أيرباص قلقة من ارتدادات تفاقم التوترات التجارية العالمية

المفوضية الأوروبية تفرض رسوما إضافية على صناعة الطائرات.
الجمعة 2024/06/14
لوائح تنظيمية لا تشجع عمليات الاندماج

باريس - سلطت شركة أيرباص لصناعة الطائرات الأوروبية الضوء على تأثير التوترات التجارية العالمية المتزايدة بعد أن حذت أوروبا حذو الولايات المتحدة في زيادة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية.

وردا على قرار المفوضية الأوروبية بفرض رسوم إضافية تصل إلى 38.1 في المئة، لم يعلق متحدث باسم أكبر مصنع للطائرات في العالم بشكل مباشر على هذه الخطوة، لكنه قال إن “التوترات التجارية تمثل تحديًا للشركات العالمية”.

وقال المتحدث في بيان عبر البريد الإلكتروني أرسله إلى رويترز، لم تظهر هويته، “نرى توترات متزايدة بشأن التجارة في جميع أنحاء العالم وهذه تختبر مرونة الشركات العالمية مثل أيرباص”.

وأضاف “نحن نبيع للزبائن على مستوى العالم. التعريفات التجارية تزيد من التعقيد والتكاليف لسلسلة التوريد لدينا ولزبائننا”.

ويُنظر إلى نشاط شركات الطيران على نطاق واسع باعتباره اختبارًا حقيقيًا لثقة الشركات أو المستهلكين، فضلاً عن التجارة.

نرى توترات متزايدة وهذه تختبر مرونة الشركات العالمية مثل أيرباص
نرى توترات متزايدة وهذه تختبر مرونة الشركات العالمية مثل أيرباص

وتتسم هذه الصناعة بتكاليف ثابتة عالية ولوائح تنظيمية لا تشجع معظم عمليات الاندماج عبر الحدود، مما يعني أنها تظل مجزأة.

وأدت الجائحة العالمية إلى سقوط قطاع الطيران في خسائر فادحة مع توقف الأساطيل وخسارة الآلاف من الوظائف. وقدّر الاتحاد الدولي للنقل الجوي تلك الخسائر بحوالي 183 مليار دولار بين عامي 2020 و2022.

وتستعدّ شركات الطيران لنقل ما يزيد عن خمسة مليارات مسافر في العالم هذه السنة، متجاوزة العدد القياسي المحقق لعام 2019 قبيل تفشي الجائحة، على أن تلامس العائدات تريليون دولار، بحسب ما أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا).

ويتوقع اتحاد أياتا، الذي عقد جمعيته العمومية في دبي الأسبوع الماضي، تحقيق مكاسب مالية عالمية صافية في العام الحالي قدرها 30.5 مليار دولار، في زيادة ملحوظة عن توقعاته السابقة المقدرة بنحو 25.7 مليار دولار.

والسبب في ذلك هو أن إجمالي النفقات المتوقعة يصل إلى مستوى قياسي هذا العام أيضا، حيث سيرتفع بنسبة 9.4 في المئة ليصل إلى 936 مليار دولار.

وذكرت رويترز في أبريل أن أيرباص تجري في الآونة الأخيرة محادثات مع الصين بشأن طلبية طائرات كبيرة محتملة.

وفي حديثهما قبل إعلان الاتحاد الأوروبي، قال شخصان مطلعان على الأمر إن الجانبين كانا يستكشفان صفقة تاريخية محتملة لما يصل إلى 600 أو 750 طائرة.

لكن المحللين يشيرون إلى أن طلبات الطائرات بالجملة من وكالة الشراء الحكومية الصينية تميل إلى تضمين مزيج من الأعمال الجديدة والإعلانات المتكررة، وأن توقيت مثل هذه الإعلانات يعكس مد العلاقات التجارية وجزرها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في وقت سابق إن “الإجراء الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي سيضر بالتعاون الاقتصادي بين الصين والاتحاد الأوروبي”.

وقال مصدر ثالث بالصناعة، لرويترز تحدث بعد إعلان الاتحاد الأوروبي، إن “البيع الوشيك للصين يبدو طموحًا بشكل متزايد وسط الخلاف التجاري وعدم اليقين السياسي في أوروبا”.

وذكر وكالة بلومبيرغ الأسبوع الماضي أن أيرباص تتفاوض على صفقة بيع كبيرة لطائرات أي 330 نيو إلى الصين مع اكتساب المحادثات زخماً منذ لقاء الرئيس الصيني شي جينبينغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي.

وتسعى أكبر شركات الطيران الصينية إلى شراء أكثر من 100 طائرة. ولا تزال الشروط قيد المناقشة والتوقيت غير مؤكد.

وتؤكد المفاوضات على التناقض الكبير بين أيرباص ومنافستها الأميركية بوينغ عندما يتعلق الأمر بممارسة الأعمال التجارية في سوق الطيران الحيوي في الصين مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الدولة الآسيوية والولايات المتحدة.

أيرباص تتفاوض على صفقة بيع كبيرة لطائرات أي 330 نيو إلى الصين مع اكتساب المحادثات زخماً منذ لقاء الرئيس الصيني شي جينبينغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون

وتاريخيا، قامت الصين بتقسيم احتياجاتها من الواردات بين أيرباص وبوينغ، لكن الطلبيات الصينية على طائرات الشركة الأميركية كانت نادرة في السنوات الأخيرة، وهي فترة تزامنت مع الاضطرابات في العلاقات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

وأوقفت بكين مجددا وارداتها من بوينغ بعد أشهر فقط من استئنافها بعد توقف دام خمس سنوات، حيث يراجع المنظمون تصميم مسجل صوت قمرة القيادة الذي وافق عليه نظراؤهم في الولايات المتحدة وأوروبا.

في المقابل، تستفيد أيرباص من استثماراتها المحلية في أكبر اقتصاد في آسيا، بما في ذلك مصنع يبني طائرات أي 320 نيو ومصنع آخر يقوم بتركيب التصميمات الداخلية في أي 330، حيث كان من بين المصانع الرئيسية التي استفادت من تواصل شي الأخير مع القادة الأوروبيين.

ولدى أيرباص في الوقت الحالي 165 طلبية غير مكتملة لطائرة أي 330 نيو، التي ظهرت لأول مرة تجارياً في عام 2018.

وواجه هذا الطراز صعوبات كبيرة للفوز باتفاقيات شراء جديدة في سوق مليئة بالإصدارات المستعملة مخفضة الأسعار والمتاحة بسهولة، وفقا لجورج فيرغسون، المحلل في بلومبيرغ أنتليجنس.

وقال إن “هذا يعني أن شركة صناعة الطائرات الأوروبية قد تكون أكثر انفتاحاً على تقديم أسعار أفضل وشروط أخرى لتعزيز سجل طلباتها في وقت تخطط فيه لزيادة إنتاج أي 330”.

11