السوداني يدافع عن الحشد في تجاهل للانتقادات الأميركية

بغداد - شدد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني على ضرورة حفظ جهوزية الحشد الشعبي وقدراته متهما بعض الأطراف بالسعي الى استخدام اسم التنظيم لتنفيذ ما يخرج عن مهامه الرسمية الأمنية والعسكرية في البلاد فيما يأتي ذلك بعد اتهامات من قبل واشنطن للحشد باستهداف المصالح والقوات الأميركية.
وشدد في كلمة ألقاها خلال الحفل المقام في العاصمة بغداد، بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحشد الشعبي وصدور فتوى الجهاد الكفائي من المرجع الديني اية الله علي السيستاني الجمعة انه "رغم سعي بعض الأطراف إلى استخدام اسم الحشد لتنفيذ ما يخرج عن مهامّه، إلّا أنه مازال حشد الأمّة وحشد الشعب، ولن ينحرف عن مساره ودوره التاريخي".
وتابع "لبينا طموحات المواطنين في حكومة تخدمهم، وتتخطى التحديات، وتحارب الفساد وتحفظ المال العام" مضيفا "قدمنا في برنامجنا الحكومي مسألة دعم قواتنا المسلحة بصنوفها كافة، ومن ضمنها الحشد الشعبي".
وواصل السوداني الثناء على الحشد متجاهلا الانتقادات الداخلية والخارجية لهذا التنظيم قائلا "ما سطره الحشد في انتصاراته، إلى جانب صنوف قواتنا المسلحة الأخرى، سيبقى مفخرة في قراءة الستراتيجيات العسكرية.
وقال "نؤمن بأهمية هذا التنظيم الوطني، ولا مجال للمزايدة على القضايا المبدئية التي يتبناها شعبنا بكل مؤسساته الرسمية وقواه الوطنية. مضيفا "نستهدف حفظ جهوزية الحشد وتنمية قدراته، واستكملنا أسباب الدعم، وتهيئة المعسكرات المهنية المتواجدة خارج المدن".
وأضاف "شكّل الحشد الشعبي رابطة تزيد من قوة نسيجنا الاجتماعي وترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية."
وتابع " قدمنا قانون الخدمة والتقاعد لمجاهدي الحشد الشعبي، إيفاءً بالوعد الذي قطعته هذه الحكومة، وعرفاناً وتكريماً لمجاهديه، ورعاية لعوائل الشهداء مضيفا "مجاهدو الحشد يؤدون واجباتهم ومهامّهم تحت راية العراق، وفي ظل القانون والدستور".
ويرى مراقبون ان تصريح السوداني المؤيدة للحشد والتي تتجاهل دوره السلبي في تأجيج التوتر في البلاد خلال السنوات الماضية سيثير ارتياح الحليف الإيراني لكنه سيجلب غضب الولايات المتحدة التي تعرضت قواعدها في البلاد لهجمات من فصائل تنتمي للحشد.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر قد أحرج بغداد بالقول الأسبوع الحالي إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن قوات الحشد لن تطيع أوامر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بصفته القائد العام للقوات المسلح وذلك بعد هجمات طالت المطاعم والشركات الأميركية على خلفية الحرب في غزة.
ورفضت الخارجية العراقية تلك الاتهامات التي طالت الحشد الشعبي مشيرة إلى أن منفذي تلك الهجمات "خارجون عن القانون".
ومنذ أواخر شهر مايو الماضي تعرضت مطاعم وشركات تحمل علامات تجارية أميركية لهجمات واعتداءات كان آخرها مساء الاثنين الماضي حيث هاجم أشخاص مطاعم في منطقة شارع فلسطين وسط بغداد، وكانت قد سبقتها هجمات على مطاعم وشركات في مناطق متفرقة من العاصمة.
وذكرت مصادر مطلعة أن قسمًا كبيرًا من هؤلاء ينتمون للأجهزة الأمنية، في إشارة إلى أفراد "الحشد الشعبي" باعتباره، وفق القانون جزءًا من تلك الأجهزة.
كما أكد مسؤولان من المليشيات المدعومة من إيران في العراق لوكالة أسوشيتد برس، أن المهاجمين كانوا من أنصارهم، وأن هدفهم هو الترويج لمقاطعة العلامات التجارية الأميركية وردع وجودهم في البلاد.
وتراقب السفارة الأميركية في بغداد التقارير المتعلقة بالهجمات والتهديدات على الشركات والمؤسسات التي يُنظر إليها على أنها تابعة للولايات المتحدة.
وتشكل الحشد الشعبي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" حيث ساند القوات الأمنية والعسكرية العراقية وقوات التحالف الدولي في القضاء على التنظيم المتشدد في 2017.