مزيج من التحديات يعترض نمو أعمال صناعة الطيران

الشركات تجتمع في مؤتمر إياتا السنوي بدبي لمناقشة العقبات الجيوسياسية والمناخية وارتباك الطلبيات.
السبت 2024/06/01
الأجواء تبدو مواتية للإقلاع

ستشكل التوترات الجيوسياسية ونقص الطائرات والأهداف البيئية الطموحة مجموعة من التحديات أمام رؤساء شركات الطيران العالمية في القمة السنوية المقرر عقدها الأسبوع المقبل في دبي، مع انخفاض الأسعار ما يكمل التوقعات الدقيقة لهذا القطاع.

دبي - يعقد الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، الذي يمثل أكثر من 300 شركة طيران، اجتماعه السنوي بداية من الأحد وعلى مدار ثلاثة أيام في دبي، المركز الدولي الأكثر ازدحاما في العالم، لمناقشة سبل إنعاش القطاع في الفترة المقبلة.

وأكد قادة الطيران عشية اجتماعات الاتحاد، الذي يمثل أكثر من 80 في المئة من الحركة الجوية العالمية، أن الوباء الذي أدى إلى توقف معظم الأساطيل العالمية ودمر الميزانيات العمومية لشركات الطيران في بداية العقد قد ظهر أخيرا في مرآة الرؤية الخلفية.

ويقول إياتا إن الصناعة عادت إلى الربح في العام الماضي، ولامست حركة الركاب الجوية الأرقام القياسية لعام 2019 في وقت مبكر من هذا العام.

ومن المتوقع أن ترتفع قدرة شركات الطيران العالمية في الربع الثاني من 2024 بنسبة 4 في المئة عما كانت عليه في العام الذي سبق تفشي الوباء، وفقا لمزود بيانات الطيران (أو.أي.جي).

ومع ذلك حذرت شركات الطيران من أن العائدات -متوسط السعر الذي يدفعه الراكب للسفر لمسافة ميل واحد- تتعرض لضغوط من ارتفاع التكاليف والمنافسة مع إعادة فتح الشبكات أو نموها.

لويس غاليغو: قد يحمل العام المقبل تحديا آخر بالنسبة إلى قطاع الطيران
لويس غاليغو: قد يحمل العام المقبل تحديا آخر بالنسبة إلى قطاع الطيران

وتتسبب الصراعات والتوترات الجيوسياسية في جعل خطوط الطيران أطول، وتواجه الصناعة تساؤلات متزايدة حول ما إذا كانت قادرة على تحقيق هدف خفض صافي انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول 2050، وهو الهدف الذي اعتمده إياتا في عام 2021.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أيرباص غيوم فوري خلال مؤتمر فيفاتك الأسبوع الماضي، والذي احتضنته العاصمة الفرنسية باريس عندما سئل عما إذا كان الطيران سيحقق الهدف، “لقد انتهت هيئة المحلفين، وهناك الكثير الذي يتعين القيام به”.

وبدأت أسعار تذاكر الطيران بأوروبا وآسيا في الاستقرار أو الانخفاض، في إشارة إلى تراجع طفرة “السفر بأي ثمن” في مرحلة ما بعد كوفيد – 19.

وقال لويس غاليغو رئيس شركة آي.أي.جي المالكة للخطوط الجوية البريطانية، في تقريرها السنوي، “قد يكون العام المقبل تحديًا بالنسبة إلى الطيران”.

وكانت الخطوط الجوية السنغافورية قد ذكرت الشهر الماضي أن “عوائد الركاب كانت معتدلة، بعد أن سجلت أرباحا قياسية للعام الثاني تواليا”.

وقال جون غرانت، كبير محللي أو.أي.جي التي تتابع سوق الطيران، في إشارة إلى الصناعة العالمية “إنها حقيبة مختلطة”. وأضاف أن “النتائج في عامي 2023 و2024 كانت استثنائية لكنّ هناك شعورا بالتراجع الآن”.

وتأسس إياتا في عام 1945 كجزء من مجموعة من الهيئات التي صممت إطار الطيران السلمي بعد الحرب العالمية الثانية. لقد كان في السابق منظمة تحدد الأسعار، لكنه أصبح الآن معروفا كمدافع قوي عن دور الطيران في الاقتصاد المترابط.

ويقول منتقدو البيئة إن نمو صناعة الطيران يتعارض مع الجهود المبذولة للحد من الانبعاثات ويضيفون أن أهدافها، التي تعتمد إلى حد كبير على الوقود المستدام، ليست كافية.

جون غرانت: نتائج 2023 و2024 استثنائية وثمة شعور بالتراجع الآن
جون غرانت: نتائج 2023 و2024 استثنائية وثمة شعور بالتراجع الآن

وأدت الاضطرابات التي شهدتها الخطوط الجوية السنغافورية والخطوط الجوية القطرية في مايو الماضي، والتي أدت إلى إصابة العشرات من الركاب وأفراد الطاقم، إلى تسليط الضوء على سلامة المقصورة والصلة بين تغير المناخ والاضطرابات.

وفي نوفمبر الماضي توصلت منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) إلى اتفاق دولي بشأن إطار عالمي لوقود الطيران منخفض الكربون والوقود المستدام، وأنواع أخرى من الوقود النظيف في ختام أعمال المؤتمر الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل.

وحدد الإطار الذي أطلق عليه اسم “إطار دبي العالمي” هدفا طموحا في خفض انبعاثات الكربون من الطيران على مستوى العالم بنسبة 5 في المئة بحلول عام 2030.

وسيكون ذلك عبر تحفيز زيادة إنتاج واستخدام وقود الطيران المستدام ووقود الطيران منخفض الكربون وسائر مصادر الطاقة النظيفة في مجال الطيران في مختلف أنحاء العالم، باعتبار أن ذلك هو أساس تنفيذ هذه الرؤية الطموحة.

وسيترافق المسار مع تطوير ممكنات تدعم التوسع في الإنتاج من خلال توفير تمويل منخفض الكلفة والعمل على نقل التكنولوجيا وبناء القدرات فيما بين الدول.

واتفق أعضاء إيكاو على القيام بمراجعة الأهداف الطموحة التي وضعها الإطار العالمي بحلول عام 2028 لدراسة وتقييم تطورات السوق والاستثمارات الجديدة في إنتاج الطاقة النظيفة حول العالم.

وقال سلفاتوري شاكيتانو رئيس مجلس إيكاو أثناء الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر في ذلك الوقت إن الإطار “يُمثل خطوة تاريخية لتعزيز جهود العمل المناخي العالمي”.

بدر محمد المير: على أيرباص وبوينغ الضغط على الموردين لتقليل التأخير
بدر محمد المير: على أيرباص وبوينغ الضغط على الموردين لتقليل التأخير

وأوضح أن هذا القرار يرسل إشارة قوية وموحدة إلى المستثمرين في جميع أنحاء العالم حول الحاجة إلى إعطاء الأولوية للاستثمار في الطاقة النظيفة للطيران.

ومن المرجح أيضا أن يؤدي اجتماع إياتا إلى إحياء الجدل حول حقوق الركاب حيث تحاول بعض الدول تقليد خطة تعويضات الاتحاد الأوروبي.

وتقول شركات الطيران إن القواعد قد تؤثر على السلامة، بينما تقول مجموعات الركاب إن بعض شركات الطيران تفشل في الدفع في الوقت المحدد.

ويأتي هذا التجمع في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الخليج، موطن شركة طيران الإمارات المضيفة ومنافستها الخطوط القطرية، مرحلة جديدة من المنافسة والتوسع.

وتجلب شركات الطيران السعودية والهندية قدرات جديدة، كما أعلنت السعودية والإمارات عن مشاريع مطارات ضخمة جديدة.

ويعد اجتماع الاتحاد الذي تستضيفه طيران الإمارات، أكبر مشغل للطائرات طويلة المدى في العالم، أول تجمع كبير لشركات الطيران منذ أزمة الجودة والشركات التي عصفت بشركة بوينغ بعد انفجار لوحة في الجو في يناير الماضي.

وتواجه بوينغ تحقيقات من الجهات التنظيمية الأميركية، وملاحقة قضائية محتملة بسبب أفعالها السابقة، وتراجع إنتاج أكثر طائراتها مبيعا، 737 ماكس.

وتكافح أيرباص أيضا لتحقيق أهداف التسليم، وتواجه العديد من طائراتها الحالية ذات الجسم الضيق مشاكل مستمرة مع التأخير في صيانة محركات برات آند ويتني الخاصة بها.

وفي الشهر الماضي قال الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط القطرية بدر محمد المير، الذي تولى منصبه في نوفمبر 2023 خلفا لأكبر الباكر، إن “أيرباص وبوينغ بحاجة إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الموردين لتقليل التأخير”.

10