السوداني والانتخابات البرلمانية القادمة.. اتجاهات وميول

لدى الشعب العراقي آمال كبيرة في الاستقرار والحصول على مصدر رزق وتحسين ظروفه المعيشية، وهي معلقة في دوامة الصراع السياسي الذي أخذ ينعكس على الشارع ويهيمن عليه.
الاثنين 2024/06/03
سيد المشهد السياسي

بالتزامن مع الحركة الدؤوبة والاستمرارية بالعمل الحكومي اليومي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في تغيير الواقع الاقتصادي وتحسين الوضع المعيشي للمواطن العراقي وإرادة تغيير واقع بغداد والمحافظات تأتي رغبة السيد السوداني في أن يشق طريقه السياسي عبر المشاركة في الانتخابات القادمة وبقائمة “الفراتين” وهو يحمل إصرارا على النجاح في الملف الحكومي ليكون حلقة من حلقات الدعم له ولقائمته في الانتخابات القادمة، وهو أمر صحي خصوصا مع وضوح الصورة في القوائم المشاركة فيها وطبيعة التحالفات التي من المفترض أن تكون بين هذه الكتل أو القوى السياسية.

شخصية السوداني التي تميل إلى التحرر والاستقلالية أكثر من غيره تجعله تحت ضغط القوى السياسية، كما هي حظوظه في تصدر المشهد السياسي أو الحصول على ولاية ثانية، لأن الآلية المعقدة لاختيار رئيس الوزراء لا تعطي لأي أحد الحق في أن يكون رئيسا للوزراء ما لم يحصل على (1/2 + 1)، وهذا صعب جدا للسير نحو الرئاسة، بالإضافة إلى طبيعة التحالفات السياسية بين القوى الشيعية نفسها؛ فالمشهد السياسي الشيعي معقد، وتعقيده يحميه من أي تجاوز لحقوق المكون الأكبر ويتيح لقواه السياسية أن تكون مجتمعة ليس إلا، وإلا لما استطاع التحالف الثلاثي تشكيل حكومته؛ ولكن طبيعة هذه التحالفات التي لم تراع حقوق ومصالح المكون الأكبر تجعل من الصعب على أي شخص، أو كتلة أو قوة سياسية، أن يذهب وحده دون النظر إلى مصالح المكون أو القومية.

◄ شخصية السوداني التي تميل إلى التحرر والاستقلالية أكثر من غيره تجعله تحت ضغط القوى السياسية، كما هي حظوظه في تصدر المشهد السياسي أو الحصول على ولاية ثانية

نعم، السيد السوداني سيكون خصما لقوى الإطار التنسيقي، وسيحصل على مقاعد جيدة في الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي تتراوح بين 25 و30، بالاتساق مع إظهار جديته في الاستجابة السريعة لمطالب الشعب العراقي وأنه قريب منه وتخفيف شحن الشارع العراقي عبر حملة الإعمار التي يقودها في البلاد سواء على مستوى بغداد أو المحافظات.

هناك من يعتقد أن السوداني يمثل رغبة الشعب العراقي في بناء دولة مستقلة يكون القانون هو الحكم فيها وإبعاد الميليشيات والخارجين على القانون عن المشهد السياسي والأمني، بالإضافة إلى حصر السلاح بيد الدولة، ومنع انزلاق العراق إلى صراعات طائفية وعرقية أخذت الكثير من حياة العراقيين وفرقتهم وأن يصبح العراق لاعبا إقليميا ودوليا، لذلك فإن السيد السوداني يكاد يكون الحاكم الوحيد الذي نال احترام أغلب العراقيين، بالإضافة إلى القيادات والحكام العرب والغربيين، باعتباره شخصا صادقا وقادرا على قيادة العراق إلى الإصلاح والتغيير.

لدى الشعب العراقي آمال كبيرة في الاستقرار والحصول على مصدر رزق وتحسين ظروفه المعيشية، وهي معلقة في دوامة الصراع السياسي الذي أخذ ينعكس على الشارع ويهيمن عليه، لذلك السيد السوداني يعمل بصورة جيدة أمام كل هذه التحديات، ولكن يبقى السؤال الأهم في كل هذه الأحجية عن مدى قدرته على الاستمرار ضد هذا الموج الذي يريد أن يبقى هو سيد المشهد السياسي وأن أي تغيير ينبغي أن يكون من خلاله.

9