الوحدة ترفع خطر الإصابة بالاكتئاب

برلين - يؤكد علماء النفس على ضرورة الاهتمام أكثر بالحياة الاجتماعية وقضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء والعائلة، وذلك تفاديا للشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية اللذين يضران بالصحة وقد يؤديان حتى إلى أمراض بعضها قاتل. وأظهرت الأبحاث أن ضرر غياب العلاقات الاجتماعية يعادل ضرر تدخين 15 سيجارة في اليوم. فالروابط الاجتماعية ولقاء الأصدقاء والأحبة لا تؤثر على الحد من مخاطر الموت أو الإصابة بأمراض معينة فحسب، بل وتساعد أيضاً على التعافي من الأمراض.
وحذر البروفيسور أولريش فودرهولتسر من خطورة الوحدة على الصحة النفسية حيث أنها ترفع خطر الإصابة بالاكتئاب.
ولتجنب هذا الخطر، أوصى الطبيب والمعالج النفسي الألماني بالعمل على مواجهة الشعور بالوحدة من خلال إقامة علاقات اجتماعية قوية ومستقرة مع الأصدقاء والأقارب والزملاء والمعارف؛ حيث تقي الاتصالات الاجتماعية الإيجابية من الإصابة بالاكتئاب.
وأوضح فودرهولتسر أنه يمكن تقوية الروابط والعلاقات الاجتماعية من خلال الذهاب إلى السينما مع الأصدقاء وممارسة الرياضة أو الهوايات سويا وقبول الدعوات إلى أعياد الميلاد وحفلات الخطوبة والزواج، مشيرا إلى أنه يمكن أيضا الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي لعقد الصداقات مع الآخرين.
وشدد على ضرورة استشارة طبيب نفسي إذا كان الشعور بالوحدة مصحوبا بأحاسيس سلبية أخرى مثل فقدان الاهتمامات والرغبة في الانعزال وعدم القدرة على الشعور بالاستمتاع بأي شيء وفقدان الإحساس بقيمة الذات وأهميتها. ومن العلامات، التي تدق ناقوس الخطر أيضا، الرغبة في إيذاء النفس والتفكير في الانتحار.
ويمكن علاج الاكتئاب جيدا بواسطة العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الجماعي، كما يمكن اللجوء إلى العلاج الدوائي مثل مضادات الاكتئاب، بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي الإيجابي.
الشعور بالوحدة حالة من الاحتياج إلى اتصال عميق وليس سطحيا، وهي حالة نفسية ليست لها علاقة ببقاء الشخص وحيدا
والشعور بالوحدة حالة من الاحتياج إلى اتصال عميق وليس سطحيا، وهي حالة نفسية ليست لها علاقة ببقاء الشخص وحيدا، فهناك من يعيش وحده دون أن يشكو من شيء، وغيره يشعر بوحدة شديدة وحزن رغم وجود الكثير من الناس حوله.
وأشارت دراسة حديثة، إلى أن الشباب يشعرون بالوحدة أكثر من الكبار، حيث يقول شخص من كل 4 أعمارهم بين 18 و30 عاما إنه يشعر بالوحدة.
وفي بريطانيا أطلقت حملة عام 2016 للقضاء على الشعور بالوحدة، ونصحت بالتحدث إلى الأصدقاء والعائلة.
وخلصت دراسة إلى أن الروابط الاجتماعية ولقاء الأصدقاء والعائلة لا يحد من مخاطر الشعور بالوحدة فقط، بل يساعد على التعافي منها.
كما نصحت الحملة بممارسة الهوايات والاهتمامات المفضلة عبر الانضمام إلى النوادي التي تنظم النشاطات الاجتماعية وتشكل طريقاً للتعرف على الناس وإنشاء علاقات اجتماعية.
وقد يكون العمل التطوعي مفيدا لما يمنحه من شعور بالقيمة والفائدة التي يقدمها، وفقا للدراسة التي تقول إن التطوع ساعتين أسبوعيا يقلل من الشعور بالوحدة.
كما قام معدو الدراسة بقياس استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على طلاب تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاما، وأكدوا أن “الاستخدام الأقل من المعتاد، يؤدي إلى انخفاض كبير في الشعور بالوحدة”.
وأشارت الدراسة أيضا إلى أن تغيير طريقة التفكير قد يكون جوهريا في التعامل مع الوحدة بالتوقف عن المبالغة في التفكير السلبي، والتركيز على الأمور الإيجابية.
كما أن الاستمتاع بالوقت لا يقل أهمية عن النشاط الاجتماعي، ونصحت الدراسة الأشخاص بشغل وقتهم بهواياتهم واهتماماتهم وبالمتعة التي توفرها لهم هذه الأشياء، ولا يربطون سعادتهم بالآخرين.