اتهامات تلاحق الاتحاد الوطني لطلبة سوريا باحتجاز وتعذيب طلاب معارضين

المجلس السوري – البريطاني يقول إن الاتحاد شارك في عمليات القمع ونفذ اعتقالات تعسفية.
الخميس 2024/06/20
لا مجال للرأي المخالف

لندن - اتهم المجلس السوري – البريطاني، في تحقيق مطول نشره الأربعاء، الاتحاد الوطني لطلبة سوريا بارتكاب انتهاكات في حق طلبة معارضين من بينها الاعتقال التعسفي والتعذيب.

ويعرّف المجلس نفسه بأنه “هيئة مناصرة سورية مقرها في بريطانيا”، وتعمل على إنشاء قناة اتصال بين السوريين المقيمين في الشتات وإيصال أصواتهم إلى الحكومة البريطانية وأعضاء البرلمان.

وقال المجلس إن التحقيق الاستقصائي الذي أنجزه اعتمد على مقابلات معمّقة مع 17 شاهدًا وثلاث شاهدات، من بينهم طلاب سابقون وأعضاء في الهيئات التدريسية وأعضاء من الاتحاد نفسه، وإن التحقيق استمر أربعة عشر شهرا، بين شهري سبتمبر 2022 ونوفمبر 2023، وركز على الانتهاكات التي ارتكبت بين شهري مارس 2011 ونهاية عام 2013.

واندلعت في مارس 2011 مظاهرات واسعة في سوريا طالبت برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، وآنذاك حاول طلاب في جامعات سورية الخروج بمظاهرات والمشاركة في الاحتجاجات، وكانت أبرزها جامعة حلب التي حمل أحد أيام التظاهر اسمها، وقد قوبلت الاحتجاجات برد عنيف من السلطة.

ووفق التحقيق شارك الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في عمليات القمع ونفذ اعتقالات تعسفية، قائمة على “وجود شك في المشاركة بأنشطة مناهضة للنظام”. كما مارس عمليات تعذيب للطلاب، عبر الضرب والصعق الكهربائي، والإساءات اللفظية والنفسية، وانتهاكات جنسية وأخرى على أساس طائفي.

التحقيق نقل عن الشهود قولهم إن الاتحاد هو الجهة الرئيسية المسؤولة عن المراقبة وحفظ الأمن في الحرم الجامعي، كبديل عن قوات الأمن

ووفق الشهادات التي نشرها التحقيق تعاون الاتحاد مع أجهزة الأمن السورية، وكانت جرائمه جزءًا من حملة قمع واسعة شنها النظام السوري.

وفي عام 2012 شكّلت في جامعة حلب مجموعة عسكرية على علاقة وطيدة بالاتحاد حملت اسم “كتائب البعث”، ثم شكّلت مجموعات مماثلة ضمن جامعات أخرى.

ومنح أعضاء الاتحاد في جامعة دمشق صلاحيات واسعة لضمان قمع الروح المناهضة للنظام في الحرم الجامعي. كما شاركوا في حملات قمع وحضروا كمشاركين أو متفرجين جلسات استجواب وتعذيب ضد الطلاب في مكتب تابع للاتحاد.

ونقل التحقيق عن الشهود قولهم إن الاتحاد هو الجهة الرئيسية المسؤولة عن المراقبة وحفظ الأمن في الحرم الجامعي، كبديل عن قوات الأمن، التي كانت تدخل ضمن حالات محددة.

وتشمل الحالات قمع مظاهرة ما أو اعتقال طالب، وحصل الاتحاد على أسلحة شملت المسدسات في بعض الحالات، وهراوات خشبية وعصي صعق كهربائي. وسيّر الاتحاد دوريات مراقبة لباحات الجامعات وقاعات المحاضرات ومراقبة أنشطة الطلاب عبر الإنترنت، وتدقيق هويات الطلاب وتفتيش الحقائب.

وكان النمط العام للهجمات يأتي عبر تطويق المحتجين وشتمهم بألفاظ نابية ثم مهاجمتهم، واعتقالهم وضربهم داخل مكاتب معينة أو في غرف تعذيب داخل الحرم الجامعي، وفي وجود قوات أمن بالزي العسكري الرسمي.

وجاء نشر التحقيق بالتزامن مع الاستعداد لمشاركة وفد رياضي سوري في أولمبياد باريس 2024، برئاسة عمر العاروب، وفق بيان نشره المجلس.

والعاروب هو نائب رئيس الاتحاد الرياضي العام، ورئيس اللجنة الوطنية السورية للألعاب البارالمبية في الاتحاد الرياضي العام، الذي يعدّ بدوره أعلى سلطة رياضية في سوريا.

ويتهم العاروب بتورطه في ارتكاب جرائم خلال عمله في الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، إذ شغل منصب عضو قيادة فرع الاتحاد في مدينة حلب بين عامي 2000 و2010، ثم صار رئيسًا للفرع، وعضوًا للمكتب التنفيذي للاتحاد، بصفة رئيس لمكتب العمل الوطني والتطوعي حتى عام 2019.

2