"أنا سيلين ديون" وثائقي عن رحلة كفاح المغنية الشهيرة وصمودها

الفيلم يعرض شدة ألم سيلين ديون مما يجعلها ليس فقط عاجزة عن الحركة بل غير قادرة على التحدث أيضا.
الأربعاء 2024/06/19
المرض لم يمنع ديون من ملاقاة محبيها

نيويورك (الولايات المتحدة) - تعهّدت سيلين ديون بـ”مواصلة شغفها كمغنية”، على الرغم من الصعوبات الصحية التي تعانيها جراء إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس والتي تقول إنها مجرّد جزء صغير من قصتها الكبيرة.

وقالت المغنية على السجادة الحمراء قبل العرض الأول لفيلمها الوثائقي “أنا لست ميّتة”. ويتناول فيلم “أنا: سيلين ديون” مسيرة الفنانة المهنية المتصاعدة والتحديات الأخيرة التي واجهتها مع معاناتها اضطرابا عصبيا نادرا أعاق قدرتها على الغناء. وقالت ديون “عندما تفرض الحياة عليك أمرا ما، تكون أمام خيارين: إما التعامل معه أو عدم الرغبة في مواجهته”.

ووصفت قرارها التحدث عن حالتها في الفيلم الوثائقي بأنه “أعظم هدية وأكبر مسؤولية”، مبدية أملها في أن تكون ملهمة لمَن يعانون من عقبات مماثلة. وقبل العرض الأول للفيلم، تحدّثت النجمة المولودة في كيبيك بالفرنسية، لغتها الأم، وقالت للصحافيين “من الصعب أن أكون هنا، ولكن في الوقت نفسه، أنا متأثرة جدا”. وتابعت “أشعر أنّ لدي الكثير من الدعم والحب، وآمل أن يوفّر هذا الفيلم الوثائقي مساعدة، لأنه ساعدني كثيرا” معربة عن امتنانها لعائلتها وفريقها الطبي ومحبيها.

سيلين ديون بدأت مسيرتها الفنية منذ الثمانينات في القرن الماضي، وإلى جانب أغانيها الخاصة، يعرفها الجمهور بأغاني أفلام شهيرة، لعل أشهرها فيلم “تيتانيك” للمخرج جيمس كاميرون الذي أدت ديون الشارة الخاصة به. وفي ديسمبر 2022، كشفت المغنية البالغة 56 عاما عن تشخيص إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبّس، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية لا علاج شافيا له. واضطرت إلى إلغاء سلسلة من الحفلات إلى أجل غير مسمى.

ويتناول فيلم “أنا: سيلين ديون” مسيرة الفنانة المهنية المتصاعدة والتحديات الأخيرة التي واجهتها مع معاناتها اضطرابا عصبيا نادرا أعاق قدرتها على الغناء
◙ “أنا: سيلين ديون” يتناول مسيرة الفنانة المهنية المتصاعدة والتحديات الأخيرة التي واجهتها مع معاناتها اضطرابا عصبيا نادرا أعاق قدرتها على الغناء

ويمكن أن يساعد العلاج في السيطرة على الأعراض التي قد تسبب تيبّسا في العضلات. وقد يؤدي التحفيز الزائد أيضا إلى تشنجات حادة، ويمكن أن يُحدث ضررا بصوتها لا يمكن السيطرة عليه. ووعدت بأن “العروض ستستمر”، مؤكدة أهمية أن تكون صادقة بشأن شدة حالتها الجسدية والعاطفية.

وقالت مخرجة الفيلم إيرين تايلور، إن مطلب ديون الوحيد هو أن تكون قادرة على رواية قصتها بأسلوبها الخاص. وتستذكر ما قالته النجمة لها “هل هذا ممكن؟ بدل أن يتحدث الآخرون عني؟”. وتابعت تايلور “لقد أظهرت استعدادا وكانت طبيعية جدا، في فرحها وفي معاناتها أيضا”.

يعرض الفيلم الشخصي لقطات أرشيفية للمغنية التي تحظى بشعبية عالمية، بالإضافة إلى مشاهد لطيفة داخل منزلها مع أولادها وكلابها تضفي صورة مريحة لسيلين الأم. ويوثّق الفيلم أيضا شدة ألم ديون، ضمن مشاهد بينها مشهد طويل يظهر بتفاصيل مؤلمة المغنية وهي تعاني من نوبة صرع، مما يجعلها ليس فقط عاجزة عن الحركة بل غير قادرة على التحدث أيضا.

جعلت هذه الحادثة المدمّرة بعض المشاهدين يبكون عاليا. لكنّ الخطوط العريضة للفيلم الوثائقي لا تتعلق بمرض ديون بقدر ما تتعلق بحبها لعائلتها وأصدقائها وموسيقاها. ويتّضح أنها تتألم بسبب خسارة صوتها الذي كانت تتمتع به من قبل، لكنّ فرحتها في الحياة وروح الدعابة المستمرة لديها تبرزان في الفيلم.

ويبدأ عرض الفيلم الوثائقي عن ديون التي باعت أكثر من 250 مليون ألبوم طوال مسيرتها المهنية الممتدة لعقود، في الخامس والعشرين من يونيو الجاري عبر منصة “برايم فيديو”. وفي وقت سابق من هذا العام، ظهرت ديون بشكل مفاجئ خلال حفلة توزيع جوائز غرامي، إذ قدّمت جائزة ألبوم العام لتايلور سويفت.

ونادرا ما تسجّل ظهورا علنيا منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبّس. وفي حديثها داخل صالة في مانهاتن كانت تعجّ بالحاضرين قبل عرض الفيلم، شبّهت ديون نفسها بشجرة تفاح. واستخدمت ديون الاستعارة في الفيلم، قائلة إنها لطالما شعرت بأنّ عليها إنتاج فاكهة لامعة لمحبّيها الذين كانوا على استعداد لدفع مبالغ كبيرة والانتظار في طوابير طويلة لحضور حفلاتها.

وأظهرت ديون تأثّرا وأجهشت بالبكاء عندما تطرّقت إلى تعليق من أحد محبّيها قال لها في رسالة “نحن لسنا هنا من أجل التفاح، نحن هنا من أجل الشجرة”. وقالت وسط تصفيق حار “هذا الفيلم هو رسالة حبي لكل واحد منكم.. آمل أن أراكم جميعا مجددا في وقت قريب جدا”.

14