المعادن تتفوق على الأسهم والسلع في إيرادات الاستثمارات العالمية

المعادن كانت صاحبة أكبر مكاسب منذ مطلع العام الجاري، متفوقة على الأداء الاستثنائي لبورصة نيويورك.
السبت 2024/06/01
طلب متزايد على النحاس

لندن - تحولت المعادن الرئيسة حول العالم مثل الذهب والفضة والنحاس إلى رهان رابح للمستثمرين منذ مطلع 2024، في سباق أكثر الأصول المستثمرة تحقيقا للعوائد عالميا.

ويكشف مسح أجرته وكالة الأناضول استنادا إلى بورصات السلع وأسواق المال العالمية، أن المعادن كانت صاحبة أكبر مكاسب منذ مطلع العام الجاري، متفوقة على الأداء الاستثنائي لبورصة نيويورك.

وتأتي هذه المكاسب للمعادن الثلاثة، مع استمرار ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة عالميا، إلى جانب قيام بنوك مركزية بالتحوط من المخاطر بشراء الذهب، فيما زاد الطلب الصناعي على النحاس والفضة.

ويظهر المسح أن النحاس كان صاحب أعلى عائد للمستثمرين فيه خلال العام الجاري، بنسبة تجاوزت 30 في المئة حتى نهاية جلسة الخميس الماضي، بقيمة 4.7 دولار للكيلوغرام.

وارتفع الطلب العالمي على النحاس منذ 2023 مع ثورات الذكاء الاصطناعي، بحكم أنه عنصر رئيس يدخل في صناعة كل شيء، بدءا من السيارات الكهربائية إلى خطوط النقل، ومراكز البيانات التي تدعم الذكاء الاصطناعي.

وخلال العام الجاري، تهافتت الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، على توسيع استثماراتها في سوق النحاس وزيادة حصتها السوقية منه، عبر التوجه لشراء حصص رئيسة في شركات عالمية منتجة للنحاس.

الفضة تميزت هذا العام مستفيدة من الطلب الصناعي الفعلي عليها، باعتبارها عنصرا هاما في العديد من الصناعات

أما الفضة، فقد أظهر مسار تحركها خلال العام الجاري ارتفاع سعر الأونصة بنسبة 29 في المئة حتى نهاية جلسة الخميس إلى 31.2 دولارا.

ويعود ارتفاع أسعار أونصة الفضة عالميا إلى استفادتها من نفس العوامل التي استفاد منها الذهب، مثل ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن بسبب المخاطر الجيوسياسية.

وكذلك تأثرت الفضة إيجابا بتوقعات خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي بحلول الربع الأخير من العام الجاري، إضافة إلى ارتفاع الطلب الاستثماري على الفضة.

وتميزت الفضة هذا العام، مستفيدة من الطلب الصناعي الفعلي عليها، باعتبارها عنصرا هاما في العديد من الصناعات، وعلى رأسها تقنيات الطاقة النظيفة، التي تزايد الاهتمام بها مؤخرا على مستوى العالم.

لذلك، تمتلك الفضة طبيعة مزدوجة، حيث تعمل كأصل مالي ومدخل صناعي، وهذا المعدن مكون أساسي في الألواح الشمسية، ومع النمو القوي لهذه الصناعة، من المتوقع أن يصل استخدام الفضة إلى مستويات قياسية هذا العام.

وتوقعت هيئة الفضة العالمية أن تواجه سوق الفضة نقصا في العرض للسنة الرابعة على التوالي خلال 2024، وربما تواجه ثاني أكبر فجوة في العرض على الإطلاق هذا العام، بنسبة 17 في المئة.

ومنذ مطلع العام الجاري، صعدت أسعار الذهب بنسبة 14.2 في المئة حتى نهاية جلسة الخميس إلى 2350 دولارا للأونصة، وهو أقل بنحو 100 دولار عن القمة التاريخية المسجلة خلال وقت سابق من أبريل الماضي.

النحاس كان صاحب أعلى عائد للمستثمرين فيه خلال العام الجاري بنسبة 30 في المئة إلى جانب كل من الذهب والفضة
النحاس كان صاحب أعلى عائد للمستثمرين فيه خلال العام الجاري بنسبة 30 في المئة إلى جانب كل من الذهب والفضة

ويأتي الارتفاع على أسعار الذهب في المقام الأول، وسط مواصلة البنوك المركزية العالمية التدافع لشراء الذهب، وسط مخاوف تسارع التضخم والتوترات الجيوسياسية.

وفي إجمالي الربع الأول من هذا العام، اشترت البنوك المركزية حول العالم قرابة 290 طنا من الذهب، وهو أعلى مستوى في تلك الفترة على الإطلاق، بحسب بيانات مجلس الذهب العالمي.

وكذلك، استمرت شهية الصين لشراء الذهب منذ مطلع 2023، حيث واصل بنكها المركزي في تعزيز مشترياته من الذهب للشهر الثامن عشر على التوالي خلال أبريل الماضي، إذ رفع إجمالي حيازته من الذهب إلى 2264.3 طنا.

ويكشف تقرير صادر منتصف هذا الشهر عن صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أن النحاس والفضة هما أكثر استثمارين في سوق السلع والأوراق المالية تحقيقا للعوائد.

في المقابل، تفوقت أسهم التكنولوجيا الأميركية على المعدن الأصفر، إذ حقق المستثمرون في تلك الأسهم عوائد نسبتها 20.1 في المئة منذ مطلع العام الجاري.

وبلغت العوائد للمستثمرين في الشركة المدرجة في موشر أس آند بي وعددها 500، نحو 14 في المئة، بينما بلغت العوائد للمستثمرين في داو جونز الصناعي نحو 13.8 في المئة.

أما المستثمرون في عقود النفط، فقد بلغت عوائدهم نحو 7 في المئة فقط منذ مطلع العام الجاري، بحسب بيانات سوق الخام.

10