ناشطون من القبائل في الجزائر يلتقون أعضاء مجلس اللوردات البريطاني

لندن - التقى فرحات مهني، رئيس “حركة تقرير مصير منطقة القبائل” و”حكومة القبائل المؤقتة في المنفى”، مع مسؤولين حكوميين بريطانيين ونظراء من مجلس اللوردات في لندن.
ويندرج الاجتماع ضمن دبلوماسيته العالمية المستمرة للدفاع عن قضية القبائل على الساحة الدولية والسعي لنيل الاعتراف الدولي، في قاعات الكونغرس الأميركي أولا والآن في المملكة المتحدة وذلك للمضي قدما في خطة الاستقلال.
وتسعى حركة تقرير مصير منطقة القبائل إلى إنهاء الأمر الواقع الاستعماري الذي تفرضه الزمرة العسكرية في السلطة في الجزائر التي تميل أكثر فأكثر نحو روسيا، وتتجنب القيم الديمقراطية الغربية، وتنتهك حقوق الإنسان في منطقة القبائل بشكل منهجي.
وأعلن مهني ولادة دولة القبائل من جديد يوم 20 أبريل الماضي بعد عقود من النضال السياسي السلمي للدفاع عن الحريات، وأعلن أن المنطقة “تنهض مثل طائر الفينيق لاستعادة ما هو حق لها”.
واختارت حركة “استقلال منطقة القبائل” هذا التاريخ بعناية كبيرة خصوصا وأنه يرتبط بحدث مظاهرات 20 أبريل 1980 والتي شهدتها منطقة القبائل والجزائر العاصمة، وعُرفت باسم “ربيع الأمازيغ”، حيث تم قمعها بشكل دموي من قبل الجيش الجزائري.
مهني أعلن ولادة دولة القبائل من جديد يوم 20 أبريل الماضي بعد عقود من النضال السياسي السلمي للدفاع عن الحريات
كما يصادف هذا التاريخ “الربيع الأسود” عام 2001 الذي خرج فيه الآلاف من النشطاء في منطقة القبائل للتظاهر ومطالبتهم بحقوقهم السياسية والثقافية، وهو ما واجهه الجيش والأمن الجزائريين بالقمع الذي خلف مئات القتلى والجرحى والمعتقلين.
وقبل إعلان دولة القبائل، طوق الجيش وقوات الأمن الجزائرية بمختلف تلويناتها، وبأعداد كبيرة، شوارع مدن تيزي وزو وبجاية خوفا من أي انفلات أو مظاهرات احتفالية بالمناسبة، كما انتشر العديد من رجال المخابرات الداخلية لرصد أي مظاهر غير مألوفة في الموضوع، خصوصا وأن صور وأعلام منطقة القبائل انتشرت على جدران وبنيات بمختلف شوارع بجاية وتيزي وزو تزامنا مع إعلان الاستقلال عن الجزائر.
وحضر الاجتماع اللورد إدوارد أودني ليستر، الذي تولى منصب كبير المستشارين الإستراتيجيين لرئيس الوزراء السابق بوريس جونسون.
وقال “أشعر بالخجل من أنني لم أكن على علم بهذا النزاع، يجب أن تصبح هذه القضية علنية أكثر ويجدر الحديث عنها”.
وصرّح اللورد ستيوارت بولاك، عضو بمجلس اللوردات بالمملكة المتحدة، “أبهرني سماع نضال شعب القبائل، ورئيسه، للحفاظ على ثقافته وهويته. نتجاهل في الكثير من الأحيان أولئك الذين يواجهون الاضطهاد بصفتهم أقلية، سأسعى شخصيا إلى ضمان سماع صوتهم داخل المملكة المتحدة”.
حركة تقرير مصير منطقة القبائل تخطط لبعثات دبلوماسية إضافية إلى الدول الأفريقية وقارة أميركا الشمالية
وقال مارك فولبروك، رئيس موظفي رئيسة الوزراء السابقة ليز تروس “إن القصة التي رواها الرئيس عن نضال شعبه السلمي من أجل الاستقلال كانت رائعة. يجب أن يقرأ كل من يؤمن بحقوق المظلومين في أي مكان في العالم قصة شعب القبائل الرائع”.
وأعلن الرئيس مهني “كان هذا تاريخيا! تشرفت القبائل بعقد هذا الاجتماع الأول مع اللوردات والسيدات البريطانيين لدعم منطقة القبائل ونضالها السلمي من أجل الاستقلال، تأثرتُ بانفتاحهم واهتمامهم الذي يتناسب حقا مع عظمة المملكة المتحدة، وأتطلع إلى المضي قدما في هذا المسار”.
وتخطط حركة تقرير مصير منطقة القبائل لبعثات دبلوماسية إضافية إلى الدول الأفريقية وأميركا الشمالية.
ويُذكر أنها حركة شعبية أسسها فرحات مهني سنة 2001. وتهدف إلى استقلال منطقة القبائل وافتكاك حقوق شعبها. وهي تمثل المعارضة السياسية الرئيسية في الجزائر.
وفي صيف العام 2021 صنفت الجزائر حركة “ماك” ضمن “الكيانات الإرهابية المعادية للبلاد”، وذلك غداة اتهامها بالوقوف وراء موجة الحرائق التي التهمت آنذاك منطقة القبائل، وتسببت في خسائر بشرية ومادية ضخمة، حيث راح ضحيتها 90 شخصا بحسب بيانات رسمية صادرة عن الحكومة الجزائرية.
وعبر العديد من منتسبي الحركة، في كلمات لهم أمام مقر الأمم المتحدة عن تقديرهم لمجهودات رئيس حكومة القبائل الذي ظل يناضل من أجل استقلال القبائل منذ سنوات.
وقد رفعوا شعارات تندد بما وصف بـ”الاحتلال الجزائري” وتطالب بالاستقلال الكامل لمنقطة القبائل المحتلة، كما طالبوا المجتمع الدولي بالاعتراف بحقهم في الاستقلال.