كي إف سي والضحك على العقول

باسم المقاومة ومحورها، شباب الميليشيات والأحزاب العراقية التي تتبع الخارج يضربون بالأمن والاستقرار في البلاد (العراق) عرض الحائط. وباسم المقاومة، يهددون التجار والناس والإعلاميين والصحافيين والسياسيين وكل من ينتقدهم، ويسرقون وينهبون ويعربدون. وباسم المقاومة، يعلنون طائفيتهم ويحاولون أن يبثوا الكراهية والعنصرية في المجتمع. وباسم المقاومة، يريدون أن يضحكوا على العقول ليصدقهم الشعب بأنهم أطهر وأنقى وأشرف وأذكى فئة أو طائفة أو جماعة في العراق.

لا يحق لأحد أن يعارضهم ويسألهم: ولكن من منحكم الصلاحية لأن تعلنوا أنفسكم المتحدثين باسم أي مذهب أو طائفة أو دين أو قومية أو مقاومة؟ وماذا تمتلكون أنتم من أدوات ووسائل وعلوم وأسلحة وشعبية وشرعية لكي تتصرفوا كما تشتهون وتعلنوا من هو الوطني ومن لا، ومن هو الشريف ومن لا، ومن هو الخائن والعميل ومن لا؟ وثم، لعبتكم مكشوفة، تتبعون جهات ودولا خارجية، وتأخذون أوامركم منها، وعلى أرض العراق تنفذون سياساتها وتحققون مصالحها. فلماذا تريدون أن يصدقكم الشعب وأنتم تريدون سوقه إلى الجحيم؟ فإذا كنتم أذكياء وشرفاء وشجعان ووطنيين فعلا، ابدأوا ببناء ونهضة بلدكم.. وهذا أصلح لكم ولمستقبلكم ووطنكم.

فأنتم، هل لديكم مدارس محترمة وجامعات ومعاهد علمية هي الأولى في العالم، ومراكز دراسات وأبحاث وتخطيط مثل أميركا؟ لا. هل لديكم صناعة الآليات الزراعية المتطورة والمواد الكيمياوية الزراعية والأمن الزراعي والمائي مثل أميركا؟ لا. هل لديكم صناعة وتكنولوجيات صناعية متطورة مثل أميركا؟ لا. هل لديكم شركات صناعة الأدوية العملاقة ومستشفيات ومختبرات طبية متطورة مثل أميركا؟ لا. هل لديهم صناعة طائرات متطورة ومطارات عملاقة مثل أميركا؟ لا. هل لديكم سياحة وأماكن وحدائق ترفيهية ومدن ألعاب عملاقة مثل أميركا؟ لا. هل لديكم دور نشر ومؤسسات إعلامية عملاقة مثل أميركا؟ لا. هل لديكم اقتصاد متطور، غير ريعي، مثل أميركا؟ لا. هل لديكم شركات أفلام عملاقة تنتج أفلاما ومسلسلات يشاهدها العالم أجمع، وتنشرون قيمكم وأفكاركم وتاريخكم عبرها، مثل أميركا؟ لا. هل لديكم سيادة مطلقة على وطنكم ولا تقبلون بالولاءات الخارجية كما يفعل الوطنيون في

كل بلدان العالم، ولأي دولة كانت، مثل الأميركيين؟ لا. هل لديكم الأسلحة النووية وجيش متطور وأحدث أنواع الصواريخ الباليستية وحاملات الطائرات العملاقة مثل أميركا؟ لا. هل لديكم قواعد عسكرية في الكثير من دول العالم وهي جاهزة لتحقيق مصالح دولتكم الجيوسياسية مثل أميركا؟ لا. هل لديكم سلطة على المنظمات الدولية ولا تقبلون بأن تُخرج هذه قرارات لا تخدم مصالح دولتكم الإستراتيجية مثل أميركا؟ لا.

لماذا إذا تريدون بيع الأوهام والأحلام الخيالية للشعب العراقي؟ فهو يعرف حقيقتكم، ومن أنتم ومن تتبعون، ولن تستطيعوا أن تضحكوا عليه ببساطة.