الإفتاء المصرية تبيح لقب "أم الدنيا" مثيرة الجدل حول أصلها

بيان دار الإفتاء يثير ردود فعل واسعة على الشبكات الاجتماعية.
الأربعاء 2024/05/29
ماذا تريد أن تسمي مصر؟

القاهرة - لم ينته الجدل الذي يثار بين الحين والآخر بشأن شرعية إطلاق لقب “أم الدنيا” على مصر، مع تعليق دار الإفتاء عليه، مؤكدة أن لتلك التسمية “أسسا تاريخية ودينية”، ما فتح الباب واسعا للنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي حول صحة اللقب وأيضا انتقادات للتفات دار الإفتاء إلى هذه الأمور.

وأوضحت دار الإفتاء في بيان نشرته على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك الاثنين أن مصر سُمِّيت بـ”أم الدنيا”، أو “أم البلاد وغوث العباد” من قبل “نبي الله نوح عليه السلام”.

ونقلت عن المؤرخ عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالحكم، أبوالقاسم المصري في كتابه “فتوح مصر والمغرب”، قوله “عن عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما: أن نوحا عليه السلام قال لابنه حينما أجاب دعوته: اللهم إنه قد أجاب دعوتي، فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة، التي هي أم البلاد، وغوث العباد، التي نهرها أفضل أنهار الدنيا، واجعل فيها أفضل البركات وسخِّر له ولولده الأرض وذلِّلها لهم، وقوِّهم عليها”.

دار الإفتاء تقول إن مصر سميت بـ"أم الدنيا"، أو "أم البلاد وغوث العباد" من قبل "نبي الله نوح عليه السلام"

وأضافت دار الإفتاء في بيانها “وهذا الأثر ذكره جماعة من العلماء في كتبهم، واحتجوا به على فضائل مصر، ومنهم: الحافظ الكندي في (فضائل مصر المحروسة)، والمؤرِّخ العلَّامة البكري في (المسالك والممالك)، والمؤرِّخ العلامة ابن تغري بردي في (النجوم الزاهرة)، والحافظ السيوطي في (حسن المحاضرة)، والعلامة المقريزي في (المواعظ والاعتبار)، وغيرهم”.

وأثار البيان ردود فعل واسعة على الشبكات الاجتماعية، وأبدى صحافي عراقي اعتراضه على ما ذكرته دار الإفتاء قائلا:

mustafakamilm@

وعلق آخر على البيان في فيسبوك:

 

وأبدى البعض من الناشطين أسفهم على حال أم الدنيا اليوم، وكتب:

 

وكتب مدون:

وفي مقابلة سابقة، اعتبر أستاذ علم الاجتماع المصري طه أبوالحسن أنه جرى العرف على استخدام لقب الأم للإشارة إلى الأوطان، وتساءل “عندما نقول أم القرى، فهل هذا يعني أن هناك أبوالقرى؟”. واعتبر أبوالحسن أنه يحق لكل شخص أن يفخر ببلده كما يشاء، لكن “دون خلط الأمور ببعضها والتحدث بطريقة سطحية”.

وتابع “لا يمكن منازعة شخص في عاطفته، لكن التباهي على أساس الثروة أو الموقع ليس له أساس، لأن الشخص لم يختر هذا الموقع، في حين أن التباهي يجب أن يكون بالثقافة والعلم والأخلاق وليس النعرات”.

وسبق أن أثارت تصريحات للمغني السعودي محمد عبده، حملت تعليقا عن قيمة السعودية ومصر، حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وسلط موقفه الضوء على المصطلحات المستخدمة على نطاق واسع في المنطقة العربية، التي تدور حول “الأفضل” و”الأعرق” و”الأكثر ثراء” و”الأكثر تقدما”.

وتداول ناشطون مقطعا للمغني قال فيه “نحن، السعودية اليوم لكل العرب، هي بيت العرب. إن كانت مصر أم الدنيا فالسعودية أبوها”، في إشارة إلى “أم الدنيا”، المصطلح الشهير الذي يستخدم لوصف مصر.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، قوبلت تصريحات الفنان السعودي، الذي كان يتحدث أمام وسائل الإعلام، بالسخرية من قبل البعض، وجاء في أحد التعليقات “السعودية أبو الدنيا والأردن خالها والبحرين عمها”.

وفي المقابل، دخل معلقون من السعودية ومصر في حالة سجال لفظي بين مؤيدين ورافضين لما قاله. وقال أحد المتابعين، الذي يبدو أنه أيد هذا الموقف، إن تصريحاته “تصعيد مبرر”.

5