الدعم السريع تفرج عن 739 من أسرى الجيش والشرطة لحمايتهم من التصفية

قوات الدعم السريع تتهم الجيش السوداني برفض تسلم أسراه وبعرقلة الجهود الانسانية.
الأحد 2024/06/09
الجيش السوداني يقطع الطريق على أي تسوية تحق دماء السودانيين

الخرطوم - تجاوبت قوات الدعم السريع مع مبادرة الشيخ إدريس أبوقرون أحد رجالات الطرق الصوفية، بإطلاق سراح مئات الأسرى من قوات الشرطة والجيش السوداني كانوا محتجزين لديها منذ اندلاع الصراع المسلح في ابريل من العام الماضي.

ويعكس هذا التجاوب، حسن نية الدعم السريع التي أكدت قيادتها في أكثر من مناسبة حرصها على حلحلة الأزمة وإنهاء الحرب حقنا للدماء، لكنها اشترطت عودة الجيش لثكناته وتشكيل حكومة مدنية. كما انخرطت في عدة مبادرات من بينها مفاوضات جدة التي اطلقتها السعودية بدعم ومشاركة أميركية.

وتمت المبادرة الأخيرة من جانب واحد ودون مفاوضات مع الجيش السوداني في خطوة تؤكد أن الدعم السريع تجنح للسلم وتحرص على حقن الدماء رغم ما تواجهه من اتهامات بارتكاب انتهاكات وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية، وهي اتهامات سبق ونفت صحتها.

وبحسب بيان القوات التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بـ'حميدتي' والذي كان قبل الحرب نائبا لرئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، شملت المبادرة إطلاق سراح    537 من ضباط ومنتسبي الشرطة السودانية و202 من الجيش بمناسبة شهر ذي الحجة وعيد الأضحى.

وأوضحت الدعم السريع في بيانها أن الهدف أيضا من هذه الخطوة هو الحفاظ على أرواح موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأسرى الذين باتوا هدفا للجيش، في إشارة إلى حوادث سابقة قتل فيها أسرى من القوات السودانية في قصف استهدف مقرات احتجازهم.

ورفض الجيش السوداني استلام أسراه، بحسب قوات الدعم السريع التي ذكّرت بأنه قام في يونيو من العام الماضي بقتل عدد من المحتجزين من كبار الضباط بقصف مقر احتجازهم في واقعة لم تكن هي الأولى.

وقالت "بدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الإجراءات بين الطرفين لإتمام عملية الإفراج، لكن الجيش أخذ يماطل ويضع العراقيل أمام عملية التسليم والتسلم".

وتابعت "نحن في قوات الدعم السريع، ندرك تماماً أن الجيش يرفض استلام أي أسير، وهناك عدد من الشواهد، أبرزها، قيام الجيش في يونيو 2023 بقصف أحد المقار التابعة له، والذي كان يوجد فيه عدد من أسراه من كبار الضباط، مما أدى إلى مقتل وجرح 26 منهم".

وأشارت كذلك إلى أن الجيش عرقل في ديسمبر 2023 إخلاء مدنيين، بينهم أجانب، كانوا متواجدين بكنيسة القديسة مريم في منطقة الشجرة بالخرطوم، عبر استهداف قافلة تشرف عليها اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقتل في القصف شخصان، بينما أصيب 7 آخرون بينهم 3 من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وجاء في البيان أيضا أن "قوات الدعم السريع تواصل تقديم المبادرات الإنسانية انطلاقا من القيم التي تؤمن بها والتزاماً بقواعد القانون الدولي الإنساني وأعراف وتقاليد الشعب السوداني".

وأوضحت "اقترحنا رسميا على اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بأن تقوم قوات الدعم السريع بعملية إطلاق سراح الأسرى من منتسبي الجيش والشرطة بصورة منفردة وذلك حفاظاً على أرواح موظفي اللجنة الدولية، وعلى أرواح الأسرى الذين باتوا هدفا للجيش، واستلمنا ردا مكتوبا على خطابنا بتاريخ 4 يونيو الجاري، ملحقاً بالبروتوكول الخاص بإطلاق سراح الأسرى".

وذكرت كذلك أنه في الوقت الذي تبدي فيه تجاوبا مع المبادرات الانسانية وتطلق سراح الأسرى من الجيش والشرطة السودانية، تستمر قوات البرهان في ارتكاب جرائم بحق المدنيين وتقوم بتصفية أسرى الدعم السريع.

وخلصت  إلى القول "إن أفعال الجيش الإجرامية واللا إنسانية تجاه المواطنين وتجاه حتى منسوبوه، لن تثني قوات الدعم السريع من تقديم المبادرات الإنسانية وتنفيذها ولو منفردة، ونجدد تأكيدنا الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني واحترام المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان".

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع  "على نحو مفاجئ في منتصف ابريل 2023 بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين. وسيطرت قوات الدعم منذ ذلك الحين على العاصمة الخرطوم ومعظم مناطق غرب السودان.

وتسعى حاليا إلى التقدم نحو وسط البلاد، بينما تقول وكالات الأمم المتحدة إن شعب السودان معرض "لخطر مجاعة وشيك".

ونشطت تحركات أممية وإقليمية لإنعاش المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لإنهاء الحرب في البلاد بعد نحو ستة شهور من آخر جولة بينهما في مدينة جدة السعودية.

وتزايدت الدعوات الأممية والدولية إلى تجنيب البلاد كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية بالبلاد من أصل 18.

وطالبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، بوقف إطلاق نار فوري بالسودان "لمنع المجاعة التي تلوح في الأفق، وأي خسائر فادحة في أرواح الأطفال".