قصف تركي يشعل النيران في الغابات والمزارع شمال العراق

النيران تتسبب في إتلاف مئات الدونمات من الأراضي الزراعية في قضاء العمادية شمال محافظة دهوك وسط صمت حكومي وعجز عن إخماد ألسنة اللهب.
الأربعاء 2024/06/19
أراض شاسعة دمرتها الآلة العسكرية التركية

بغداد – تعرضت محافظة دهوك الواقعة بالشمال الغربي للعراق اليوم الأربعاء إلى قصف تركي شديد تحت ذريعة وجود حزب العمال الكردستاني، مما أدى إلى اندلاع حرائق هائلة في قضاء العمادية شمال المحافظة، وفق ما أفادت وسائل إعلام عراقية.

ونقل موقع وكالة "شفق نيوز" عن مصدر حكومي قوله إن "الحرائق نشبت نتيجة قصف جوي من الطيران الحربي التركي على مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في منطقة سور سكيري على سفح جبل متين".

وأوضح أن "النيران أتلفت مئات الدونمات من الأراضي الزراعية والغابات وما تزال مشتعلة حتى الآن مع عدم تمكن فرق الدفاع المدني من الوصول إلى المنطقة بسبب الوضع الأمني المتوتر".

ويأتي هذا القصف بعد عملية مماثلة شهدتها المنطقة الأحد استهدف الطيران الحربي التركي خلالها قرى متينا بقضاء العمادية في دهوك، وغيرها من القرى في إقليم كردستان العراق، ما أثار مخاوف الأهالي من أن يؤدي إلى تسجيل أضرار مادية.

ويمثل عدم تمكن وصول فرق الدفاع المدني إلى المنطقة لإخماد الحرائق المشتعلة منذ صباح الأربعاء معضلة أمام السكان الذين يعانون من تدمير الأراضي الزراعية والغابات الناجم عن هذه الحرائق، مما يهدد سبل عيشهم ويجعلهم في حاجة إلى دعم ومساعدة عاجلة.

وتأتي هذه الهجمات في سياق العمليات التركية المتكررة في إقليم كردستان، حيث تستخدم تركيا الطيران والمدفعية لاستهداف عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، وتسببت هذه العمليات العسكرية في نزوح العديد من العائلات، وتدمير البنية التحتية في المناطق المستهدفة في إقليم كردستان.

وتتعرض المناطق الحدودية في إقليم كردستان منذ سنوات لهجمات مستمرة من الجيش التركي، وبالإضافة إلى تدمير العديد من القرى وتهجير سكانها، ووقوع أضرار كبيرة لحقت بالبيئة والبنية التحتية.

ورغم تصعيد تركيا من عملياتها العسكرية داخل العراق عبر القصف الجوي والمدفعي والهجمات البرية إلا أنه لم يصدر أي تعليق رسمي من حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أو من حكومة إقليم كردستان.

ويرى مراقبون أن تغاضي الجانب العراقي والكردي عن العمليات العسكرية التركية يعود إلى تفاهمات مسبقة تتعلق بالوضع الأمني على الحدود مع تركيا.

ويُمثّل ملف مسلحي حزب العمال الكردستاني الذي ينشط داخل العراق ويتخذه منطلقا لشن اعتداءات متكررة داخل تركيا، العقدة الأبرز في المباحثات بين البلدين، لكن تقدما واضحا تحقق هذا العام بعد اعتبار العراق "العمال" منظمة محظورة، والتعهد بالعمل مع تركيا في هذا الإطار.

وقال كاميران عثمان، عضو فريق العراق في منظمة (CPT)، وهي منظمة حقوقية كردية أميركية، الاثنين الماضي إنه "منذ بداية العام الحالي وحتى يونيو الحالي، نفذ الجيش التركي 833 هجوماً وتفجيراً على أراضي إقليم كردستان، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين".

وأوضح عثمان، في تصريحات أدلى بها لشبكة "رووداو" الكردية العراقي، أن "القصف توزع على المحافظات، حيث شهدت محافظة دهوك 365 هجوماً ومحافظة أربيل 356، ومحافظة السليمانية 102، كما شملت الحصيلة قضاء سنجار في محافظة نينوى بعشرة استهدافات مختلفة من قبل القوات التركية".

وكشف أنه "في اليومين الماضيين فقط، قصف الجيش التركي 27 مرة سلسلة جبال متين وقرية رشافا في ناحية العمادية، وجبل ساوين في قنديل، وقمة جبل كورشل وكيورش في قضاء رانية، وجبل جاسوسان في قضاء بشدر، وقرية كاني ميراني كوماري ونزارة في قضاء بنجوين".