الذكاء الاصطناعي يضع إنفيديا على قمة أعلى الشركات قيمة

نيويورك - ساعدت موجة الهوس بالذكاء الاصطناعي خلال الفترة الماضية إلى تغير خارطة المهيمنين على طليعة أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة مع بروز شركة إنفيديا الأميركية كمراهن قوي في هذا السباق.
وأدى الارتفاع المستمر لأسهم هذه الشركة إلى دفع قيمة عملاق أشباه الموصلات لمستويات أعلى من نظيراتها من الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا، ما ساعدها على انتزاع لقب الشركة الأكثر قيمة في العالم.
وأصبحت إنفيديا متربعة على القمة الثلاثاء الماضي، متغلبة على شركة مايكروسوفت ذات الوزن الثقيل في مجال التكنولوجيا، حيث تلعب معالجاتها المتطورة دورًا رئيسيًا في التدافع للسيطرة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وارتفعت أسهم شركة صناعة الرقائق بنسبة 3.5 في المئة إلى 135.58 دولار، مما رفع قيمتها إلى 3.335 تريليون دولار، بعد أيام فقط من تجاوز شركة أبل صانعة آيفون لتصبح ثاني أكبر شركة من حيث القيمة.
وخلال العام الماضي، صعدت أسهم الشركة بأكثر من مئتي في المئة، وبفضل الأرقام الجديدة يتوقع أحد أكثر المحللين تفاؤلاً أن تواصل أسهم شركة أشباه الموصلات العملاقة ارتفاعها، ما يدفع قيمتها إلى نحو 5 تريليونات دولار في العام المقبل.
وبحسب وكالة بلومبيرغ رفع هانز موسيسمان محلل شركة روزينبلات سيكيوريتيز السعر المستهدف لسهم شركة صناعة الرقائق إلى أعلى مستوى في وول ستريت عند 200 دولار، بعد أن كان 140 دولاراً.
وبينما بلغت قيمة أسهم مايكروسوفت 3.317 تريليون دولار حيث انخفضت بنسبة 0.45 في المئة خلال تعاملات الثلاثاء الماضي، تراجع سهم شركة أبل أكثر من واحد في المئة لتبلغ قيمته 3.286 تريليون دولار.
وأصبح الارتفاع المذهل الذي حققته إنفيديا في القيمة السوقية خلال العام الماضي رمزا لجنون وول ستريت مدفوعًا بالتفاؤل بشأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الناشئة.
وفي حين أن ارتفاع الشركة أدى إلى رفع مؤشري آس آند بي 500 وناسداك إلى مستويات قياسية، فإن بعض المستثمرين يشعرون بالقلق من أن التفاؤل الجامح بشأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتبخر إذا ظهرت علامات على تباطؤ في الإنفاق على التكنولوجيا.
وقال ستيف سوسنيك، كبير إستراتيجيي السوق في شركة أنتركتيف بروكرز لرويترز إنه “سوق إنفيديا.. نحن جميعًا نتداول فيه فقط”.
وأصبحت إنفيديا أيضًا الشركة الأكثر تداولًا في وول ستريت، حيث بلغ متوسط حجم التداول اليومي مؤخرا 50 مليار دولار، مقارنة بحوالي 10 مليارات دولار لكل من أبل ومايكروسوفت وتسلا، وفقا لبيانات منصة أل.أس.إي.جي.
وفي ضوء هذه المعطيات تمثل شركة تصنيع الرقائق الآن حوالي 16 في المئة من إجمالي التداول في شركات أس آند بي.
وتضاعفت أسهم إنفيديا ثلاث مرات تقريبًا حتى الآن هذا العام، مقارنة بارتفاع حوالي 19 في المئة في أسهم مايكروسوفت، مع تجاوز الطلب على معالجاتها المتطورة العرض.
وتتنافس شركات التكنولوجيا العملاقة مايكروسوفت وميتا بلاتفورمز وألفابت مالكة غوغل لبناء قدراتها الحاسوبية في مجال الذكاء الاصطناعي وإضافة التكنولوجيا إلى منتجاتها وخدماتها.
وأدت الشهية التي لا تشبع لمعالجات الذكاء الاصطناعي من إنفيديا، والتي يُنظر إليها على أنها متفوقة بكثير على عروض المنافسين، إلى قلة المعروض منها، ويرى العديد من المستثمرين أن الشركة هي الفائز الأكبر حتى الآن من ارتفاع تطوير الذكاء الاصطناعي.
وقال أوليفر بورش، نائب الرئيس الأول في شركة ويلثسباير آدفيزورس “لقد حظيت إنفيديا بالكثير من الاهتمام وكانت تفعل الكثير من الأشياء بشكل صحيح للغاية، ولكن قد يؤدي خطأ بسيط إلى تصحيح كبير في السهم، ويجب على المستثمرين توخي الحذر”.
إنفيديا أصبحت الشركة الأكثر تداولًا في وول ستريت، حيث بلغ متوسط حجم التداول اليومي مؤخرا 50 مليار دولار، مقارنة بحوالي 10 مليارات دولار لكل من أبل ومايكروسوفت وتسلا
ورفعت مكاسب الثلاثاء أسهم إنفيديا إلى مستوى قياسي وأضافت أكثر من 110 مليارات دولار إلى قيمتها، أي ما يعادل القيمة الكاملة لشركة لوكهيد مارتن.
وتوسعت قيمة الشركة من تريليون دولار إلى تريليوني دولار في تسعة أشهر فقط في فبراير الماضي، بينما استغرقت ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أشهر لتصل إلى 3 تريليون دولار في يونيو.
ومنذ توقعاتها المذهلة قبل عام تقريبًا، تجاوزت الشركة باستمرار توقعات وول ستريت النبيلة في ما يتعلق بالإيرادات والأرباح، مع تجاوز الطلب على معالجات الرسومات الخاصة بها العرض بكثير مع اندفاع الشركات إلى تضمين تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأكد المسؤولون التنفيذيون في إنفيديا في شهر مايو إن الطلب على رقائق بلاكويل آي.أي الخاصة بها قد يتجاوز العرض في العام المقبل.
وتجاوزت الزيادات الحادة في توقعات المحللين بشأن أرباح إنفيديا المستقبلية مكاسب أسهمها الممتازة، مما أدى إلى انخفاض تقييم أرباح السهم.
وأظهرت بيانات منصة أل.أس.إي.جي أن تداول الشركة مؤخرًا بلغ 44 ضعف الأرباح المتوقعة، بانخفاض عن أكثر من 84 قبل عام تقريبًا.
ولزيادة جاذبية أسهمها ذات القيمة العالية بين المستثمرين الأفراد، قامت إنفيديا الأسبوع الماضي بتقسيم أسهمها بنسبة 10 مقابل واحد.