حماس منشغلة باليوم التالي للحرب: لا بديل عن حكم الحركة

في ظل المشهد الراهن وعدم اتضاح الرؤية حيال إمكانية وقف القتال قريبا، فإنه من المبكر الحديث عن أيّ من السيناريوهات سيلقى طريقه للتنفيذ.
السبت 2024/06/01
نهاية مفتوحة على جميع السيناريوهات

غزة - لا تنحصر انشغالات حركة حماس فقط بالتوصل إلى صفقة يتم من خلالها وضع نهاية للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أشهر، بل وأيضا في اليوم التالي لها، في ظل حديث عن عدة سيناريوهات تجمع على ضرورة تحييد الحركة من حكم القطاع المدمر.

وتسيطر حماس على غزة منذ العام 2007 بعد أن طردت قوات السلطة الفلسطينية، ومنذ ذلك التاريخ يعاني القطاع حصارا قاسيا، وجولات قتال، أشدها وطأة وتدميرا تلك التي يعيش على وقعها حاليا القطاع، والتي جاءت على إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس في السابع من أكتوبر على المستوطنات المحاذية لغزة.

وقال رئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية إسماعيل هنية الجمعة ” أقول لمن يتحدث عن اليوم التالي للمعركة إنهم سيختنقون بحبل أوهامهم، ولن يجدوا من شعبنا من يقبل بديلاً عن المقاومة، وستخيب تطلعات الذين يتربصون بالمقاومة وبالمجاهدين، وستتلاشى أوهامهم، ولن ترى النور طالما شعبنا وأمتنا باقية خالدة”.

إسماعيل هنية: من يتحدث عن اليوم التالي سيختنق بحبل أوهامه
إسماعيل هنية: من يتحدث عن اليوم التالي سيختنق بحبل أوهامه

ودعا هنية في كلمة بالمؤتمر القومي العربي المنعقد بالعاصمة اللبنانية بيروت إلى” المضي نحو تحقيق وحدة وطنية فلسطينية تقوم على تشكيل قيادة وطنية موحدة في إطار منظمة التحرير لجميع القوى، وتشكيل حكومة وفاق وطني في الضفة والقطاع بمرجعية وطنية متفق عليها، وإجراء الانتخابات العامة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني”.

وتجري منذ أشهر مفاوضات خلف الكواليس بين الولايات المتحدة وقوى أوروبية وعربية من ضمنها مصر والأردن حول إدارة قطاع غزة بعد الحرب، وهناك اتجاه بأن تتولى قوة متعددة الجنسيات الإشراف الأمني على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة الجوانب الحياتية، وذلك بعد عملية إصلاحها.

في المقابل فإن إسرائيل لم تحسم بعد موضوع اليوم التالي فهناك شق في الحكومة يتمسك بتولي الجيش الإدارة الأمنية في القطاع، لفترة غير محددة، وطرف آخر يرفض هذا الخيار حيث لا يريد أن تبقى إسرائيل غارقة في رمال غزة المتحركة.

ويرى مراقبون أنه في ظل المشهد الراهن وعدم اتضاح الرؤية حيال إمكانية وقف القتال قريبا، فإنه من المبكر الحديث عن أيّ من السيناريوهات سيلقى طريقه للتنفيذ، ذلك أنه يرتبط بنتيجة الصراع، مشددين على أن الأولوية المفترض أن تكون حاليا إنهاء عذابات الغزيين.

وقال هنية في معرض كلمته في المؤتمر إن حركته والفصائل الفلسطينية أبلغت الوسطاء تمسكها بمطالبها المتعلقة بالتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة.

وأضاف رئيس المكتب السياسي لحماس، إنه “حول ما يقال عن موقف صهيوني جديد من صفقة التبادل ووقف النار، فإن المقاومة أبلغت الوسطاء من جديد أن القواعد الراسخة لموقف فصائل المقاومة لا تنازل عنها”.

pp

وأوضح “القواعد هي وقف العدوان الدائم، وانسحاب جيش الاحتلال الشامل من غزة، ورفع الحصار، وإعادة الإعمار، وصفقة مشرفة لتبادل الأسرى، وذلك كله على طريق إنجاز حقوق وتطلعات شعبنا الفلسطيني في الحرية والعودة والاستقلال”. والخميس، أعلنت حماس، أنها والفصائل الفلسطينية “لن تقبل التفاوض” بغية التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل “في ظل عدوان وقتل وتجويع وإبادة” للشعب الفلسطيني.

جاء ذلك في أول تعليق للحركة على إعلان هيئة البث العبرية، الثلاثاء، أن تل أبيب سلمت الوسطاء المصريين والقطريين اقتراحها لتجديد مفاوضات تبادل الأسرى مع حماس، ووقف إطلاق النار في غزة. وتجري مصر وقطر والولايات المتحدة وساطة بين حماس وإسرائيل، منذ أشهر، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة لكن حتى الآن دون نتيجة.

وعلى مدى يومين، استضافت القاهرة آخر جولة تفاوض، قبل أن يغادر وفدا حماس وإسرائيل العاصمة المصرية في 9 مايو، دون إعلان التوصل إلى اتفاق، رغم قبول الحركة آنذاك مقترحا قدمه الوسطاء، ولكن إسرائيل رفضته بعد موافقة حماس عليه.

وتعرقلت جهود التوصل إلى الصفقة الأخيرة بعد رفض إسرائيل لها بدعوى أنها لا تلبّي شروطها، وبدئها عملية عسكرية على مدينة رفح في 6 مايو، ثم السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي.

2