حماس تطيل أمد المفاوضات متجاهلة معاناة سكان غزة

غزيون لقادة الحركة: هل جربتم أن تعيشوا يوما حياتنا الحالية.
الجمعة 2024/06/14
هل تسهم حماس في إنهاء المعاناة؟

غزة – تحرص حركة حماس على المناورة وتمديد المفاوضات إلى أطول مدة ممكنة حتى لا تبدو كأنها تستجيب لضغوط الوسطاء العرب أو ضغوط الولايات المتحدة، دون أن تحسب حسابا للأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان غزة بسبب الحرب، في حين بدأت أصوات كثيرة تنتقد الحركة وتطالبها بإنهاء الحرب ووقف معاناة الغزيين.

يقول أحد السكان، يدعى أبوإياد، “هذا استهزاء بنا وبوجعنا وبالدمار الذي تعرضت له حياتنا”.

ويرى أبوإياد أن قادة حماس يتمسكون بالسلطة و”يعز عليهم ترك الكرسي”. ووجه إليهم خطابه قائلا “أنتم كقادة في الخارج نائمون براحة، تأكلون وتشربون كيفما تريدون، لا يهمكم شيء هنا”. ويسألهم “هل جربتم أن تعيشوا يوما حياتنا الحالية؟”.

وتلكأت حماس عدة أيام في الرد على مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن التي تشمل وقف المعارك وتسريح المحتجزين وزيادة المساعدات المقدمة إلى القطاع. ولم تكن للحركة انتقادات واضحة للمبادرة، ولكن تأجيل الرد كان الهدف منه الإيحاء بأن الحركة في موقف قوة، وأنها هي من تحدد متى تتوقف المعارك ويبدأ تنفيذ بنود الاتفاق.

الكثير من الفلسطينيين يشعرون بأن حماس تفكر في ما ستكسبه من المفاوضات أكثر مما تفكر في سُبل إنهاء معاناتهم

وقال قيادي من حماس لرويترز الخميس “ليس هناك تعديلات كبيرة (في مبادرة بايدن) تستوجب الاعتراض عليها”، باستثناء ما تعلق بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتضمين بعض الأسماء من ذوي الأحكام العالية من الأسرى الفلسطينيين.

ويشعر الكثير من الفلسطينيين بأن حماس تفكر في ما ستكسبه من المفاوضات أكثر مما تفكر في سُبل إنهاء معاناتهم من الحرب، ولولا ذلك لقبلت بالحد الأدنى من أجل إنقاذ الأرواح.

وتقول أم علاء (67 عاما) إن قيادة حماس غير معنية بإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، ولو كانت معنية بها لـ”وافقت وقبلت بالورقة (المبادرة) دون تردد”.

وأضافت “حماس ساقت الشعب إلى حرب إبادة لم نكن نتخيل أن نعيش فصولها أبدا”، مشيرة إلى أن مماطلة حماس تعني في النهاية “التنازل أكثر”.

وتخوض كل من قطر ومصر والولايات المتحدة منذ أشهر وساطة في المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس حول تفاصيل اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان الخميس إن الرئيس الأميركي سيحث زعماء مجموعة السبع على دعم مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتشجيع حماس على قبول الاقتراح الذي تدعمه إسرائيل.

وقال سوليفان إن حماس قدمت تعديلات على المقترح، بعضها طفيف يمكن العمل عليه وبعضها الآخر لا يتماشى مع ما طرحه بايدن أو مع القرار الذي تبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وأردف “هدفنا هو أن نعرف كيفية سد الفجوات المتبقية والتوصل إلى اتفاق”، مضيفا أن المناقشات ستستمر مع قطر ومصر اللتين ستعملان بدورهما مع حماس على التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن.

uu

وأكد سوليفان على أن إسرائيل تدعم اقتراح وقف إطلاق النار الذي أعلنه بايدن في خطاب يوم 31 مايو، مضيفا أنه لم يسمع أي زعيم إسرائيلي يرفض الاتفاق.

ويتساءل أبوشاكر (35 عاما)، وهو أحد سكان القطاع، “هي (حماس) لا ترى أننا تعبنا ومتنا ودُمرنا ومآسينا لا تعد ولا تحصى. ماذا تنتظر؟ ما الذي تراهن عليه؟”. ويضيف “يجب أن تنتهي الحرب بأي ثمن، لا نستطيع التحمل أكثر”.

وأجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية استطلاعا للرأي شمل 1570 شخصا، منهم 760 شخصا من الضفة الغربية المحتلة مقابل 750 شخصا من قطاع غزة.

وأظهر الاستطلاع أن حماس هي القوة السياسية الأكثر شعبية إذ اختارها 40 في المئة من المستطلعة آراؤهم، تليها حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنسبة 20 في المئة فقط.

تأجيل الرد كان الهدف منه الإيحاء بأن الحركة في موقف قوة، وأنها هي من تحدد متى تتوقف المعارك ويبدأ تنفيذ بنود الاتفاق

وبحسب الاستطلاع فإن 57 في المئة من المستطلعة آراؤهم يؤيدون قرار حماس شن الهجوم، وهذه النسبة تمثل تراجعا مقارنة بالاستطلاع الذي أجري قبل ثلاثة أشهر وبلغت فيه نسبة المؤيدين لشن الهجوم 71 في المئة.

وكانت حركة حماس أعلنت في مطلع مايو قبولها باتفاق لوقف إطلاق النار، وهو قرار أدخل السرور على قلوب سكان قطاع غزة الذين خرجوا للاحتفال.

وبحسب الاستطلاع فإن ثلثي المستطلعة آراؤهم أيدوا قرار حماس آنذاك وتوقعوا وقفا لإطلاق النار في غضون أيام.

ويبدو هذا ما تطمح إليه أم شادي أيضا التي تدعو حركة حماس إلى إنهاء الحرب قائلة “يجب أن تنهي (حماس) الحرب فورا من دون سعيها إلى السيطرة وحكم غزة بعد الحرب”.

وتتساءل بدورها “ماذا استفدنا من هذه الحرب غير القتل والدمار والإبادة والتجويع؛ كلما ازداد عمر الحرب ازدادت أوجاعنا وأوجاع الناس”.

وقال سكان في قطاع غزة الخميس إن دبابات إسرائيلية توغلت أكثر في المنطقة الغربية لمدينة رفح خلال واحدة من أسوأ الليالي وسط قصف جوي وبري وبحري، ما أجبر الكثير من الأسر على الفرار من منازلها وخيامها في الظلام.

pp

وذكر السكان أن القوات الإسرائيلية توغلت باتجاه منطقة المواصي القريبة من ساحل البحر والتي تصنف على أنها منطقة إنسانية في جميع التوجيهات والخرائط التي نشرها الجيش الإسرائيلي منذ أن بدأ هجومه العسكري على رفح في مايو.

وتقول إسرائيل إن العملية في رفح تهدف إلى القضاء على آخر الكتائب المسلحة التابعة لحركة حماس، والمدينة كانت تؤوي أكثر من مليون شخص قبل بدء التوسيع الأحدث للعمليات العسكرية. وانتقل معظم هؤلاء النازحين شمالا باتجاه خان يونس ودير البلح وسط قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه يواصل “العمليات محددة الأهداف المستندة إلى المعلومات الاستخبارية” في رفح، مضيفا أن القوات عثرت الأربعاء على أسلحة وقتلت مسلحين فلسطينيين في اشتباكات من مسافة قريبة.

وتابع أن طائرات سلاح الجو قصفت في اليوم ذاته “ودمرت 45 هدفا إرهابيا في أنحاء قطاع غزة، من بينها مبان عسكرية وخلايا مخربين مسلحة ومنصات صاروخية وفتحات أنفاق”.

1