جمعية الناشرين الإماراتيين ومركز أبوظبي للغة العربية يعززان الروابط الثقافية مع الصين

بكين - انطلقت فعاليات معرض بكين الدولي للكتاب في نسخته الثلاثين في بكين الأربعاء، مع مشاركة أجنبية هي الأوسع، بما فيها مشاركة المملكة العربية السعودية، بصفتها ضيف الشرف للمعرض هذا العام.
وإضافة إلى السعودية تحضر مؤسستان إماراتيتان لتقديم الثقافة العربية في بكين هما جمعية الناشرين الإماراتيين ومركز أبوظبي للغة العربية.
وسعيا نحو دعم الناشر الإماراتي في استكشاف اتجاهات سوق النشر الصيني وتطلعات القارئ في هذا البلد العريق وتعزيز حضوره هناك، تشارك “جمعية الناشرين الإماراتيين” في “معرض بكين الدولي للكتاب” 2024، أحد أكبر معارض الكتب وأكثرها تأثيرا على مستوى قارة آسيا، والذي يتواصل من التاسع عشر إلى الثالث والعشرين من يونيو الجاري.
وتأتي مشاركة الجمعية بجناح خاص في هذا المعرض ضمن جهودها لرفد الناشرين الإماراتيين وتطوير صناعة النشر في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ونجحت الجمعية في تأمين رعاية إدارة “معرض بكين الدولي للكتاب” لثلاثة من أعضائها ضمن برنامج رعاية الشركات الصغيرة والمتوسطة الذي يقدمه المعرض لدعم الناشرين الصغار حول العالم، وذلك في إطار جهودها المتواصلة لإتاحة المزيد من فرص الانتشار عالميا أمام الناشرين الناشئين من أعضائها، ومساعدتهم على إبرام اتفاقيات وشراكات مع ناشرين من جميع أنحاء العالم.
وتمثل هذه الخطوة فرصة مميزة، إذ إن البرنامج مخصص لثلاثين ناشرا من حول العالم فقط، وقد تم اختيار الناشرين الإماراتيين الثلاثة من بينهم. كما يوفر البرنامج للناشرين المختارين جناحا مدعوما في المعرض، إضافة إلى دورات تدريبية وفرص لتوسيع شبكات عملهم سواء في الصين أو على مستوى العالم.
المشاركة في معرض بكين الدولي للكتاب جزء من نهج الانفتاح الذي تتبناه الإمارات على مختلف الثقافات والحضارات
والناشرون الثلاثة هم: الناشر والكاتب والرسام خالد العلي، مؤسس دار “بوابة الكتاب”، والكاتبة نور عرب، مؤسسة دار “نور للنشر”، وكيرا جين، مؤسسة دار “ذا دريم وورك كولكتيف”، التي تشكل مجتمعا من الكتاب والمبدعين والمدربين الملتزمين بإلهام المبدعين ومشاركة قصصهم مع العالم.
وأشار محمد بن دخين، عضو مجلس إدارة الجمعية وأمين صندوقها، ومدير دار تخيل للإعلام، إلى أن المشاركة في المعرض تشكل جزءا من نهج الانفتاح الذي تتبناه دولة الإمارات على مختلف الثقافات والحضارات، كما تعكس حرص الجمعية على تعزيز علاقات التعاون والتبادل الثقافي المتجذرة بين الصين والإمارات، والاستفادة من التجربة الصينية الرائدة في مجال النشر وإبداعها في الإنتاج المعرفي.
مضيفا “يشكل المعرض أيضا فرصة لتوطيد الصلة والعمل المشترك مع المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بقطاع النشر، وكذلك يعتبر منصة لترويج عمل صناع الكتاب الإماراتي وفتح الآفاق أمامهم لعقد شراكات لتبادل حقوق النشر والترجمة عبر الجلسات التي ننظمها مع الناشرين الدوليين، كما تتيح هذه المشاركة المجال أمامنا لتشكيل فهم أفضل لمتطلبات سوق النشر في الصين والدخول إلى أسواق ثقافية جديدة، وبناء علاقات مثمرة مع جميع المعنيين بإنتاج الكتاب، سواء الناشرين أو المؤلفين أو الرسامين أو الوكلاء الدوليين، ما ينعكس إيجابا على توسيع نطاق أعمالنا وشراكاتنا مع الصين ودول شرق آسيا والعالم بشكل عام“.
كما يشارك مركز أبوظبي للغة العربية في فعاليات المعرض سعيا منه إلى تعزيز العلاقات مع قطاعات النشر والثقافة في الصين والترويج لمشاريع المركز وبرامجه، إلى جانب بحث فُرص التعاون المشترك، وفتح آفاق جديدة للشراكة الفاعلة مع الجهات الصينية البارزة المعنية بالصناعات الإبداعية.
ويُوقع المركز في إطار المشاركة بروتوكول تعاون إستراتيجي مع المجموعة الصينية للإعلام الدولي، الجهة الرسمية المسؤولة عن التعاون الصيني الدولي في مجال اللغة والثقافة والنشر والإعلام والدراسات.
كما يقدم برنامجا غنيا يتضمن ندوات نقاشية ولقاءات مهنية، إلى جانب تنظيم مجموعة من الزيارات، وتوقيع اتفاقيات تعاون بما يتوافق مع رؤية الدولة للانفتاح على الثقافات حول العالم، وتعزيز مكانة أبوظبي الثقافية.

وأكد الأكاديمي علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، حرص المركز على المشاركة في معرض بكين الدولي للكتاب بوصفه منصة عالمية ذات ثقل كبير في منطقة آسيا، تجمع تحت مظلتها حضورا دوليا وازنا في مجالات النشر والثقافة، وتتيح للمركز الترويج للبرامج والمشاريع التي يعمل عليها لتعزيز مكانة اللغة العربية، وبحث إبرام شراكات فاعلة مع أهم المؤسسات الثقافية والأكاديمية والتقنية حول العالم.
وقال إن قطاعات النشر والثقافة في جمهورية الصين الشعبية تعد شريكا مهما لمركز أبوظبي للغة العربية، وقد كانت المشاركة الصينية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الأخيرة الأكبر للصين في المعارض الدولية، ما يؤكد أهمية المعرض للجهات الصينية الحيوية في مجالات الثقافة والنشر.
وأوضح أن من خلال مشاركة المركز في معرض بكين الدولي للكتاب سنبذل جهودا حثيثة لتوسيع الشراكات على المستويات كافة.
ومن المقرر أن يحضر رئيس المركز فعالية إصدار سلسلة كتب الصين الأكاديمية، ضمن برنامج المشاركة في المعرض، الذي يشمل أيضا تنظيم ندوة نقاشية تحت عنوان “بين العربية والصينية: اللغة والتواصل الحضاري”، تسلط الضوء على الدور الذي يلعبه المركز في دعم اللغة العربية، والتعريف بأهم مشاريعه، وتناقش أوجه التقارب بين المركز والشركاء الصينيين في ما يتعلق بدعم اللغة العربية.
وينظم المركز ندوة بالتعاون مع المجموعة الصينية للإعلام الدولي، وبحضور عدد من الشخصيات المؤثرة في صناعة النشر في الصين، بالإضافة إلى مجموعة من المستعربين الصينيين.
كما يشارك وفد المركز في ملتقى الناشرين العرب والصينيين، الذي يُقام ضمن فعاليات المعرض، إلى جانب اطلاعه على أحدث تقنيات النشر والذكاء الاصطناعي والمحتوى لأهم الجهات الصينية العاملة في مجال المحتوى الإبداعي والتقنيات، وبحث إمكانية مشاركة هذه الجهات في معرض أبوظبي الدولي للكتاب والمؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية.
يشار إلى أن معرض بكين الدولي للكتاب يجذب أكثر من 2600 عارض من 100 دولة من حول العالم سنويا، ويركز على الابتكار والتكنولوجيا الرقمية، محتضنا اتجاهات جديدة، مثل الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية ومحتوى الوسائط المتعددة.