رد حماس على خطة بايدن يضع الوسطاء في موقف محرج

الدوحة - وضع رد حركة حماس على خطة الرئيس الأميركي جو بايدن والذي تضمن “بعض التعديلات يصعب تنفيذها” الوسطاء ولاسيما الجانب القطري في موقف محرج.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء إن حركة حماس اقترحت إدخال عدد من التعديلات، بعضها غير قابل للتنفيذ، لكن الوسطاء مصممون على سد الفجوات.
والمقترح الذي وضعه الرئيس بايدن به تصور لتطبيق هدنة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة على مراحل مقابل الإفراج عن فلسطينيين سجناء في إسرائيل ويؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء الحرب، لكن من دون أن يتضمن التزاما إسرائيليا بذلك.
وفي مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في الدوحة، قال بلينكن إن بعض مقترحات حماس تهدف إلى تعديل شروط كانت قد وافقت عليها في محادثات سابقة.
ويحاول مفاوضون من الولايات المتحدة وقطر ومصر منذ أشهر التوسط في وقف لإطلاق النار في الصراع وتحرير الرهائن الذين يُعتقد أن أكثر من 100 منهم لا يزالون محتجزين في غزة. وأدى الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير القطاع.
واقترحت حماس في وقت متأخر من الثلاثاء تعديلات تشمل جدولا زمنيا لوقف إطلاق النار والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
وأوضح مصدران مصريان أن حماس أيضا تريد ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بشأن خطة وقف إطلاق النار.
وقال بلينكن “كان بإمكان حماس أن تجيب بكلمة واحدة هي ‘نعم'”. وأضاف “بدلا من ذلك، انتظرت الحركة قرابة أسبوعين ثم اقترحت المزيد من التغييرات، ويتجاوز عدد منها مواقف كانت قد اتخذتها في وقت سابق ووافقت عليها”.
وأضاف أن الولايات المتحدة راجعت الاقتراحات التي قدمتها حماس، مضيفا أن “بعض التغييرات قابلة للتنفيذ، والبعض الآخر ليس كذلك”.
وتابع “لذا يتعين علينا أن نرى على وجه السرعة خلال الأيام المقبلة ما إذا كان من الممكن سد هذه الفجوات”.
لكنه اعتبر أن المسؤولية تقع على عاتق حماس، واصفا بقية العالم بأنه متحد في السعي لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر.
وأردف بلينكن “نحن مصممون على محاولة سد الفجوات. وأعتقد أن هذه الفجوات قابلة للسد. هذا لا يعني أنه سيتم جسر هذه الفجوات، لأنه في نهاية المطاف على حماس أن تقرر”، مضيفا أنه “كلما طال أمد ذلك، زاد عدد الأشخاص الذين سيعانون، وقد حان الوقت لوقف المساومات”.
وتحدثت الولايات المتحدة مرارا عن موافقة إسرائيل على مقترحها، لكن إسرائيل لم تعلن عن ذلك بشكل صريح أو ضمني.
مفاوضون من الولايات المتحدة وقطر ومصر يحاولون التوسط في وقف لإطلاق النار في الصراع وتحرير الرهائن الذين يُعتقد أن أكثر من 100 منهم لا يزالون محتجزين في غزة
وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس إن رد الحركة الرسمي على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي يوم الحادي والثلاثين من مايو “يتسم بالمسؤولية والجدية والإيجابية ويفتح الطريق واسعا للتوصل إلى اتفاق”.
ويرى متابعون أن الرد الحمساوي سيضع خصوصا قطر التي تحتضن المكتب السياسي للحركة في موقف صعب، لاسيما وأن تل أبيب لطالما اتهمت الدوحة بعدم الضغط كفاية على الحركة من أجل عقد صفقة.
وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري خلال المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الأميركي أن هناك دعوة حازمة لإنهاء الحرب في غزة.
واعتبر أن المقترح الحالي لوقف إطلاق النار هو الطريقة المثلى لسد الفجوات بين حركة حماس وإسرائيل.
وأضاف رئيس الوزراء القطري “نشهد تحولا في هذا الصراع في الفترة الماضية وهناك دعوة واضحة وحازمة لإنهاء الحرب”.
وعند سؤاله عن التزام إسرائيل وحماس بالمقترح الحالي، ذكر أنه يتعين الضغط على كلا الطرفين من أجل التوصل إلى اتفاق.