إيران تتحدث عن طلب البحرين استئناف العلاقات الدبلوماسية

المنامة ترسل رسالة مباشرة إلى طهران بعد أن قدمت طلبا في هذا الشأن خلال اللقاء الذي أجراه العاهل البحريني مع الرئيس الروسي.
السبت 2024/06/08
العاهل البحريني يسعى إلى طي صفحة العداء مع إيران

طهران – كشفت وسائل إعلام إيرانية، مساء الجمعة، عن إرسال البحرين طلبا من أجل تطبيع العلاقات مع إيران، وذلك بعد ما يقرب من 8 سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن رئيس الشؤون السياسية في مكتب الرئاسة الإيرانية محمد جمشيدي قوله إن البحرين أرسلت رسالة مباشرة بأنها تريد استئناف العلاقات مع إيران.

وأضاف أن الرسالة البحرينية جاءت على الرغم من أن المنامة "قدمت هذا الطلب في اللقاء الذي أجرته مع مسؤولين في روسيا".

وفي الشهر الماضي، قال العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلاله لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعاصمة موسكو إنه لا يوجد أي خلاف أو مشاكل بين بلاده والحكومة الإيرانية.

وشدد على أنه "لا داعي لتأجيل التقارب مع إيران، بسبب وجود أي خلافات تذكر"، مشيرا إلى أن "الشعب البحريني يحب إيران، ويحب زيارتها، علما أن نسبة كبيرة من المواطنين ينتمون إلى الطائفة الشيعية، ويذهبون بزيارات دينية متكررة إلى إيران". وفق وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.

كما قال الملك حمد بن عيسى خلال زيارة للصين نهاية الشهر الماضي، إن بلاده تعمل على استعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، مضيفا "باعتبارنا دعاة للسلام والتسامح والتعايش الإنساني، فإننا نؤمن بضرورة اعتماد نهج الحوار والدبلوماسية السلمية القائم على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".

ورحب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني حينها بتصريحات العاهل البحريني، وقال "إنها ستكون محل اهتمامنا".

كما شكر كنعاني البحرين على رسائل التعزية بوفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الإيراني الراحل، حسين أمير عبداللهيان إثر حادث تحطم مروحية كانت تقلهما، ومشاركة وزير خارجيتها عبداللطيف بن راشد الزياني في مراسم العزاء في طهران.

وما يدفع البحرين إلى استئناف العلاقات هو رغبتها في أن تنهي التصعيد مع إيران، خاصة أنها كانت جزءا من صراع الرياض مع طهران، وأن تراجع السعوديين عن معاداة إيران وسعيهم إلى الحوار والتهدئة معها وتفرغهم لقضاياهم الداخلية كلها ستترك المنامة معزولة وحدها في صراع غير متكافئ.

ويرى متابعون للشأن الخليجي أن البحرين باتت تشعر بأن العداء بينها وبين إيران ليس في مصلحتها خاصة أن السعودية، التي كانت تتحرك ضمن تحالف معها ضد تصاعد النفوذ الإيراني، قد اختارت وقف التصعيد مع طهران كمدخل لجلب الحوثيين إلى السلام وتأمين الانسحاب من حرب اليمن، التي صار استمرارها مكلفا ويمكن أن يؤثر على مشاريع رؤية 2030 التي يسعى من خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى إخراج المملكة من دائرة الارتهان للنفط.

وفهمت البحرين الرسالة السعودية جيدا، خاصة أن الحوار السعودي - الإيراني لم يشر إلى البحرين، لا من قريب ولا من بعيد. ولم تسع الرياض لتسوية شاملة تشمل المنامة، مثلما حصل في المصالحة مع قطر، حيث يؤاخذ البحرينيون المملكة على أنها اهتمت بالمصالحة الثنائية مع الدوحة من دون الضغط على القطريين لتوسيع المصالحة كي تشمل البحرين.

ووجد البحرينيون أن أقصر الطرق لحل الخلاف مع قطر هو الحوار المباشر معها، وهو المسار نفسه الذي تريد أن تسلكه البحرين الآن مع إيران كخيار براغماتي وواقعي.

ولم ترد إيران على الرسالة البحرينية وربما يكون الأمر مرتبطا بالتطورات الداخلية، لكن الصمت الإيراني يظهر كذلك أن طهران غير متحمسة لمصالحة مع المنامة بشكل عام من دون تحقيق مكاسب من ورائها، على الأقل لفائدة المعارضة الشيعية القوية. وعلى الرغم من أن الجانبين الإيراني والبحريني عقدا عدة اجتماعات رسمية خلال العام الماضي، إلا أن المنامة لم تستأنف بعد علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.

وفي يناير 2016 أعلنت البحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، إثر تهم متكررة لطهران بالتدخل في شؤونها،.

في يناير عام 2016 أعلنت البحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، إثر تهم متكررة لطهران بالتدخل في شؤونها الداخلية، وذلك بعد يوم من اتخاذ السعودية القرار نفسه عقب اقتحام محتجين سفارتها في طهران.

وسبق أن استأنفت السعودية علاقاتها مع إيران بوساطة صينية في 10 مارس 2023، عقب قطيعة استمرت سبع سنوات.

وفي السنوات الأخيرة وصلت العلاقات إلى أدنى مستوياتها خاصة خلال عام 2011، عندما اندلعت الاحتجاجات في البحرين وطلب بعض نشطاء المعارضة الشيعية في البلاد الدعم من المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وقام خامنئي في مناسبات عديدة بتصنيف شعب البحرين مع الفلسطينيين واليمنيين على أنهم مسلمون مضطهدون يستحقون دعم إيران وتدخلها. وهذا الموقف هو ما اعتبرته المنامة دائمًا السبب الأساسي في توتر العلاقة.