أفلام عربية تثري فعاليات مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي

المهرجان عرض أفلاما عربية وحمل أيضا مذاقا فرنسيا من خلال "أسبوع الأفلام الفرنسية" الذي يُعرض خلال فعالياته.
الاثنين 2024/06/24
"وداعا جوليا" مثل السودان في شنغهاي

شنغهاي (الصين) - عاشت مدينة شنغهاي في الفترة ما بين الرابع عشر والثالث والعشرين من يونيو الجاري، على وقع فعاليات الدورة الـ26 لمهرجانها السينمائي الدولي، الذي شاركت فيه نخبة من أهم الأفلام العربية المنتجة خلال العامين الماضيين، إلى جانب حضور مهم لهيئة الأفلام السعودية.

وتهدف هيئة الأفلام من خلال هذه المشاركة إلى ترسيخ مكانة المملكة كوجهة عالمية للسينما، وتعزيز الوجود والتمثيل الدولي لقطاع الأفلام السعودي، وتتمثل مشاركة الهيئة بجناح المملكة في سوق المهرجان، بالإضافة إلى تمكين الهيئة لشركائها من القطاع الخاص في مجال صناعة الأفلام، حيث تشارك مؤسسة البحر الأحمر السينمائي في الجناح.

واستعرض الجناح أمام زوار المهرجان رؤية وأهداف وإستراتيجيات الهيئة في تطوير القطاع من خلال عرض الإمكانات التي تتمتع بها صناعة الأفلام السعودية، وتقديم الدعم والموارد للمهتمين بالاستثمار في السينما السعودية، وإبراز جهود المملكة في هذا المجال، إضافة لزيادة التبادل الثقافي والتعاون، مع تعزيز مكانة المملكة كمركز رائد للإبداع والابتكار السينمائي. وتشكل مشاركة المملكة العربية السعودية المتمثلة بهيئة الأفلام في مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي فرصة استثنائية لترسيخ حضورها على الخارطة السينمائية العالمية.

تزامنا مع النهضة التي تشهدها صناعة السينما الصينية، جاءت هذه المشاركة لتؤكد طموح المملكة في أن تكون وجهة رائدة في قطاع الأفلام، بالإضافة لتعزيز التفاعل والتعاون مع المراكز الإبداعية البارزة في هذا المجال الواعد، وتطمح المملكة من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز التواصل الثقافي والفني مع الصين، بما ينعكس إيجابا على تطوير صناعتها السينمائية، وتوسيع آفاقها على المستوى المحلي والعالمي.

ومن الأفلام العربية التي عرضها المهرجان، فيلمان لبنانيان هما الروائي “وادي المنفى” للمخرجة الكندية – الإيرانية آنا فهر، والذي يتناول حياة اللاجئين السوريين في لبنان، والفيلم الوثائقي “متل قصص الحب” وعنوانه بالإنجليزية “دياريز فروم ليبانون” الذي يصور مجموعة من الشباب، والفنانين الحالمين بالتغيير قبيل وبعد الانتفاضة الشعبية التي منيت بالفشل، ودخول البلاد في نفق سياسي غامض، وحقق الفيلم ردود فعل جيدة عقب عرضه الأول في مهرجان “برلين” الماضي.

وشارك أيضا الفيلم السعودي “هجن” للمخرج أبوبكر شوقي، والفيلم الإماراتي “ثلاثة” للمخرجة نايلة الخاجة والذي عرض في “شنغهاي” بنسخة “مدبلجة” باللغة الصينية عن طريق تقنيات الذكاء الصناعي، حيث تم الدوبلاج محتفظا بأصوات الممثلين الأصليين.
◙ من الأفلام المشاركة الفيلم السعودي “هجان” للمخرج أبوبكر شوقي والفيلم الإماراتي “ثلاثة” للمخرجة نايلة الخاجة

كما شارك من سوريا المخرج طلال دركي بصفته عضوا في لجنة تحكيم مهرجان “شنغهاي”، وعرضت له أحدث أعماله “تحت سماء دمشق”، وهو إنتاج أوروبي – سوري مشترك، سبقت له المشاركة، والفوز في العديد من المهرجانات، كان آخرها مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة.

وشارك أيضا الفيلم السعودي “هجان” للمخرج أبوبكر شوقي، والفيلم الإماراتي “ثلاثة” للمخرجة نايلة الخاجة والذي عرض في “شنغهاي” بنسخة “مدبلجة” باللغة الصينية عن طريق تقنيات الذكاء الصناعي، حيث تم الدوبلاج محتفظا بأصوات الممثلين الأصليين.

ومن السودان، عرض فيلم “وداعا جوليا” للمخرج محمد كردفاني الذي حل ضيفا على شنغهاي، بعد عروض ناجحة في عدد من المهرجانات العربية والدولية. ومن المغرب العربي شارك فيلمان حققا نجاحات كبيرة خلال العام الماضي، وهما “كذب أبيض” للمغربية أسماء المدير، و”بنات ألفة” للتونسية كوثر بن هنية. والفيلمان حصدا عشرات الجوائز، ووصلا إلى تصفيات الأوسكار الأخيرة.

ومن فلسطين شارك فيلم “أرض مجهولة”، أول أفلام المخرج مهدي فليفل الروائية، والذي عرض للمرة الأولى خلال مهرجان “كان” الماضي. إلى جانب ذلك، حمل المهرجان هذا العام مذاقًا فرنسيًّا مع احتفائه بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا، من خلال “أسبوع الأفلام الفرنسية” الذي يُعرض خلال فعالياته.

وأتاح “أسبوع الأفلام الفرنسية” للجمهور فرصة استكشاف روائع السينما الفرنسية الحديثة، والتعرّف على ثقافة هذا البلد العريق من خلال عدسات السينما. وخصص المهرجان هذا العام أسبوعًا خاصًا لأفلام الخيال العلمي التي تتناول موضوع الذكاء الاصطناعي. وقدم هذا الأسبوع مزيجًا من الأفلام الكلاسيكية الحديثة التي تُسلط الضوء على تفاعل الإنسان مع التكنولوجيا، وتُثير تساؤلات حول مستقبل الذكاء الاصطناعي.

وشهد المهرجان مشاركة واسعة من مختلف دول العالم، حيث تمّ ترشيح 14 فيلمًا للمنافسة على جائزة “الكأس الذهبية” في فئة الأفلام الروائية الطويلة، وتضمّ القائمة أفلامًا من الأرجنتين، ألمانيا، إيران، إسبانيا، كازاخستان، والصين. وشارك الفيلم الروسي الجورجي المشترك “رقاقات الثلج في حديقتي” للمخرج باكور باكورادزه في فئة الأفلام الروائية الطويلة، ويُعدّ بمثابة العرض العالمي الأول للفيلم.

يُعد مهرجان شانغهاي السينمائي الدولي من أعرق المهرجانات السينمائية في آسيا، حيث تأسس عام 1993. ويوفر منصة للموزعين الصينيين، حيث يقومون باختيار بعض الأفلام للتوزيع العام بعد ذلك، ونظرا للزيادة الكبيرة التي تشهدها الصين في بناء دور العرض السينمائي، أصبحت أهم بلد في التوزيع العالمي لأي فيلم، مثلما أصبحت السعودية أهم بلد في توزيع أي فيلم عربي.

14