تزكيات ومناشدات تستعجل ترشح تبون لعهدة رئاسية ثانية

حملة دعائية مكثفة من أحزاب الموالاة لإضفاء مظهر ديمقراطي على الانتخابات.
الجمعة 2024/06/14
الدعاية تسبق تبون للانتخابات الرئاسية

الجزائر- قال أمين عام جبهة التحرير الوطني عبد الكريم بن مبارك خلال افتتاح اجتماع الدورة الثالثة للجنة المركزية للحزب إنه يلتمس باسم الحضور واعتبارا للحصيلة الايجابية المحققة وعلى أكثر من صعيد، من رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون الترشح لعهدة ثانية، في إعلان يضاف إلى مواقف باقي الأحزاب الموالية للسلطة التي أخذت على عاتقها حشد أنصارها لهذه الغاية.

وبرر بن مبارك دعمه للرئيس عبد بأنه "تقديرًا للإنجازات الهامة التي حققتها الجزائر تحت قيادته واستكمالا لمسيرة الإصلاح والتنمية"، وتابع أن ما يؤهل الرئيس للمواصلة تكمن في إنجازاته المشهودة وتثبيت أركان الدولة ومؤسساتها في وقت وجيز وعدم إهداره الوقت في تصفية الحسابات. وأضاف ”ندعم الرئيس تبون من أجل مصلحة الجزائر فالرئيس تبون الأنسب للمرحلة المقبلة وألتمس منه الترشح لعهدة ثانية”.
وأوضح بن مبارك أن دعم الأفلان لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يتجاوز مفهوم الولاء والمساندة إلى التزام الوعد الذي قطعه مناضلي الحزب على أنفسهم أنهم “لن يبدلوا تبديلا عن إيمان وقناعة”، على حد قوله. وذكر أن حزبه سيكون رقما مهما في الاستحقاق القادم، ذلك أن جبهة التحرير الوطني “كانت ومازالت القوة الوطنية الأقوى في البلاد وذلك بسبب احتضانها لقيم الثورة التحريرية”.

ويرى متابعون أن موقف بن مبارك ليس غريبا خصوصا أن حزبه معروف بتوجهه المساند للسلطة وانسجام مصالحه معها، غير أن شعبيته وانتشاره في مختلف أنحاء البلاد يكسبه أهمية. أن الرئيس تبون يحشد مناصريه والأحزاب السياسية قبل إعلان ترشحه الرسمي في دعاية مكرسة لإظهار أنه قراره يأتي استجابة للمطالب الشعبية والسياسية، في حين أن كل التحركات تشير إلى أنه سيفوز بولاية ثانية في سيناريو مكرر، وأن المرشحين المنافسين ليسوا إلا لزوم إضفاء مظهر ديمقراطي للانتخابات.

وحزب جبهة التحرير الوطني، ثاني تشكيل سياسي يعلن رسميًا عبر مؤسساته دعم تبون بعد حزب حركة البناء الوطني، الذي يقوده عبد القادر بن قرينة.

واتسعت قائمة المرشحين لسباق الرئاسة في الجزائر إلى خمسة مترشحين مع إعلان سيدة الأعمال ورئيسة الكونفدرالية العامة للمؤسسات سعيدة نغزة رسميا ترشحها، بينما يتوقع أن يعلن تبون ترشحه رسميا لولاية رئاسية ثانية على ضوء حملة دعائية مبكرة ومناشدات من أحزاب الموالاة الممثلة في جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة البناء الوطني وجبهة المستقبل.

ودعا بن مبارك مناضلي حزبه لأن يكونوا صفا واحدا في معركة الرئاسيات، مبرزا أن الجزائر تعرضت إلى مناورات وحملات عدائية تهدف إلى ضرب استقرارها ووحدتها، وهي الدعاية الأساسية التي تبرر بها السلطة سياساتها الداخلية والخارجية تحت عنوان أن البلاد مستهدفة.

وحول ائتلاف تحالف الأغلبية الذي تشكل مؤخرا لدعم مرشح الإجماع، قال الأمين العام إن حزب جبهة التحرير الوطني منفتح على كل المبادرات في سبيل تثمين المكاسب المحققة، مؤكدا أن “التحالف لم يتأسس من أجل إقصاء أي مكون سياسي آخر”.

وإلى غاية يوم 11 جزيران/جوان الجاري، سحب 14 راغبًا في الترشح لرئاسيات السابع من أيلول/سبتمبر المقبل استمارات اكتتاب التوقيعات، وفق ما كشف عنه رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي.
وأوضح شرفي في تصريحات للإذاعة الجزائرية أن العدد الإجمالي للهيئة الوطنية الناخبة بلغ 24 مليون ناخب من بينهم مليون ناخب من الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج.

وخارج التصريحات السياسية، تتركز مظاهر الانتخابات الرئاسية الجزائرية حاليا في البلديات، حيث بدأت عمليات التصديق على استمارات المرشحين ومراجعة القوائم الانتخابية.

وكانت مسألة الاطلاع على القوائم الانتخابية في السابق مصدر توتر دائم بين أحزاب المعارضة والجهات المشرفة على الانتخابات، حيث كانت الانتقادات تشير إلى عدم القدرة على تفحص القائمة والمخاوف من تضخيم أعداد الناخبين.

وبخصوص إدارة العملية الانتخابية، ذكر شرفي أن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات قررت في المرحلة الراهنة الذهاب إلى الإشراف التشاركي في العملية الانتخابية المقبلة، وذلك من خلال إشراك الأحزاب السياسية وممثلين عن المترشحين وممثلين عن المجتمع المدني، لضمان الإشراف الجيد على الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مشيرا إلى أن الديمقراطية التشاركية هي السبيل الأمثل لإثبات مصداقية المسارات الانتخابية.