أسر جنود إسرائيليين شمالي غزة بين إعلان حماس ونفي تل أبيب

غزة - أعلن متحدث باسم كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، أن مقاتلي الحركة أسروا جنودا إسرائيليين أثناء القتال في جباليا في شمال قطاع غزة، وهو ما نفته الدولة العبرية فيما أكدت إصابة قائد كتيبة برصاص قناص.
ولم يذكر المتحدث باسم كتائب القسام عدد الجنود الأسرى، ولم يقدم أيضا أي دليل على ما ذكره.
وفي تسجيل صوتي بثّته قناة الأقصى التلفزيونية التابعة لحماس، قال أبوعبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسّام، إنّه خلال "عملية مركّبة" استهدفت قوة إسرائيلية في مخيّم جباليا "أوقع مجاهدونا جميع أفراد هذه القوة بين قتيل وجريح وأسير واستولوا على العتاد العسكري لها".
وأضاف أنّ مقاتلي القسّام "استدرجوا قوة صهيونية إلى أحد الأنفاق في مخيّم جباليا وأوقعوها في كمين داخل هذا النفق وعلى مدخله".
وأوضح أنّ مقاتلي القسّام "اشتبكوا مع أفراد هذه القوة من مسافة صفر ومن ثم هاجم مجاهدونا بالعبوات قوة الإسناد التي هرعت إلى المكان، وأصابوها بشكل مباشر ومن ثم انسحب مجاهدونا بعد تفجير النفق المستخدم في هذه العملية".
وهذه هي المرة الأولى منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر التي تعلن فيها الحركة الفلسطينية أسر جنود إسرائيليين.
وأرفقت القسّام الكلمة المصورة وعنوانها "فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً" بمقتطفات فيديو ظهر فيها مقاتل داخل نفق يَجرّ ما قالت القسّام إنّه جندي إسرائيلي، كما أرفقتها بصور ظهر فيها عتاد عسكري قالت إنّها غنمته خلال الكمين.
لكنّ الجيش الإسرائيلي سارع إلى نفي وقوع أيّ من جنوده في الأسر.
وقال في بيان "يوضح الجيش الإسرائيلي أنه لا وجود لأي واقعة اختطف خلالها جندي".
وأعلنت وسائل إعلام عبرية، الأحد، إصابة قائد كتيبة بالجيش، نجل وزير الإسكان الإسرائيلي السابق آفي إيتام برصاص قناص في جباليا شمالي قطاع غزة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي "أصيب المقدم إيتمار إيتام، الرائد في لواء بيسلماخ، السبت، بجراح متوسطة"، خلال اشتباك في جباليا.
ومن جانبها، قالت صحيفة "معاريف" إن إيتمار "أصيب بنيران قناص، وتم نقله إلى المستشفى وإجراء عملية جراحية له".
وأوضحت أنه "يشغل منصب قائد كتيبة 6282 احتياط في لواء بيسلماخ".
وقالت إن المقدم المصاب في جباليا، هو نجل آفي إيتام الذي كان عميدا في الجيش الإسرائيلي، قبل أن يشغل عدة مناصب وزارية آخرها وزير الإسكان والبناء بين عامي 2003-2004.
وارتفع بذلك عدد مصابي الجيش الإسرائيلي المعلن إلى 3 آلاف و591 منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، بينهم ألف و781 من بداية العملية البرية في الـ27 من الشهر ذاته، حسب أحدث البيانات المنشورة على الموقع الإلكتروني للجيش.
بينما يبلغ العدد المعلن لقتلى الجيش الإسرائيلي 634 منهم 282 منذ بداية العملية البحرية، وفق بيانات الجيش الذي يواجه اتهامات محلية بإخفاء حصيلة أكبر بكثير لقتلاه وجرحاه.
ومن جانبه، كتب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عبر حسابه بمنصة إكس أتمنى الشفاء التام وأصلي مع كل شعب إسرائيل من أجل شفاء بطل إسرائيل المقدم إيتمار إيتام، نجل صديقي العميد إيفي إيتام، الذي أصيب بجروح خطيرة خلال عملية في قطاع غزة".
وفي وقت سابق السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل عدد من المقاتلين الفلسطينيين في "عمليات قتال عن قرب" في جباليا وتحدث عن "مواجهات ونيران الدبابات" في وسط قطاع غزة. وأضاف أنه "قضى على خلية إرهابية فتحت النار على قواته" في رفح.
وفي 12 مايو الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية بمخيم جباليا وبعض المناطق المحيطة به، قبل أن يعلن في الـ15 من الشهر ذاته توسيع هذه العملية بعد مواجهة قواته "معارك شرسة".
وتأتي هذه التطورات، بعد ساعات من تزايد احتمالات استئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة.
فقد أمرت الحكومة الإسرائيلية مفاوضيها بـ"العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى عودة الرهائن"، وفق ما قال مسؤول كبير، رغم انتقادها إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرات اعتقال ضد ثلاثة قادة في حماس وضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه.
وبعد توقفها مطلع مايو، برزت مؤشرات إلى احتمال استئناف المفاوضات للتوصل الى هدنة في قطاع غزة تشمل الإفراج عن الرهائن وعن معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل.
وتساهم واشنطن والدوحة والقاهرة في الوساطة بين طرفي الحرب. وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات تعثّرت على وقع التصعيد في العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح وتمسّك حماس بوقف نار دائم.
ويزور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز باريس لإجراء مباحثات في محاولة لإحياء المفاوضات الهادفة إلى التوصل لهدنة في غزة، على ما أفاد مصدر غربي مطلع على الملف الجمعة.
وفي القدس، أعلن مسؤول اسرائيلي السبت أن لدى الحكومة "نية" لاستئناف المحادثات "هذا الأسبوع".
ولم يُدل المسؤول الإسرائيلي بمزيد من التفاصيل حول الاتفاق، لكنّ وسائل إعلام إسرائيلية نقلت أنّ رئيس الموساد ديفيد بارنيع وافق خلال اجتماعات في باريس مع الوسيطين بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على إطار جديد للمفاوضات المتوقفة.
غير أنّ أسامة حمدان القيادي في حماس نفى أيّ علم لحركته بالمساعي الجارية لاستئناف المفاوضات.
وقال حمدان لقناة الجزيرة ليل السبت-الأحد إنّه "حتى اللحظة لا يوجد شيء عملي في هذا الموضوع، هو مجرد كلام يأتي من الجانب الإسرائيلي. لم نُبلّغ من الوسطاء بأيّ شيء في هذا السياق".