلي حتى يقصف مطار بلدي وما يسأل بالأبرياء اللي بالمطار خاين وستمية عميل! نقطة انتهى يا ولاد الـ…صهاينة!

#تُفّاً

وقالت ناشطة:

RabihBouNehme1@

هيدا يلي مُصر على رواية #تلغراف وعم يحرض الإسرائيلي ليل نهار يقصف مطار رفيق الحريري الدولي هيدا بالذات لازم ينشحط بشعرو عالسجن

#عميل_ونص

وهناك من اعتبر أن المقال غير منطقي ولا يستند إلى حقيقة أن المطار صغير ولا يمكن تخزين الأسلحة داخله، بحسب رؤيتهم:

jamil_el_sayyed@

مقال وشائعة في جريدة التلغراف البريطانية عن تهريب وتخزين أسلحة وصواريخ وذخائر وغيرها في مطار بيروت الدولي من قِبَل حزب الله…

من يقرأ تلك المقالة ولا يعرف لبنان يظن أن مطار بيروت الدولي هو بحجم مطار باريس أو نيويورك في مساحته وأبنيته ودهاليزه ومستودعاته، بينما مطارنا في الواقع هو مجرّد مدرجَيْن وبضعة أبنية مكشوفة للعموم لا توازي حجم زاروبيْن في مطارات العالم، ويمكن لأي كان أن يزوره ليكتشف أن تلك الرواية ملفقة وكاذبة…

كما تداول ناشطون مقطع فيديو يتضمن شهادة أحد العاملين من المطار:

tarekabouz@

#هام يجب على مجلس الوزراء اللبناني لأخذ التدابير اللازمة لطمأنة اللبنانيين وخاصة بعد نشر صحيفة “التلغراف” البريطانية خبراً عن وجود مخازن أسلحة تابعة لحزب الله في مطار رفيق الحريري وبعد تداول فيديو لشخص على مواقع التواصل الاجتماعي يتحدث عن المطار.

وعلق ناشط:

JAbimansou44481@

مطار رفيق الحريري الدولي لا ولن يكون يوما مطار قاسم سليماني.

ونقطة على السطر.

وكتبت أخرى:

SalimAldulimi@

الإعلام الإسرائيلي.. كيف يهرّب حزب الله الإرهابي السلاح من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت إلى الضاحية الجنوبية.

ورأى ناشط:

SamJundi@

تخزين السلاح في مطار رفيق الحريري الدولي وبين المدنيين في الأماكن السكنية لا يفعلها أحد إلا الإرهابيون.

ذكرني لما كنا صغار بالطريق الجديدة وملجأ البناية كان مليان صواريخ لمنظمة التحرير وقتا. هلق فهمت ليش

#لبنان_لا_يريد_الحرب

#حزب_الله_إرهابي

نريد بلدنا فقط، لا نريد لا حزب الشيطان ولا حركة لا أمل ولا كل أذنابهم من اللبنانيين السنة والدروز والمسيحيين التابعين لهم، ولا حماس الإرهابية ولا منظمة التحرير ولا إسرائيل ولا الحوثي ولا الحشد ولا نظام بشار.

وعلق آخر:

emadchidiac@

كلنا يعرف أنّ نفوذ #حزب_الله يمتد إلى مطار رفيق الحريري الدولي. فهذا ليس سراً من أسرار الدولة وتناولت الصحافة اللبنانية والعربية هذه التفاصيل منذ سنوات وأغلبنا كتبنا عن ذلك، وأنا شخصياً كتبت تقريراً قبل سنتين تقريباً عن حجم الفوضى في المطار والتجاوزات، وقد استدعى الأمر عقد مؤتمرين صحفيين لوزير الاشغال والداخلية في حينه.

لكن رغم ذلك، فهذا المطار ليس لحزب الله، وإنّما لكل اللبنانيين: لنا كمعارضين للحزب ولجمهور الحزب وجماهير كل الأحزاب السياسية…

أقول هذا الكلام للتأكيد على أنّ بعض ردود الأفعال حول تقرير “تلغراف” لا تمت إلى المصلحة الوطنية بصلة!

إن لم ندافع عن شيء مشترك نملكه كلنا كلبنانيين، فعمّاذا ندافع؟

وجاء في تغريدة:

NabilElHalabi1@

آخر مرة حاولت الحكومة اللبنانية معرفة ماذا يفعل حزب اللا في #مطار_رفيق_الحريري_الدولي كانت يوم 5 أيار 2008، وما جرى بعدها يعلمه اللبنانيون، وليس صحيفة الدايلي تلغراف..!

وفي سياق محاولة الحكومة اللبنانية نفي ما جاء في تقرير تلغراف، قام عدد من السفراء الدوليين وممثلي وسائل الإعلام بجولة ميدانية صباح الاثنين في مطار بيروت الدولي. بناءً على طلب وزير الأشغال علي حمية.

وقال حمية عقب الزيارة الميدانية إلى مختلف المرافق، إن مطار لبنان يستوفي المعايير الدولية، وإن مرافق الدولة من مطارات وموانئ مفتوحة أمام الدبلوماسيين لأيّ زيارة.

وحضر السفراء ووسائل الإعلام إلى صالون الشرف في مطار بيروت قبل انطلاق الزيارة الميدانية لتفقد كل مرافق المطار، ومن بينهم سفراء وممثلون عن عدد من الدول من بينهم مصر، الهند، باكستان، اليابان، ألمانيا، رومانيا، البرازيل، كازاخستان، الجزائر والاتحاد الأوروبي.

لكن مصادر ذكرت أنه تم منع الصحافيين من دخول مركز الشحن الجوي، ما أثار الشكوك، وعلق ناشط:

kds_gk@

منع الإعلاميين من دخول مركز الشحن الجوي في مطار رفيق الحريري الدولي للتحقق من وجود صناديق أسلحة مخزنة، يعطينا الشك واليقين بأن ما نشرته صحيفة تلغراف عن هذا الموضوع هو خبر صحيح حتى اثبات العكس بالصورة والفيديو وليس بالكلام التافه والكاذب. (لعبوا غيرها). ألاعيبكم مكشوفة.

وقال وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري الذي كان حاضرا خلال الجولة إن “المطار صورة لبنان، ونحن على أبواب صيف واعد للاغتراب، لذلك فإن نية مقال تلغراف واضحة جدا”. وجرت هذه الجولة بالتنسيق مع رئاسة الحكومة اللبنانية.

وكانت صحيفة تلغراف البريطانية قد نسبت معلوماتها إلى “الاتحاد الدولي للنقل”، في حين أنّ الأخير نفى ما جاء في التقرير المنشور.

وأكّد حمية الأحد خلال مؤتمر صحفي أن هذا التقرير المنشور “سخيف وغير صحيح”، داعيًا الصحيفة لمراجعة وزارة النقل البريطانية، التي زار وفدٌ منها المطار في يناير الماضي وقام بالكشف عن سور المطار وكل مرافقه من شحن وقاعة مسافرين والطوابق السفلية.

زياد مكاري: نحن على أبواب صيف واعد، لذلك فإن نية مقال تلغراف واضحة
زياد مكاري: نحن على أبواب صيف واعد، لذلك فإن نية مقال تلغراف واضحة

وتابع حمية أنّ التقرير نقل مزاعم عن عاملين بالمطار بـ”أنّهم يرون صناديق يتمّ نقلها”، مؤكّدًا أنّ المعني بفتح صناديق الشحن ليس العاملين في المطار، بل الجمارك اللبنانية. وأضاف حمية أنه يأمل أن تكون مصادر المعلومات هي المرجعيات الرسمية في لبنان نظرا للمجهود الذي تبذله.

وتابع أن مقال صحيفة تلغراف بشأن قيام “حزب الله” بتخزين صواريخ ومتفجرات في مطار بيروت هو تشويه لسمعة المطار.

وكانت صحيفة تلغراف البريطانية، قد زعمت أنّ حزب الله يخزّن كمّيات كبيرة من الأسلحة والصواريخ في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وأنّ مخزن الأسلحة فيه صواريخ قصيرة المدى، مشيرةً إلى أنّ “صناديق كبيرة غامضة تصل على متن رحلات جوية من إيران إلى المطار”.

وأضافت أنّ المخزن فيه صواريخ “فاتح” و”فلق”، زاعمةً أنّ وفيق صفا القيادي الكبير بحزب الله يأتي دائمًا إلى الجمارك، وادّعت الصحيفة البريطانية أنّ حزب الله يستخدم المطار منذ سنوات لنقل الأسلحة، وأن هذا يجعله هدفًا لـ”إسرائيل”.

ونقلت الصحيفة عن الاتحاد الدولي للنقل القول “عُلِم منذ سنوات بتخزين حزب الله الأسلحة بمطار بيروت.. نريد إغلاق مطار بيروت وإزالة جميع الأسلحة والمتفجرات”. إضافة إلى نقلها قول موظّفين بمطار بيروت “عناصر من حزب الله يمنعوننا من فحص الصناديق من إيران”.

يذكر أن صحيفة تلغراف قامت بتعديل عنوان التقرير بعد مؤتمر وزير الأشغال اللبناني، فبعد أن كان “حزب الله يخزن صواريخ ومتفجرات في مطار بيروت الدولي” أصبح العنوان “مسؤولون ينفون وجود أسلحة داخل المطار”.

5