عصابات مسلحة تتغذى على معاناة الغزيين: نهب ملايين الدولارات من بنوك القطاع

عمليات السطو تثير مخاوف إسرائيليين من أن بعض الأموال يمكن أن تزيد من تأجيج "تمرد" حماس مع سيطرتها على الأوراق النقدية "النادرة" في القطاع.
الجمعة 2024/06/21
من الصعب تقدير حجم الأضرار على أرض الواقع

غزة- يشهد قطاع غزة نموا للجريمة المنظمة التي تقودها عصابات مسلحة، ارتأت أن تتغذى على معاناة الغزيين ومأساتهم جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ ثمانية أشهر.

ووفق تقديرات أممية، فقد تسببت عمليات سطو نفذتها عصابات مسلحة، بما في ذلك مجموعات قريبة من حركة حماس، في نهب ما لا يقل عن 120 مليون دولار أو ثلث الأموال النقدية في خزائن البنوك بالقطاع المحاصر.

وأثارت عمليات السطو مخاوف بين المسؤولين الإسرائيليين من أن بعض الأموال يمكن أن تزيد من تأجيج “تمرد” حماس، مع سيطرة الحركة المسلحة على الأوراق النقدية “النادرة” في القطاع المحاصر منذ اندلاع الحرب.

بنك فلسطين: تم الاستيلاء على 36 مليون دولار في عملية السرقة الثانية التي جاءت بناء على أوامر من أعلى سلطة في غزة
بنك فلسطين: تم الاستيلاء على 36 مليون دولار في عملية السرقة الثانية التي جاءت بناء على أوامر من أعلى سلطة في غزة

وبحسب صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، فإن البنوك في شمال غزة لاتزال تحتفظ بأموال نقدية تقدّر بحوالي 240 مليون دولار أخرى موجودة بخزائن دفن بعضها في “خرسانة أسمنتية”، من أجل منع نهبها بعد انهيار النظام المدني في القطاع المحاصر.

وأدت الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر على خلفية هجوم حماس غير المسبوق على مستوطنات في غلاف غزة، وما تبعها من رد إسرائيلي، إلى الحد من توافر الأوراق النقدية بالقطاع، حيث يتعين على السكان دفع رسوم قبل أسبوع ليتمكنوا من الانضمام إلى “طابور” أمام جهاز صراف آلي وسط غزة، وهو واحد من بين عدد قليل من الأجهزة المتبقية لسكان القطاع الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة.

وقالت الصحيفة البريطانية إن أكثر عمليات السطو على البنوك “دراماتيكية”، وقعت يومي 17 و18 أبريل الماضي، على بنك فلسطين، وهو أكبر مؤسسة مالية فلسطينية، حيث بعد صب خرسانة حول قبو فرعه بمنطقة الرمال من أجل حماية الأموال من النهب، وقع انفجار وتلت ذلك عملية سرقة.

ونقلت “فاينانشال تايمز” عن أحد الشهود قوله إن الأوراق النقدية كانت “ترفرف في الهواء”، حيث هرب اللصوص وبحوزتهم ما يقدر بنحو 31 مليون دولار بعملات مختلفة، وفقا لوثيقة داخلية أرسلت إلى مساهمي البنك واطلعت عليها الصحيفة، التي ذكرت أنه في اليوم التالي وجد العملاء والتجار الذين حضروا إلى الفرع لسحب ودائعهم “مجموعات مسلحة موجودة بالفعل داخل الفرع”.

وقدّر بنك فلسطين أنه تم الاستيلاء على 36 مليون دولار في عملية السرقة الثانية، التي “جاءت بناء على أوامر من أعلى سلطة في غزة”، في إشارة ضمنية إلى حماس التي تحكم القطاع.

◄ عمليات سطو نفذتها عصابات مسلحة تسببت في نهب ما لا يقل عن 120 مليون دولار من البنوك في القطاع

ونقلت الصحيفة عن بيان صادر من بنك فلسطين قوله: “منذ بداية الحرب، اتخذ البنك جميع الاحتياطات والأحكام اللازمة لضمان بقاء سلامته واستقراره كمؤسسة، والحفاظ على ودائع العملاء حتى في ظل أسوأ السيناريوهات”.

وأضاف أن تقديرات المبالغ المسروقة “لا يمكن التأكد منها بسبب صعوبة تقدير الأضرار على أرض الواقع”. ويحرص المصرفيون على عدم إلقاء اللوم بشكل مباشر على حماس، لكن وجود هذا المبلغ من المال في أيدي “السلطة العليا” بغزة من المرجح أن يؤدي إلى زيادة قدرة الحركة على الصمود في وجه إسرائيل.

وتأتي عمليات نهب المصارف، في الوقت الذي يكافح فيه سكان غزة، الذين يعيش معظمهم وضعا مأساويا، في غياب أموال تمكنهم من شراء الإمدادات الأساسية بعد 8 أشهر من الحرب.

ووفق الصحيفة البريطانية، يتعامل سكان القطاع بالشيكل الإسرائيلي، لكن الجيش الإسرائيلي منع دخول الأوراق النقدية الجديدة، مما أجبر الفلسطينيين العاديين على استخدام الدينار الأردني والدولار الأميركي.

2