أوبرا الإسكندرية تحتفي بالموسيقار هاني شنودة في عيد الموسيقى العالمي

دار الأوبرا المصرية تعرض باقة من أشهر مؤلفات الموسيقار هاني شنودة.
الخميس 2024/06/20
تجربة موسيقية قدمت الكثير للفن

الإسكندرية (مصر) - تنظم دار الأوبرا المصرية، برئاسة الأكاديمية لمياء زايد، أمسية فنية لأوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية، بقيادة المايسترو محمود بيومي، وبمشاركة الموسيقار المصري هاني شنودة وفرقة المصريين، وذلك مساء الجمعة الحادي والعشرين من يونيو الجاري، على مسرح سيد درويش “أوبرا الإسكندرية”.

وتأتي هذه الاحتفالية التي تحتفي بتجربة شنودة ضمن خطط الثقافة المصرية للاحتفال بعيد الموسيقى العالمي.

وذكرت دار الأوبرا المصرية في بيان لها الأربعاء أن برنامج الحفل يتضمن تقديم باقة من أشهر مؤلفات الموسيقار هاني شنودة إلى جانب باقة من الأعمال الغنائية التي وضعها لفرقة المصريين، منها “أنا بعشق البحر، مسألة السن، موسيقى فيلم ‘لا عزاء للسيدات’ ومسلسل ‘حالة خاصة’، وغيرها من الأعمال الفنية”.

ونوهت الأوبرا إلى أن الموسيقار هاني شنودة هو مؤسس فرقة المصريين عام 1977، والتي اكتشفت وساهمت في نجومية العديد من كبار فناني مصر والوطن العربي، كما انتشرت أعمالها وحققت نجاحا كبيرا في حقبة الثمانينات.

وولد هاني مسيحة شنودة في محافظة طنطا بمصر عام 1943. تخرج من كلية الموسيقى عام 1966. بعد ذلك دخل المعهد العالي للموسيقى. وفي عام 1977 أسس فرقة المصريين، وهي أول فرقة موسيقية مصرية، وقد بدأت مسيرتها باستعمال الأدوات الموسيقية الغربية، غير أنها غيرت مسارها بعد ذلك فأصدرت تسعة ألبومات غنائية باللهجة المصرية. وبتشجيع من نجاح فرقة المصريين ظهرت فرق غنائية جماعية عديدة كانت الـ”فور أم” أبرزها وكانت فرقة عائلية.

واكتشف شنودة أصواتا غنائية، سيتحول أصحابها إلى نجوم في المستقبل. فهو على سبيل المثال من قدم محمد منير ولحن له في أول ألبوماته أربع أغان ووزع الأغنيات الأخرى، كما أنه لحن له في ألبومه الثاني “بنتولد” ثماني أغان. وفي واحدة من حفلات فرقة المصريين في بور سعيد أعلن عن ولادة صوت جديد هو عمرو ذياب وأقنعه بالانتقال إلى القاهرة. وبعد أن عرفه على كوكبة شعراء الأغنية صلاح جاهين وعبدالرحيم منصور وشوقي حجاب وعزيز الناصر لحن له أربع أغان في ألبومه “يا طريق”.

حفل عيد الموسيقى العالمي يشهد تقديم أعمال لهاني شنودة ومشاركة أوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية

ولحن شنودة أغاني لنجاة الصغيرة، منها “بحلم معاك” و”أنا بعشق البحر”، كما لحن لفايزة أحمد أغنية “هدى الليل”. وبخصوص الأغاني التي وزع موسيقاها فإنها تستعصي على الإحصاء.

أما في مجال الموسيقى التصويرية فإن قائمة الأفلام التي ألف شنودة موسيقاها طويلة بدءا من فيلم “ولا عزاء للسيدات” وانتهاء بـ”حلم الغلبان”.

وهناك جانب آخر في شخصية شنودة هو أصالته، فقبوله بالتجديد والتنوع لا ينبع من الرغبة في التقليد الأعمى أو استيراد شكل معين أو تهجين موسيقى بعينها، لذلك يعترض على لفظ الموسيقى العربية عند سؤاله عن تقييمه لها في المرحلة الحالية. ويوضح قائلا “هي الموسيقى المصرية، لأن الموسيقى العربية أحيانا باتت تأخذ كثيرا من الثيمة الهندية، ما أفقدها هويتها المميزة، نحن نواجه مشكلة هوية”.

والهوية عند شنودة لا تعني الانغلاق أو رفض الوافد، وإنما المزج في بوتقة بشرية تصهر عناصر عدة وتخرج متناغمة معبرة وليدة بيئتها، وهذا ما فعله في فرقته المعروفة بالمصريين التي تطرقت لأول مرة إلى هموم اجتماعية وقضايا حيوية بعدما كان الغناء قاصرا على قضايا الحب والوطنية.

والهموم الاجتماعية عنده لم تقف، لكنها باتت مناسبة أكثر لحقبته وهمومه الآنية. في شبابه لامس قضايا الزواج والصراع بين الأجيال، كما اهتم بالتغيرات النفسية والمجتمعية فعبرت أغاني فرقته عن ذلك.

وترافق شنودة في هذا الحفل أوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية التي تأسست على يد الأكاديمية نيفين المحمودي، وقدمت العديد من الحفلات الناجحة وشاركت في مجموعة من المهرجانات المحلية والعالمية في إطار التعاون الثقافي بين مصر ومختلف دول العالم.

وأشارت الأوبرا إلى أن عيد الموسيقى العالمي جاء نتيجة مبادرة أطلقتها وزارة الثقافة الفرنسية في 21 يونيو عام 1982 تحت شعار “اعزفوا الموسيقى في عيد الموسيقى”، مستقطبة الآلاف من الموسيقيين المحترفين والهواة، وكانت الدول الفرانكوفونية والمتوسطية أول المشاركين فيها، وسرعان ما تحولت إلى احتفالية عالمية.

وكان عيد الموسيقى الذي يطفئ هذه السنة شمعته الثانية والأربعين “أكبر مصدر توتر” في حياة وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ الذي ابتكره، إذ “كان يمكن أن يؤول إلى فشل كبير”، على حد قوله، لكنّه أصبح بمثابة مؤسسة في فرنسا، وصُدّر إلى أكثر من مئة دولة إذ يحتفى به سنويا في مختلف أصقاع المعمورة.

13