قادة عرب إلى الصين لبحث ملف حرب غزة

الرئيس الصيني سيجري مباحثات مع العاهل البحريني ورؤساء مصر والإمارات وتونس بشأن العلاقات الثنائية والتطورات بالمنطقة.
الاثنين 2024/05/27
بكين تسعى إلى التموضع بصفتها وسيطا في الصراع بين حماس وإسرائيل

بكين - يزور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وقادة الإمارات العربية المتحدة والبحرين وتونس هذا الأسبوع الصين وفق ما أعلنت وزارة خارجيتها الاثنين، في وقت تحاول بكين استثمار الصراع الدائر في قطاع غزة للعب دور الوساطة لكسب تأييد الشعوب العربية التي باتت تبحث عن داعم للفلسطينيين في ظل المساندة غير المسبوقة من قبل الولايات المتحدة  لإسرائيل في حربها الشاملة على القطاع.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية في بيان إن الزعماء سيجرون من 28 مايو إلى 1 يونيو "زيارات دولة للصين ويحضرون حفل افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي".

وسيضم الوفد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس التونسي قيس سعيّد ورئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وقال نائب وزير الخارجية دينغ لي، خلال مؤتمر صحافي في بكين، إن الرئيس شي جينبينغ سيحضر المنتدى ويُلقي خطابا الخميس.

وأضاف أنّ شي "سيجري أيضا محادثات مع رؤساء الدول الأربعة على التوالي لتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

وذكر دينغ أن المنتدى سيهدف إلى تعميق "التوافق بين الصين والدول العربية" وسيشارك في رئاسته كبير الدبلوماسيين وانغ يي ونظيره الموريتاني.

وأشار إلى أنّ الزعماء سيكون لهم موقف مشترك بين الصين والدول العربيّة بشأن القضيّة الفلسطينيّة.

ويأتي ذلك في وقت تسعى الصين إلى التموضع بصفتها وسيطا في الصراع بين حماس وإسرائيل. ودائما ما كانت الصين تدعم القضيّة الفلسطينيّة وحلّ الدولتين في إطار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني،  

ودعا الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى عقد "مؤتمر دولي للسلام" بهدف حل النزاع.

وفي نوفمبر، استضافت بكين اجتماعا لوزراء خارجيّة السلطة الفلسطينية وإندونيسيا ومصر والسعودية والأردن لإجراء محادثات تهدف إلى "تخفيف التصعيد" في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تدعو فيها الصين لعقد مؤتمر دولي للسلام، إلا أن دعواتها السابقة لم تأخذ حيز التنفيذ ولم تلق الاستجابة المطلوبة من جانب إسرائيل والأطراف الدولية الرئيسية. واقتصر الترحيب على الجانب الفلسطيني، الذي يرى في ذلك مجاملة للصين كطرف دولي مهم ما زال يدعو لحل الدولتين الذي تتبناه منظمة التحرير الفلسطينية.

وتدرك بكين حجم التعقيدات التي تعتري الصراع في الشرق الأوسط، وأن الدخول في أتون هذا الصراع يتطلب انخراطا أوسع للصين في السياسة الشرق أوسطية التي تهيمن عليها بشكل واسع الولايات المتحدة. إلا أن دعوات الصين المتكررة لعقد مؤتمر دولي للسلام يأتي في سياق إثبات سياستها الدولية المنافسة لواشنطن وتجاوز الاحتكار الذي تمارسه الأخيرة في الملفات الدولية.

ومع ذلك، فإن لدى الصين عددا من الأوراق يمكن أن تطرحها في الدفع قدما نحو مقاربتها، حيث تربطها علاقات جيدة مع الفلسطينيين والدول العربية الرئيسية في المنطقة كالسعودية ومصر ودولة الإمارات.

في المقابل، فإن العلاقات الصينية-الإسرائيلية ذات الأبعاد الاقتصادية تطورت على السنوات الأخيرة، إلا أن هذه العلاقات تتعرض لضغوط أميركية على الجانب الإسرائيلي تحول دون تحولها لعلاقات فاعلة.

ويتطلب انخراط الصين في الصراع، وإن كان من بوابة عقد مؤتمر دولي، منها توسيع مقاربتها في عموم منطقة الشرق الأوسط وهو الذي ما زال أمام بكين جهود أكبر لتطويريه خاصة على الصعد الاستراتيجية والأمنية.

ولا يبدو، حتى الآن، أن الصين تطمح إلى الحلول محل الموقف الأميركي في الشرق الأوسط، ولكنها قد تكون راغبة في الولوج عبر انحياز الولايات المتحدة لإسرائيل. فلطالما وظفت بكين انجرار واشنطن المتكرر إلى الصراع في المنطقة.

كما توظف الصين هذه الدعوة ضمن سياستها "الحياد المناهض للغرب" لجذب قاعدة دعم ذات كثافة سكانية عالية وأهمية إستراتيجية.

فالعديد من دول الجنوب العالمي متعاطفة مع فلسطين، وبالتالي فإن الدعوة لمؤتمر للسلام هي قضية يمكن للصين استخدامها لحشد الدعم لقيادتها لدول الجنوب.

ومن خلال التأكيد على موقفها المحايد ودورها كصوت للجنوب العالمي، تريد الصين التشكيك بالموقف الأخلاقي للولايات المتحدة وإضفاء الشرعية على تدويل القضية، والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لبدء عملية السلام، وبالتالي إخراج واشنطن من سياستها المستمرة منذ عقود بكونها الوصية بلا منازع على الصراع.

فالهدف النهائي هو تحطيم مكانة الولايات المتحدة العالمية وكسب حرب "قوة الخطاب" من خلال الاستفادة من التعاطف مع الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم.

وأدى هجوم حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر إلى مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، بحسب بيانات إسرائيلية رسمية.

وفي ذلك اليوم، احتُجز 252 شخصا رهائن ونقلوا إلى غزة. وبعد هدنة في نوفمبر سمحت بالإفراج عن نحو مئة منهم، لا يزال هناك 121 رهينة في القطاع، لقي 37 منهم حتفهم، حسب الجيش الإسرائيلي.

ردا على ذلك، أطلقت إسرائيل هجوما شاملا في القطاع الفلسطيني، خلف ما لا يقل عن 35984 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.